"عودة القرش".. بين مواجهة "غول زيادة الأسعار" والمطالبة باستعادة هيبة الجنيه أولًا

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية عن عودة
صورة أرشيفية عن عودة القرش



رئيس جهاز حماية المستهلك يتقدم بطلب رسمي لوزارة المالية لعودة القرش
 خبراء إقتصاديون: اعيدوا هيبة "الجنيه" أولًا ثم تحدثوا عن عودة "القروش"
 رشاد عبده: كيلوا اللحمة وصل إلى 120 جنيه حساسين:هنتفرج على أفلام قديمة



"السحتوت والنيكلة والقرش والشلن والبريزة".. عملات عفى عليها الزمن عاصرها الأجداد وربما لحقها الآباء المعمرة، اختفت مع مرور الوقت لاسيما في الدول التي لا تحافظ على قيمة عملتها، ويتدهور اقتصادها كمصر، فكلما قلت قيمة الجنيه تدهورت العملات المساعدة "الفكة". لكن الصدمة هو تقديم رئيس جهاز حماية المستهلك اللواء عاطف يعقوب، بطلب رسمي إلى البنك المركزي، ووزارة المالية، يدعو فيه بعودة التعامل بالعملات الصغيرة "القرش، والمليم، والشلن، والبريزة" بدعوى الحد من ارتفاع أسعار السلع في السوق المصرية.
 
مبادرة "يعقوب"
المبادرة المقترحة من "يعقوب" أثارت ردود أفعال غاضبة من قبل المتخصصين والمعنيين بالأمر بعضهم سخر من رجل وصفه بأنه يعيش في كوكب آخر، وقليل منهم وافق الرجل وحياه على مبادرته.
 
قال يعقوب إن "أحد أهم أسباب ارتفاع الأسعار هو إلغاء العملات الصغيرة، وبدء حساب الأسعار اعتبارًا من الجنيه، موضحًا أنه تقدم الأيام الماضية بمقترح خطة متكاملة إلى مجلس الوزراء، تضمنت في بنودها تعديل العملات المتداولة وإعادة النظر في طبع القرش مرة أخرى، إضافة إلى تطوير أسواق الجملة وأسواق التجزئة للتوصل إلى حلول تحد من ارتفاع الأسعار".
 

رئيس مصلحة سك العملة: ندرس الطلب
محمد السبكى، رئيس مصلحة سك العملة، قال إنه سيتواصل مع وزارة المالية، حول هذا الطلب، ويدرس الطلب الخاص بعودة العمل بالفئات المعدنية الصغيرة مثل الـ"القرش"، والفئات الأخرى، سوف يتم بين وزارة المالية وبالتنسيق مع البنك المركزي المصري.
 
 
رشاد عبده: الرجل يعيش في كوكب آخر
لكن الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، هاجم مبادرة رئيس جهاز جماية المستهلك ورجح أن الغرض منها مجرد "الشو الإعلامي". قائلا: "يبدو أن هذا الرجل يعيش في كوكب آخر" متسائلا: "بتدفع كام قرش وأنت بتركن عربيتك ولا الدولة هي اللى بتدفعلك وانت مش حاسس"؟.
 
وأوضح عبده في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الحلول المنطقية تكون من خلال الحد من "الأسعار" أولًا وعودة الهيبة للجنيه الذي أصبح بلا قيمة ثم الحديث بعد ذلك عن عودة العملات الصغيرة، مشيرًا إلى أن سعر كيلو اللحمة وصل إلى 120 جنيه أي ارتفع بنسبة 50 % قائلا: "دول يساوو كام قرش يا سيادة اللواء"؟.

وتابع الخبير الإقتصادي: "في البداية حسسني بقيمة الجنيه وبعدين كلمني على القرش وحِد من الغلاء" أم الربع جنيه و50 قرش فهذه نقود مساعدة لا بأس من استخدامها.

النجار: المقترح "بطاطس"
وافقه في الرأي الدكتور محمد النجار، أستاذ الاقتصاد بجامعة بنها وعضو لجنة الاقتصاد بالمجلس الأعلى للثقافة، الذي وصف مقترح يعقوب بـ"البطاطس".

ورأى النجار أن الحل هو توجيه الحديث للمسؤولين عن السياسة النقدية، وتعديل أسلوبهم وسياستهم، مؤكدًا أن معدل ارتفاع الأسعار المُعلن والرسمي في مصر وصل لـ 15 % بينما في باقي دول العالم لا تتحدي النسبة بين "1،5 – 2 %".


حساسين: هنتعامل بالقرش والميلم ونتفرج على أفلام قديمة
أما سعيد حساسين، عضو مجلس النواب، فتعجب من المقترح قائلا:"هنتعامل بالقرش والميلم ونتفرج على أفلام قديمة ونروح نقعد مع الناس القديمة!".


وتابع قائلاً:" مفيش حاجة بالقرش عشان مفيش حاجة تساوى قرش .. دا عندا سندوتش الفول بقى بجنيه ونص، والأزمة تكمن فى ارتفاع سعر الدولار وعدم وجود إنتاج ودخل.. دا العيال الصغيرة مش عارفين الربع جنيه.. اللى بيقبض 5 و 10 آلاف تعبان والحكومة تايهه والشعب تايه، ومفيش بديل".
 
توفيق: يعيد قيمة الجنيه 

بينما أشاد دكتور سعيد توفيق أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة عين شمس، بهذا المقترح، مؤكدًا أن هذه المقترحات تعيد قيمة الجنيه المصري لمكانتها ضاربًا مثلا: "لما تروح تشترى حاجة بـ 10 جنيهات إلا 25 قرشا، تدفع  10 جنيهات كاملة وبذلك يفقد كل شخص من "3 – 4" جنيهات دون فائدة.
 
وطالب توفيق في تصريح صحفي، بتصغير العملات وتوفيرها، لافتًا إلى أن الفكة والجنيهات ليست موجودًة وهذا ما جعلها تفقد قيمتها على الإطلاق. مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية مازالت تتعامل بـ "الهللة ".