"البحوث الإسلامية": زيارة شيخ الأزهر للشيشان علامة فارقة في تاريخه
قال الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن زيارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لجمهورية الشيشان جاءت علامة فارقة في تاريخ هذا البلد الذي خرج رئيساً وقادةً وشعباً ليعبر عن فرحته بمقدم شيخ الإسلام والمسلمين.
وأضاف عفيفي أن تلك الزيارة جسّدت عالمية الأزهر ورسالته التي ينشرها في العالم من خلال تعليم الوافدين وتقديم المنح الدراسية لهم، ودور مبعوثي الأزهر في مختلف أنحاء العالم.
كما أنها تأتي في إطار الدعم الخارجي الذي يقدمه الأزهر للمسلمين في العالم لأجل مواجهة الإرهاب والعنف والقتل باسم الدين وتكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم؛ وهذا ما أكده الإمام الأكبر في لقائه بطلاب جامعة الحاج كونت الإسلامية الروسية عندما أوضح أن أهل السنة كانوا على مر عصورهم ولازالوا يرفضون التكفير واستباحة الدماء والأعراض، وفي هذا رد قاطع على داعش وأخواتها من جماعات التكفير والعنف التي تعمل على خداع وتضليل الشباب باسم الدين.
أوضح الأمين العام أن الإمام الأكبر ركّز أيضاً خلال زيارته على أهمية إصلاح التعليم في العالم الإسلامي، مبيناً أن انحراف التعليم حدث بانحراف أذهان فئات من القائمين عليه من خلال سطوة المال والجاه واستغلال عواطف الشباب؛ لافتاً إلى أنه ركّز أيضاً على أهمية العناية بمناهج التعليم التي تقوم على الوسطية والاعتدال والتسامح وهذا ما حرص عليه الأزهر الشريف على مر تاريخه وهو ما عصمه من خطر الغلو والتطرف.
كما أشار عفيفي إلى أن الإمام بيّن أن العلاج والحل الأمثل للخروج من الأزمة الطاحنة هو التمسك بمنهج أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث لأنه لا يمكن أن يكون القرآن والسنة وسيلة لسفك الدماء؛ فالشريعة حافظت على الأنفس والأموال والأعراض.
وذكر الأمين العام أن شيخ الأزهر أكد أيضاً في زيارته على أهمية نبذ الغلو والتطرف والجمود وعلى احترام الآخر، كما أكد على الدعم الكبير المقدم من الأزهر لدولة الشيشان في تعليم أبنائهم وبناتهم وتقديم المنح الدراسية لهم وتدريب الأئمة؛ مشيراً إلى أن زيارة الإمام حظيت باهتمام الرئيس الشيشاني والشعب والقادة والعلماء، كما قام رئيس الشيشان بمنحه وسام المواطنة الفخرية تقديراً لجهوده في نشر وسطية الإسلام.