مصطفي ياقوت يكتب لماذا كرة القدم؟

ركن القراء

كرة القدم
كرة القدم


يُقَدَّر محبي ومتابعي كرة القدم حول العالم بالملايين، وذلك على اختلاف لغاتهم وانتماءاتهم، لكنهم اتفقوا جميعا على لغة واحدة، ألا وهي متعة وحلاوة كرة القدم، سواء ممارستها أو مشاهدتها أو كليهما.
ولكن يظل السؤال الأهم، والذي حير الكثيرون، سواء من محبي اللعبة نفسها أو حتى من غير المتابعين، ألا وهو; لماذا نحب كرة القدم؟ ولماذا كرة القدم تتمتع بهذه الشعبية الهائلة على مستوى العالم؟
الإجابة من وجهة نظري أنكرة القدم "كصناعة كبيرة الآن" قائمة ومعتمدة في المقام الأول على إرضاء الجمهور والبحث عن إسعاده دائماً.
مصطلح إرضاء الجمهور بالطبع يعتمد على شعبية النادي وميزانيته. أندية مثل الأهليوالزمالك في مصر تُرضي جماهيرها بالبطولات. أندية الوسط تُرضي جماهيرها بتقديم عروض قوية أمام فرق المقدمة ومحاولة الفوز بجزء من كعكة البطولات. أندية صاعدة حديثا للدوري الممتاز ترضي جماهيرها بالبقاء لفترة أطول في دوري الأضواء.
"الجمهور هو اللاعب رقم واحد" هي المقولة الأشهر لمشجعي كرة القدم ومِن ثَمَّ فإن الجمهور يشارك دائماً في صناعة القرار بالإضافة للدعم المتواصلوالمستمر للفريق.
الجمهور ينتقد"بلا خوف" كل مخطئ أو مٌقَصِّر. الجمهور لا يعترف إلا بالمجهود داخل الملعب. لا واسطةولا محسوبية. لا قرارات غير مدروسة. التراجع عن القرارات الخاطئة مطلوب دائما لإرضاء الجماهير. ميزانية فريق الكرة، تكاليف الصفقات،وكل الماديات يتم نشرها والإعلان عنها أولاً بأول.
اللاعب عندما يحرز هدف، يحتفل مع الجمهور. المؤتمر الصحفي بعد المباراة لتوضيح ملابسات المباراة للجمهور، حتى أن المدير الفني يبرر تغييراته أثناء المباراة. كما أنه مٌطَالَب بتوضيح الأسباب الفنية أو الأخلاقية لتفضيله أحد اللاعبين على زملائه في نفس مركزه في الملعب.
لن تجد سعر تذكرة المباراة في المقصورة أرخص من تذكرة المباراة في الدرجة الثالثة. لن تجد أحد من الجمهور يٌسْجَن لإبداء رأيِه في أداء المدير الفني أو مستوى أحد اللاعبين.
لن تجد لاعبيشارك كأساسي للأبد، فالراية يسلمها دائما جيل لجيل. ضخ الدماء الجديدة والنزول بمتوسط أعمار اللاعبين من أساسيات كرة القدم.
الخلاصة أن كل شيء خاضع للحساب من الجمهور. الخطأ لا يستمر طويلا. النقد مسموح. إرضاء الجمهور هو الغاية من كل عناصر المنظومة. الشفافية هي شعار النادي الناجح الذي يبحث دائماً عن البطولات وعن إرضاء جمهوره. أما النادي الفاشل الذي يصارع على الهبوط فلم ولن ترضي عنه جماهيره حتى لو اشتري لاعبين من فرنسا.

ونهايةً: أرجو تكون رسالتي قد وصلت