تعرف على حكاية صورة الحجاج الثلاثة في تبوك قبل 56 عاماً

السعودية

بوابة الفجر



قبل 56 عاماً وصل إلى مدينة تبوك من الهند ثلاثة حجاج قطعوا آلاف الأميال على دراجات هوائية من أجل أداء فريضة الحج، وقد التقطت لهم صور أثناء وصولهم الحدود السعودية والتي كانت في ذلك الوقت في بئر بن هرماس، قبل أن تصبح اليوم حالة عمار هي المنفذ الحدودي".
 
ويروي الباحث في تاريخ منطقة تبوك عبدالله بن ناصر العمراني لـ"سبق" قصة صور الحجاج الثلاثة من خلال بحث أعده عنها، وقال: "في العام 1380 هـ ـ1960 م وصل إلى مدينة تبوك 3 رجال من الهند قطعوا 9000 كلم على دراجات هوائية، وقد استغرقوا في قطع هذه المسافة 82 يوماً من الهند مروراً على باكستان ثم ايران ثم العراق والأردن إلى أن وصلوا إلى الأراضي السعودية، لأداء فريضة الحج وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم".
 
وأضاف: "غادروا من موطنهم في يوم 12 ديسمبر من العام 1960م، ووصلوا إلى بئر بن هرماس شمال تبوك في 5 فبراير 1961م، والذي وافق شهر رمضان وهم وراثت حسين يبلغ من العمر 58 عاماً وزمير الدين الأنصاري 43 عاماً وعبدالغفور الأنصاري 35 عاماً.
 
وتابع: "حين وصلوا إلى الحدود السعودية في بئر بن هرماس لم يكن لديهم تأشيرة حج، ما دفع الدوريات لاصطحابهم لمركز الحدود في بئر بن هرماس، وحين رآهم أمير تبوك في ذلك الوقت الأمير مساعد السديري أمر بنقلهم إلى تبوك في إحدى السيارات الرسمية لوعورة الطريق، وأبرق للملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله، يستأذن في منحهم تأشيرة دخول والسماح لهم بالسفر للمدينة المنورة فمكة المكرمة.
 
وقال العمراني: "يصف الحجاج الثلاثة أنهم وطول مرورهم في الطريق من الهند وحتى وصولهم الأراضي السعودية كانوا يجدون من المسلمين كرماً كبيراً وعطفاً زائداً، وحين عبروا الحدود السعودية ذكروا أنهم التقوا بأحد البدو يرعى إبله ولم يتمكنوا من الحديث معه إلا أنه قام بحلب الناقة لهم وملأ إحدى زمزمياتهم بالحليب وأشار لهم إلى الطريق السهل".
 
وأضاف "أنهم كانوا يحملون زمزميات مليئة بالماء وتمراً ويشترون خبزاً في الطريق، حيث ينفقون في اليوم من 3 إلى 6 روبيات ويقطعون في اليوم على الطريق المعبد بالإسفلت 105 كلم وفي الطرق الترابية ما بين 45 كلم إلى 75 كلم ـ مبيناً أن خارطة طريقهم كانت تبوك ثم تيماء فخيبر فالمدينة وجدة ثم مكة المكرمة، ولفت أن طريق عودتهم كان عن طريق البحر من جدة".
 
يذكر أنه في ذلك الوقت كان عدد من الحجاج ومن مختلف الأقطار يصلون إلى الأراضي السعودية بالدراجات وسيراً على الأقدام قاصدين مكة المكرمة قبل أن تصبح اليوم تحدياً أكثر من أنها حاجة.
 
ويعد منفذ حالة عمار بمنطقة تبوك أحد المنافذ البرية الرئيسية بالمملكة ويستقبل سنوياً حجاج بيت الله الحرام القادمين من الدول العربية المجاورة والدول الإسلامية في آسيا وإفريقيا ودول أوروبا.