تظاهرات في بغداد والبصرة ضد الفساد وحكومة "تكنوقراط"
تظاهر المئات من المتظاهرين عصر اليوم /الجمعة/ في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية (بغداد) رغم ارتفاع درجات الحرارة التى تلامس الخمسين درجة مئوية، رافعين علم العراق ولافتات تطالب بحقوق ضحايا التفجيرات الإرهابية وتطبيق برنامج الإصلاحات وتشكيل حكومة تكنوقراط ومكافحة الفساد.
ودعا المتظاهرون لمحاسبة من تورطوا في جرائم فساد ورددوا هتافات "جمعة ورا جمعة.. والفاسد نطلعه" و"إصلاح وتغيير.. من ساحة التحرير" و"إخوان سنة وشيعة.. وهذا الوطن مانبيعه" و"شلع قلع .. كلهم حرامية".
وانتقد المتظاهرون سلوك الكتل السياسية في البرلمان التي أقالت وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي وطالبوا بمواصلة الإصلاحات في مؤسسات الدولة، واستنكروا استشراء الفساد المالي والإداري وطالبوا بملاحقة المسؤولين المتورطين في قضايا فساد وإحالتهم الى القضاء.. واعتبروا قرار البرلمان إقالة وزير الدفاع يضر بالجيش والحرب ضد تنظيم (داعش) لاسيما مع اقتراب معركة تحرير الموصل.. واستغرب عدد من المتظاهرين من الحكم القضائي بالحبس على طفل بالحبس لمدة سنة لأنه سرق "مناديل ورقية" بينما يترك من سرقوا مليارات الدولارات من أموال الشعب العراقي.
وفي البصرة جنوبي العراق، طالب المتظاهرون بمحاسبة الفاسدين الكبار وانتقدوا التوافقات السياسية داخل البرلمان القائمة على المحاصصة السياسية والتي كانت نتيجتها أمس إقرار مشروع قانون "العفو العام" مقابل إقالة وزير الدفاع الذي اتهم رئيس البرلمان سليم الجبوري ونواب آخرين بالابتزاز وقضايا فساد، كما دعا عدد من المتظاهرين الحكومة الموافقة على إقامة إقليم في البصرة ورفضوا المشاركة بالانتخابات المحلية المقررة العام المقبل.
ومن جانبه، اعتبر زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر أن سبيل الخلاص من الطبقة الفاسدة المدعومة من المؤسسات هو "صوت الشعب".. وقال ان صوت الشعب لم يعلُ إلى الآن وإذا علا صار أقوى من أحزابهم ومليشياتهم حتى الوقحة منها.
ودعا الصدر، في تصريح صحفي، الشرفاء في مجلس النواب إلى ترك البرلمان إذا لم تسند وزارتا الداخلية والدفاع إلى مرشحين مستقلين خلال مدة أقصاها 45 يوما، وأضاف: لا مقام لكم بهذا البرلمان الذي اثبت فساده بنفسه بل واثبت انه داعم لمن يدعم الفساد من الحكوميين ويعادي من يكشف الفساد، مع ان كل عاقل لو دار أمره بين أن يدعم الكاشف للفساد أو يدعم الفاسد لدَعَمَ الأول وسحب الثقة عن الثاني".
وتابع: على الشرفاء في البرلمان وكل محب لوطنه والدين أن يسعى لدعم رئيس الوزراء من اجل أن تكون وزارتي الدفاع والداخلية لأشخاص مستقلين لا يمتون إلى مايسمي القائد الضرورة ولا لحزبه بل أو أي حزب آخر بعيدا عن الطائفية.
ويتظاهر العراقيون يوم/الجمعة/ من كل أسبوع اعتبارا من 31 يوليو2015 بساحة التحرير وسط العاصمة العراقية (بغداد) وعدد من المدن العراقية، ويطالبون بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي ووافق عليها البرلمان، وتدعمها المرجعية الدينية العليا والتي أكدت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع في تنفيذ برنامج الإصلاح.