في ذكرى وفاته.. ما لا تعرفه عن "النحاس باشا" ودور الصدفة في تغيير حياته
يوافق اليوم الـ23 من أغسطس تشييع جنازة ابن قرية سمنود، الذي كان من أبرز السياسيين المصريين في القرن العشرين «مصطفى النحاس».
وولد مصطفى النحاس في 15 يونيو 1879بقرية سمنود محافظة الغربية، لأسرة ميسورة الحال، فوالده كان من بين أحد تجار الاخشاب المشهورين، له سبعة أخوات.
- تعليمه
بدأ النحاس تعليمه بكتّاب قريته وهو في سن السابعة، وبسبب الصدفة وحدها بدأت مسيرة تكوين وتعليم أبرز سياسيين مصر، حيث أن والد النحاس قام بارسال ابنه وهو في سن الحادية عشر لمكتب بريد، ولإتقانه لطريقة الإرسال والإستقبال وترجمة الرموز فأعجب به أحد المستشارين المُقيِمين في الدائرة وذهب إلى والده لإقناعه بإرسال ابنه للتعلم في مدارس القاهرة.
وبالفعل انتقل مصطفى النحاس لأول مرة إلى مدينة القاهرة، والتحق بالمدرسة الناصرية الابتدائية بالقاهرة، وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ثم التحق عام 1892 بالمدرسة الخديوية الثانوية، ثم التحق بمدرسة الحقوق عام 1896 وتخرج فيها عام 1900.
- تدرجه الوظيفي
في بداية رحتله العملية رفض النحاس العمل كمساعد نيابة وفضل العمل الحر كمحامي، فكانت أول وظيفة للنحاس في مكتب محمد فريد المحامي الذي تولى زعامة الحزب الوطني بعد مصطفى كامل.
وبعدها ترك مكتب محمد فريد، وبعد فترة قصيرة أصبح شريكًا للمحامي المشهور حينها محمد بك بسيوني بمدينة المنصورة، وظل يعمل في المحاماة حتي عام 1903.
عرض عليه عبد الخالق ثروت باشا العمل بالقضاء ضمن وزارة حسين رشدي باشا أثناء ما كان وزيرًا للحقانية، ولكن النحاس رفض، وبإلحاح ثروت على والد النحاس، اقتنع الابن وكان أول تعين له كقاضٍ في أكتوبر 1903 بمحكمة قنا، وتولى آخر مناصبه القضائية كرئيسًا لدائرة محمكة طنطا، وحصل وقتها على رتبة البكوية.
تولي النحاس منصب رئيس وزراء مصر ورئيساً لمجلس الامة (مجلس الشعب حالياً)، وساعد على تأسيس حزب الوفد وعمل زعيماً له من 1927 إلي 1952عندما تم حل الحزب.
- دخوله الحياة السياسية
بدأ مصطفى النحاس الحياة السياسية بعد إعلان الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون للمبادئ الأربعة عشر التي أُذِيعت بعد الحرب العالمية الأولى، حينما نادى الرئيس الأمريكي بحق الشعوب الصغيرة في تقرير مصائِرها، فكان وقتها النحاس قاضياً بطنطا، ففكر في تكوين حزب لتقرير مصير مصر من الاحتلال البريطاني، وكان وقتها الزعيم سعد زغلول ينشئ حزب الوفد وأُختير النحاس وقتها من ضمن أعضاء الوفد السبعة وكونوا حزب يتحدث باسم مصر.
- محاولات اغتياله
تعرض النحاس باشا لثلاث محاولات اغتيال، الأولى في 6 ديسمبر 1945 على يد الشاب حسين توفيق بعد إلقائه لقنبلة على سيارة النحاس، و الثانية عام 1948 بعد انفجار سيارة مفخخة بجوار منزل النحاس، و الثالثة كانت في نفس العام حيث تعرض لإطلاق الرصاص على سيارته.
- أبرز إنجازاته
حمل النحاس باشا راية النضال والصراع الوطني للحرية والعدالة من بعد سعد زغلول لأكثر من ربع قرن، فهو الذي اعاد للشعب المصري دستور 23، كما تحققت مجانية التعليم الابتدائي والثانوي علي يد حكومات الوفد بقيادته، كما أنه قاد المحاولات الأولي لإصلاح الأزهر وعدل قوانين تعيين شيخ الأزهر لتكون طبقاً لسلطات رئيس الوزراء المنتخب وليست إرثاً للملك، وجعل ميزانية المعاهد التعليمية مراقبة من البرلمان ولكن الشيخ مصطفي عبدالرازق عاد وانقلب علي الوفد وشعبه وتحالف مع فاروق وعلي ماهر.
مصطفي النحاس في حكومة 1928 أصدر أول لائحة ديمقراطية لانتخاب البطرك ولكن إقالته علي يد فؤاد أوقفت الإصلاح الكنسي ليعود النحاس ويصدرها في حكومة 42، والنحاس هو من أصدر قوانين الضمان الاجتماعي والحد الأدني للأجور وتحديد ساعات العمل ومنظومة القوانين العمالية في حكومات 36 و42.