ركاب "مترو الأنفاق" يكشفون بالدلائل عن "صفر" شرطة تأمين المحطات.. (تحقيق)
4 أمناء شرطة..إثنين أمام بوابات محطة مترو الأنفاق، وإثنين موزعين على أرصفة المحطة، وضابط دائمًأ ما يكون متواجدًا داخل غرفة صغيرة بها مكتب مكون من مقعدين وجهاز لاسلكي، فبتلك المجموعة تؤمن كل محطة من محطات مترو الأنفاق في خطوطه الثلاثة، ذلك الجهاز الذي يمثل أمنا قوميًا بعد أن اعتمد عليه المصريين كوسيلة للمواصلات وتخفيف عبء الزحام على الشوارع ليعد أهم وسيلة للمواصلات، ومؤخرًا بات هدفًا للإرهابيين، وملجأ للبلطجية .
وقامت «الفجر» باستعراض دور أفراد الأمن المتواجدين داخل محطات مترو الأنفاق عن طريق ركابه بالإضافة إلى استعراض بعض المواقف التي تعرضوا لها واحتاجوا خلالها إلى التعامل مع الشرطة.
- كيف تتعامل شرطة المترو مع المتحرشين؟
بدأت حكايات المواطنين برواية إحدى ركاب المترو، وتدعى أية محمود، 30 عام، والتي قالت إنها ذات مرة تعرضت للتحرش داخل أحد محطات المترو، وقامت بالإمساك بالمتحرش بواسطة عدد من الركاب، وتوجهوا به إلى وحدة مباحث المترو، لافتة إلى أنها لم تقم بأي رد فعل، فضلًا عن أنها ساعدت المتحرش على الهروب.
وتابعت قائلة: «مفيش شرطة ولا أمن في المترو أنا اتعرضت للتحرش ودخلت القسم في المترو لكن للأسف هربوا المُجرم، فأمن المترو أمن صوري مجرد باراڤان، كتير بيكونوا واقفين وبيشوفوا بعنيهم المخالفات والتحرشات وبيتفرجوا ولم يمارسوا دورهم الطبيعي أساساً، ده غير عساكر الأمن المركزي اللي أصلا دول لوحدهم متحرشين بزي أمني».
- كيف تتعامل شرطة المترو مع البائعين؟
أما عن البائعين وانتشارهم فحدث ولا حرج عن هذه الظاهرة التي يوجد علامات استفهام كثيرة حول وجودها وعدم القضاء عليها على مدار السنوات الماضية، فتقول سارة محمود، 28 عامًا، إن رجال الأمن في المترو يتواطئون مع هؤلاء الباعة، مؤكدة أن ذلك التواطأ يظهر جلياً في المواقف التي تجمع بينهم داخل عربات المترو.
وأضافت: «ذات مرة اشتبكت مع أحد البائعين الرجال لتواجده داخل عربة السيدات، حيث رفضت دخوله مما تسبب في مشاداة كلامية بيني وبينه، وعندما تصاعد الأمر حضر أفراد شرطة المترو للفصل بيننا، ولكنهم لم يتخذوا موقفًأ ضده مما ساعده على التبجح».
وأشار أحد البائعين بالمترو ويدعى «أحمد رابسو»، إلى أن الشرطة تقوم بملاحقة المستضعفين من البائعين، قائلاً: «إحنا بنبيع في المترو عشان ناكل عيش، بس الشرطة في المترو بتمسكنا، إحنا أه مخالفين بس مش كل البياعين بتطبق عليهم المخالفة، فالشرطة تطبقها فقط على الغلابة والمستضعفين، أما كبار البائعين ومن لهم تاريخ في المترو لم يعاملوا معاملة ضعاف البائعين».
- كيف تتعامل شرطة المترو مع النشالين؟
كما ينتشر الباعة الجائلين داخل عربات المترو، فهناك ظاهرة أخرى أيضًا تشوه هذه الوسيلة الهامة للمواصلات، وهي انتشار "النشالين"، حيث قال محمود دياب، 46 عام، إنه تعرض إلى السرقة في أحد محطات المترو بالخط الأول، مشيرًا إلى أنه عندما توجه إلى شرطة المترو لم تقم بأي دور، ومؤكدً أن حالات السرقة تكون كثيرة وبالرغم من كثرتها إلا أن شرطة المترو موقفها متخاذل مما يزيد من تلك الظاهرة التي أصبحت ترهق الكثيرين.
كما لفت إلى أن نقاط الشرطة المتواجدة داخل المحطات لم تحرر المحاضر لضحايا السرقة وتكتفي فقط بالمواساة.
- دور شرطة المترو في الفترات المسائية من اليوم
فيما سلط محمد أكرم، 25 عام، الضوء على غياب الأمن في الفترة المسائية من اليوم، قائلاً: «شرطة المترو من بعد الساعة 9 بتكون مختفية من المحطات، وده بيسمح بتجاوزات كتير جداً، فنجد مثلاً عربة السيدات بها الكثير من المشادات الكلامية من قِبَل السيدات للرجال الذين يدخلون العربة الوحيدة المخصصة للنساء طوال اليوم، كما نجد مشادات بين المواطنين وبعضهم، أو البائعين وبعضهم، وكل ذلك في غياب تام من شرطة المترو».
ووصفت سلمى السيد، 28 عام، دور شرطة المترو بـ «الشرطة الأكثر سلمية في الدولة»، متابعة: «شرطة المترو أكتر ناس في البلد في حالهم، بيشوفوا الغلط ويسكتوا ولو قرروا يتدخلوا بيكون لفض المشكلة وليس لاتخاذ موقف من الأخطاء، فمثلا في خط مترو العباسية تعاني السيدات من تجاوز الرجال والركوب في العربات المخصصة لهم، ويكون ذلك التجاوز أمام أمناء الشرطة الموجودين بالمحطة، وأمين الشرطة لم يتحرك للتدخل إلا باستغاثات متكررة من السيدة ويكون تدخله بلا أي فائدة».
وتابعت: «بالنسبة للبائعين فهم تربطهم علاقة قوية بشرطة المترو، فنحن نرى بأعيننا أحاديث البائعين معهم، قلة قليلة جدا من اللواءات يخشاها البائعين ويقوموا بإخفاء بضائعهم خوفاً منهم، أما التفتيش الموجود على أبواب المحطات فهو صوري مجرد منظر فيوجد ببعض المحطات بوابات اختفى من أمامها رجال الأمن وبعض المحطات الأخرى أمنائها مشغولين بموبايلاتهم وهذا يؤكد أنه مجرد تفتيش صوري، وأبرز المحطات الموجود بها بوابات صورية للتفتيش محطة شبرا الخيمة».
- توثيق «الفجر» لروايات المواطنين عن تقصير «شرطة المترو»
وكتوثيق لروايات الركاب عن تقصير شرطة المترو، توجهت محررة «الفجر» لقسم رابع شرطة مترو الأنفاق بمحطة العتبة، وإضطرت استخدام حيلة بإدعائها فقدانها المحفظة الخاصة بها، حيث أبلغت عن فقدان محفظة بها «مبلغ مالي وقدره 900 جنيه وبطاقة رقم قومي وعدد من كروت الإئتمان»، وبعد تقديمها البلاغ ظلت قرب الساعة قيد انتظار أي مسئول أمني داخل القسم، وبعدها قام أحدهم بالتهرب من الموقف، قائلاً: «إحنا مجالناش بلاغات إن حد لقى أي متعلقات في المترو».
وعندما حاولت المحررة تحرير محضر بالواقعة، رد المسئول الأمني بأن شرطة المترو لم تمتلك أي سلطة لتحرير محضر، كما أكد أن المحضر لن يرد لها متعلقاتها الضائعة، ناصحاً إياها بالتوجه لأي قسم شرطة وتحرير محضر بالواقعة لإستخراج بطاقة رقم قومي بديلة، قائلاً: «كل اللي نقدر نعملهولك إنك تسيبي رقمك لو حاجة ضايعة جتلنا مع أنه مستبعد هنتصل بيكي نرجعهالك، بس استعوضي ربنا لأننا مش هنقدر نوعدك نرجعهم».
وبتكرار القصة بعدد من مكاتب الشرطة بمختلف المحطات تكرر الوضع إلا أنه كان هناك بعض المحطات يرفض مسئول الأمن فيها التحدث أو التعاون معها، مطالبها بالتوجه إلى شرطة محطة مترو العتبة.
هذا وقال مصدر أمني بمحطة مترو «أم المصريين»، أنهم كأفراد شرطة يقومون بمراقبة المخالفين داخل محطات المترو سواء كانوا بائعين أو مواطنين عاديين يقومون ببعض المخالفات كـ«ركوب رجل عربة السيدات أو وجود بعض التجاوزات من المواطنين كالسرقة».
وأشار إلى أن المواطنين الذين تحدث معهم مشكلة ما بأي محطة من محطات المترو، يتوجهون إلى قسم شرطة بالمحطة التابع لها فمثلا المحطات من المنيب للعتبة تابعين لقسم رابع مترو بمحطة العتبة، يقومون بتسجيل شكواهم وتحرير محضر بالواقعة التي حدثت معهم، وإذا كانت سرقة أو تحرش يتم ضبط المُجرمين وإحالتهم لأقسام الشرطة التابعين لها خارج المترو.
وعن المتعلقات التي تفقد أو تسرق بمحطات المترو فأشار إلى أنها تودع بمكاتب شرطة للمترو يومين، وإذا لم يسأل عنها أحد المواطنين، يتم تسليمها لقسم شرطة العتبة.