في ذكرى وفاته .. 12 معلومة عن الزعيم "سعد زغلول"
لقب بزعيم الأمة، بل عرف بشجاعته منذ صغره فخطى أول خطواته في وطن محتل، وعندما عمل كمعاون لوزارة الداخلية القى بقيود العمل إلى الوراء وشارك بثورة عرابي مطالباً برحيل الإنجليز في صفوف الثوار على أثر قيام الثورة العرابية، إنه الزعيم الراحل "سعد زغلول".
ولد سعد زغلول عام 1860 في قرية ابيانه وكانت تابعة لمديرية الغربية آنذاك، أما الآن تابعه لمحافظة كفر الشيخ، وكان والده الشيخ ابراهيم زغلول رئيس مشيخة القرية أي عمدتها، وبدأ تعليمه في الكتاب حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القران.
كانت نشأته دينية، فقد تلقي تعليمه علي يد عدد من علماء الدين الخالد أسمائهم حتى تلك اللحظة أمثال الشيخ محمد عبده والشيخ جمال الدين الأفغاني، فضلاً عن أن والده نفسه كان رئيس لمشيخة القرية الذي ما لبث أن فارقه وهو في الخامسة من عمره ليتلقي هو وأخيه لطمات الزمن، فدرس الحقوق ثم التحق بجريدة الوقائع المصرية ليواكب مشكلات الوطن.
كان لسعد زغلول علاقات وثيقة بعدد من الزعماء المصريين فاستطاع أن يتولي العديد من المناصب الهامة آنذاك، فعين قاض في محكمة الاستئناف في آخر القرن التاسع عشر، واختير وزيراً للمعارف عام 1906 واستطاع أن يضع بصمة واضحة علي العملية التعليمية في مصر.
كان "زغلول" أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية، وساهم أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907 وتولى رئاسته في ذات العام.
عند قيام الثورة العرابية اشترك فيها سعد زغلول وتسبب ذلك في فصله من عمله واشتغاله بالمحاماة، وكان يؤمن بأهمية العلم والتعليم وشارك في الدعوة إلى انشاء الجامعة المصرية وعين وزيرا للمعارف (التعليم حاليا) وجعل اللغة العربية بدلا من اللغة الانجليزية لغة التعليم ثم صار بعد ذلك وزيرا للحقانية العدل حاليا .
وعقب فترة من تشكيل "الوفد المصري"، اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطة بالبحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919 فأنفجرت ثورة 1919 التي كأنت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول. اضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطأني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفي إلي مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
عاد من المنفى وقام بتأسيس حزب الوفد المصري ودخل الانتخابات البرلمأنية عام 1923م ونجح فيها حزب الوفد باكتساح، ثم سمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس ، ليعرض عليه قضية استقلال مصر، ولكن لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلي الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى، و نفوه مرة أخرى إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندي لمدة أربع سنوات، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت ليعود سعد زغلول.
وبعثت قوات الاحتلال لجنة لمعايشة الأحوال في مصر بقيادة اللورد ملنر التي قاطعها المصريين مقاطعة تامة وتم التصدى لها بكافة الطرق، لإجبارها علي التفاوض مع "سعد" ممثل الأمة، وتم بالفعل التشاور حول الأوضاع المصرية، فجاء قرار اللجنة بضرورة منح مصر الاستقلال الذي تريده مع وضع عدد من التوصيات عين الاعتبار لحماية المصالح البريطانية، وعاد "زعيم الأمة للوطن" في عام 1923.
وفي خضم محاولات الجانب البريطاني لاقتطاع السودان من مصر علي أثر توصيات ملنر، وذلك للاستفادة منها اقتصادياً، ظل سعد محارباً ورافضاً لتعسفات الاحتلال ولم يدعمه في حربه الملك فؤاد حاكم مصر، فقدم "زغلول" استقالته من منصب رئيس الوزراء 1924.
وواصل"سعد زغلول"، جهاده ضد الإنجليز وخاض صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام ١٩٢٧ وانتخب سعد رئيساً لمجلس النواب.
توفي فى 23 أغسطس عام 1927، وفي نفس اليوم اجتمعت الوزارة الجديدة برئاسة عبد الخالق باشا ثروت وقررت تخليد ذكرى الزعيم سعد زغلول وبناء ضريح ضخم يضم جثمانه.