"تل زرزارة" .. الحياة البائسة على جبال فرعون (تقرير بالفيديو)
قد تراها لوحة فنية، ومرة أخرى جزء من مسلسل درامي، ولكنها في الحقيقة كوكب آخر، لا يشعر به حتى من حوله، رغم تسليط الأضواء على منطقة الدويقة لسنين عديدة، إلا أن جدران منازلها المهشمة، ظلت تحوي حكايات لم يسمع أحد عنها حتى اليوم.
يتألمون في صمت، ويموتون أيضًا في صمت، هكذا هى الحياة في "جبل زرزارة"، أو "التبة"، أو "جبل فرعون"، أطلق عليها ما شئت، مهما تعددت الأسماء، يظل الألم والفقر واحد، عشرات الأسر، التي تعيش فوق الجبل وأسفل الحياة.
"كل شوية ييجوا يعملوا حصر ويعشمونا ومنشوفش منهم حد تاني"، هكذا قال "سلطان" أحد الشباب البسطاء، الذين يعيشون بتلك التبة، قضى ما مر من عمره بها، لم يرَ فيها سوى مياه راكدة، وقمامة تملأ المكان، رائحة كريهة طوال الوقت، فضلا عن إصابته بالعديد من الأمراض الوبائية والكبدية، من تلوث المياه والهواء، وافتقارهم للصرف الصحي، وأدنى حقوق الآدمية.
قد تسير بأقدامك فوق تلال القمامة، لتكتشف بعدها أنه ليس تلًا للقمامة، ولكن كان منزلًا، يعيش فيه بشر، وأطفال، بعد أن سقطت "زرزارة" من ذاكرة المسؤولين.
لا يختلف الوضع كثيرًا بتل زرزارة عن تل العقارب، بل الوضع يكاد يكون أسوأ، وأشد خطورة، ورغم ذلك لم تضع المحافظة تل زرزارة على خريطة المناطق العشوائية التي سيتم تطويرها، بل يتعامل المسؤولين معها كأنها لم تكن، رغم أنها من أكثر المناطق العشوائية خطورة بمصر.
وبعد سقوط صخرة الدويقة، منذ عدة سنوات، وظهور العديد من الدراسات التي تتنبأ بسقوط غيرها، يعيش سكان "زرزارة" كل لحظة بين الموت والموت، فلا حياة لهم، وسط تلال القمامة، وراحئة الموت، التي تقترب منهم يومًا بعد يوم.