وفاة "هندرسون" مكتشف علاج أشهر مرض فتك بالسعوديين
توفي أمس الأحد الطبيب وباحث الأوبئة الأمريكي، "دونالد هندرسون" عن عمر يناهز 87 عامًا.
عُرف "هندرسون" بقيادة حملة ناجحة للقضاء على مرض الجدري حول العالم، وهو الوباء الذي قضى على آلاف السعوديين في الفترة بين 1347هـ حتى 1368.
وأطلق العالم على "هندرسون" في مجال الصحة العامة باسم "العملاق" لما قدمه من جهود في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وتوفي بسبب تعرضه لكسر في الحوض.
وتسبب "الجدري" في وفاة مئات الملايين من القرن الماضي وحده، كونه أحد أكثر الأمراض المميتة حول العالم.
وأُعلن عن القضاء على الجدري بشكل نهائي عام 1980، وهو أول الأمراض المعدية التي تُنظم حملة لمقاومتها على مستوى العالم.
وبعد تعيين الراحل "هندرسون " في تولي حملة القضاء على المرض المعدي كانت الفرص المتاحة لنجاحه محدودة، لكنه ركز على عزل مناطق انتشار الوباء، وتطعيم الناس بشكل ممنهج، بدلًا من برامج التطعيم العامة.
وعمل "هندرسون" لاحقاً كمستشار لثلاثة من رؤساء الولايات المتحدة في مجالات العلوم والإرهاب البيولوجي. كما شغل مناصب علمية وطبية أخرى.
يذكر أن مرض الجدري انتشر بالمملكة في عدة سنوات متفاوتة خلال الأعوام 1347هـ، 1358هـ، 1368هـ. ومنهم من يسميه "الحصبة" ومات منه عدد كبير من الناس لعدم وجود دواء للشفاء منه، كما انتشر أيضا بجانبه مرض "السل" وأخذ ينتقل بين الناس آنذاك جراء تداول الملابس بينهم، حيث أخذوا يبيعون الملابس المستعملة في الأسواق ثم يشتريها بعضهم من بعض ويلبسونها فتنتقل العدوى بينهم، قبل أن يتم منع بيع المستعمل.
ومنذ ذلك الحين دأبت مديرية الصحة ثم وزارة الصحة السعودية على التطعيم مبكرًا ضد المرض وهي الأسباب التي قضت عليه بعد الله، فيما لا يزال الأشخاص الذين أصيبوا به يعانون من تجاعيد شديدة ووخزات غائرة وواضحة في الوجه.
ويؤرخ كبار السن أثناء أحاديثهم وقصصهم بـ"سنة الجدري"، حيث لازال الجدري من محطات ومراحل التاريخ السعودي الحديث.