المحاصيل القاتلة.. بعد الإرجوت وفول الصويا المسرطن.. "الزراعة" تستورد تقاوي بطاطس مصابة بـ"القشرة الفضية"

تقارير وحوارات

تقاوي البطاطس
تقاوي البطاطس


مسلسل بات عرضه مستمرًا للفساد في حكومة المهندس شريف إسماعيل، وبخاصة فيما يتعلق بالمحاصيل الزراعية واستيراد بعض المحاصيل المصابة بالفطريات التي تهدد الزراعة المصرية وحياة المصريين. 

وفي هذا السياق رصدت "الفجر" في تقريرها ملف هذه المحاصيل والتعرف على كل محصول وطريقة دخوله لمصر وأضراره التي قد تلحق بالزراعة، وتأثيره على المواطنين، كما استعرضت رد نقابة الفلاحين التي هاجمت الحكومة واتهمتها بالصمت على الفساد.


فطر "القشرة الفضية"
كشفت تصريات صحفية عن مصادر داخل وزارة الزراعة  تؤكد على أن الوزارة قامت باستيراد تقاوي بطاطس مصابة بنسبة غير التي يسمح بها من فطر "القشرة الفضية"، وهو ما يهدد محاصيل البطاطس في الموسم الجديد.

كما أكدت أن الإدارة المركزية للحجر الزراعي، بدأت فى اتخاذ العديد من الإجراءات لاستيراد ما يقرب من 140 ألف طن تقاوي بطاطس، من مختلف الدول الأوربية وذلك بداية من شهر أكتوبر المقبل.

والجدير بالذكر أن وزارة الزراعة قامت بالسماح بزيادة نسبة فطر "القشرة الفضية" بتقاوي البطاطس من 10 في المائة إلى 40 في المائة، وذلك بزيادة 30 في المائة عن العام الماضى، الأمر الذي يهدد محصول البطاطس بقلة الإنتاج والتلف، كما يستبب في عدم إنبات الثمرة باشكل الطبيعي، وتؤثر على التربة والثروة الزراعية والإنتاج ككل. 

ما هو فطر "القشرة الفضية"؟
وهذا الفطرعبارة عن مرض يصيب القشرة الخارجية بمحصول البطاطس وتحول لونها إلى اللون الفضي البراق ثم يتوغل لداخل الثمرة ويصيبها بالتعفن، تاركا أثرًا، ما يجعلها تفقد قيمتها التسويقية.

كما أن الأعراض المرضية تظهر على الدرنات قبل الحصاد أو أثناء التخزين، والتي تظهر على هيئة بقع بنية اللون، ثم بتقدم المرض يصبح ملمس البقع جلديا وتكبر البقع فى الحجم وتغطى سطح الدرنة كاملًا وتبدو على الشكل الفضي اللامع عند تعرض الدرنات للرطوبة، والأعراض تكون أكثر وضوحًا على أصناف البطاطس الحمراء، وبمرور الوقت تتجعد الدرنة نتيجة لفقد محتواها المائي.

فول الصويا 
ومع مطلع شهر أغسطس الجاري أكدت مصاد بوازرة الزراعة، أن الوزارة بصدد استيراد 100 ألف طن فول صويا مسرطن، ليضاف إلى قائمة استيراد السرطان .

 حيث أكدت أن 3 مراكب نيلية قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية على متنها 100 ألف طن من فول الصويا، المستخدم في صناعة زيت الطعام ضمن السلع التموينية، والمصاب بحشيشة "الأمبروزيا" السامة.

وصفقة الفول الصويا المستورد من أمريكا والمصاب بأخطر حشرة في علم النبات وهي حشرة "الأمبروزيا" وهي من الحشرات الضارة بالإنسان والحيوان والنبات على حد سواء، وتعرف حشيشة أو حشرة "الأمبروزيا" بأنها فطر طفيلي لا تنمو بمصر، يعيش ببلدان متفرقة طبقًا للمناخ، وهي حشيشة متطفلة تستولي على غذاء النبات حتى تجهده، وتضر بالبيئة الزراعية لسنوات تقارب العشر سنوات، يصعب مكافحتها وتنتشر كالنار في الهشيم. 
 
خطورته
وعن خطورتها أكدت تقارير طبية أن خطورة تلك الحشيشة وتأثيرها على صحة الإنسان وإصابته بأمراض الحساسية والجهاز التنفسي والرمد، وذلك أثناء موسم اللقاح من خلال زهرتها. 
 
في هذا السياق أكد المعمل المركزي لبحوث الحشائش، وهو جهة معتمدة عقد مؤتمرًا عام 2015، لمناقشة وتحليل مخاطر بذور الحشائش وتأثيرها على النباتات في مصر، وكان من بين توصياته التي خرج بها العلماء، حظر استيراد الذرة والقمح وفول الصويا المحملة ببذور تلك الحشيشة نظرًا لتأثيرها الضار على الإنسان والحيوان، نظرًا للضرر البالغ الذي تخلفه على صحة النبات والحيوان والإنسان. 

 
الإرجوت 
كما سمحت الحكومة المصرية باستيراد القمح الذي يحتوي على نسبة تصل إلى 0.05% من طفيل الإرجوت قادمة من فرنسا، متراجعة بذلك عن رفضها لأى شحنة مصابة بأي نسبة من طفيل الارجوت المسبب للسرطان والإجهاض.

أضراره
يصيب طفيل "الإرجوت" حبوب القمح والشعير والشوفان، فيتكون على شكل أجسام حجرية على سطح الحبوب، وتكمن خطورته في قدرته على إصابة الإنسان والحيوان في حالة تناول حبوب مصابة بالفطر أو بعد طحنها إلى دقيق وإنتاج الخبز منها، بالتسمم، فإذا كان بسيطًا، فإن المصاب به يشعر بتنميل في الأطراف وتقلص الأصابع، وغرغرينا قد تؤدي للوفاة بعد تسمم الجسم كله، أما التسمم الحاد، فيظهر بشكل آلام معوية وتقيؤ وإسهال مصحوبًا بتشوش في الحواس والحركة والذهن وإجهاضات متوالية للحوامل في الإنسان أو الحيوان، كما أن تناوله بشكل مستمر يؤثر علي الكبد، ومن الممكن أن يصيب الإنسان بالسرطان علي المدى البعيد.


غياب القانون
في هذا السياق قال فريد واصل، النقيب العام للفلاحين، إن كل هذه المهازل والفساد الذي نعيش فيه الآن للأسف الشديد بسبب عدم تنفيذ الدولة للقانون على هؤلاء المفسدين، مشيرًا إلى أن ما يثبت ذلك هو القضية الشهيرة الخاصة بصوامع القمح.

ولفت واصل، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إلى أن قانون "الحجر الزراعي" يمنع دخول المحاصيل المصابة بمثل هذه الفطريات والأمراض البلاد، ولكن للأسف وجدنا خلال الفترة الأخيرة أنها تدخل بشكل مقنن، موضحًا أن وزير الزراعة يصدر قرار وزاري تحت رقم (1117) والذي يسمح بإستيراد القمح المصاب بنسبة 5% بقررات وزارية مقننه ما يُعد تحدي للقانون وللدولة وللشعب وللمجتمع. 

وتابع واصل متسائلًأ: "هل هذه المهازل تحدث بسبب غياب القانون، وعدم تطبيقة على الجميع؟". 


عواقب استيراد المحاصيل المصابة
وعن الأضرار التي تسببها هذه المحاصيل المصابة بالفطريات الضارة للقطاع الزراعي قال نقيب الفلاحين: "إن الزراعة هي أهم القطاعات الموجودة حاليًا بالدولة بعد التوقف الشبة الكامل لقطاعي الصناعة والسياحة، والقطاع الوحيد الذي يعمل بشكل مستقر أيضا، ففي حالة القضاء عليه وتدميره بمثل هذه الأمراض التي تسمح الحكومة بدخولها، أو يتم القضاء على البطاطس بشكل عام أو القمح أو الفول وهم من أهم المحاصيل التي يعتمد عليها المصريين سوف تتواجد أمام الحكومة أزمة كبيرة يصعب حلها، وخلال النظر للأسواق سوف نرى أن ارتفاع الأسعار الذي يشتكي منه المواطنين هو نتيجة المناخ الملئ بهذه الأمراض والفطريات الضارة التي تقضي على الزارعة".


الفلاح لم يسلم 
ولم يسلم الفلاح أيضًا من هذه المحاصيل المصابة بالفطريات، حيث قال واصل، إنها تمثل ضغوط على الفلاح لأن هذه الأمراض تحتاج علاج بعد زراعة المحاصيل، وكثرة المبيدات مع ارتفاع أسعارها مع معدات الإنتاج والأيدي العاملة مما يزيد العبء على الفلاح فتؤدي إلى خسارته وارتفاع الأسعار على المواطنين. 


المافيا المستفيدة
وعن أكبر المستفيدين من استيراد هذه المحاصيل قال "واصل"، إن الدائرة التي تقع في المنتصف هي الأكثر إستفادة من هذه الأمرض بداية من المستورد والتجار وهم قلة قليقة من المجتمع ولكنهم من يتحكمون في زمام الأمور. 

نصيحة للدولة
وشدد على ضرورة أن يكون للدولة رؤية واضحة لهذه القضية الخطيرة كما عليها تطبيق القانون على الجميع، متسائلًا من هو المستفيد من دخول هذه الأمراض التي تضر بأمن وسلامة المصريين..