إمام المسجد النبوي: عماد الحج هو التفرغ لذكر الله وتعظيمه
تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ عن مقاصد الحج وغاياته التي جمع من المقاصد أنبلها ومن الغايات أسماها.
وقال "آل الشيخ": "المقصد الأمثل من الحج تحقيق التوحيد والبراءة من الشرك قال تعالى ((حنفاء لله غير مشركين به)) وهو الميل عن كل دين زائغ إلى الدين الحق".
وأضاف: "مناسك الحج تعلم المسلم أن يكون توجهه في أقواله وأفعاله ومسالكه وتصرفاته توجهاً كاملاً لله تعالى قال جل وعلا ((ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا))".
وأردف: "الشعار الأعظم للحج هو التلبية التي تتضمن معانيها إقرار المسلم قلباً وقالباً قولاً وفعلاً بكمال التعظيم وتمام التذلل لله عز وجل وغاية الحب له سبحانه والانقطاع لعبادته والتسليم التام لشرعه، والحج يغرس في النفوس الإخلاص لله وطاعته ومحبته وهو يجدد الإيمان في القلوب ويزيد التوحيد في النفوس".
وتابع: "عماد الحج هو التفرغ لذكر الله وتعظيمه والثناء عليه والانكسار بين يديه وإحضار التذلل له عند كل منسك من مناسك الحج قال جل من قائل ((فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم))، وقال سبحانه وتعالى ((ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم)) وقال تعالى ((فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا)) وقال عليه أفضل الصلاة والتسليم (أفضل الحج العج والثج) وهو رفع الصوت بالتلبية والتكبير، قال عليه الصلاة والسلام (إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفاء والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله)".
وقال "آل الشيخ": "شعار الحج لتذكير الأمة بتعظيم حرمات الله والاستقامة على شرعه، قال عالى ((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب))".
وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي: "لا نجاة لهذه الأمة مما هي فيه من محن ومصائب إلا حين تستقر هذه المبادئ في حياتنا ونسلكها في شئوننا كلها".
وأردف أن من شعائر الحج وأعظم مقاصده تحقيق الوحدة الإيمانية والأخوة الإسلامية بين المسلمين التي لا تعرف المبدأ القومي أو العرقي أو إقليمياً بل أخوة تقوم على تحقيق مصالح الدين والدنيا قال جل في علاه ((إنما المؤمنون إخوة)) ويقول صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن واقع الأمة لا يستقيم مع دين ولا يتفق مع مبادئه من قيام بعضهم بتكفير وانتهاك للعرض وسفك لدماء وسلب لأموال إخوانهم في الدين وهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ودعا "آل الشيخ" الأمة إلى الاستجابة لله ولرسوله صلوات الله وسلامه عليه والاستقامة على مبادئه وشرعه، وقال: "الحج مدرسة تتهاوى أمامها مخططات أعداء الإسلام من تفريق هذه الأمة وتوهين شأنها وتفريق شملها، وعلى من استزله الشيطان أن يستلهم من الحج واستغلاله بالتوبة إلى الله تعالى والرجوع عن الغي قبل فوات الأوان".
وأضاف: "المملكة العربية السعودية تتشرف بخدمة الحجيج وتراه واجباً عليها دينياً وشرفاً فتبذل في سبيل ذلك كل غالٍ ونفيس لتحقيق الراحة والطمأنينة والنفع لضيوف الرحمن وقاصدي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأردف: "الواجب على كل مسلم أن يرعى لشعيرة الحج حرمتها المتقررة بالكتاب والسنة والاجماع وأن من الكبائر والموبقات أذية ضيوف الرحمن وإضمار الشر لهم ، قال تعالى ((ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم))".
وشدّد على أن واجب المسلمين الالتزام بكل نظام ينطلق من تحقيق مصالح المسلمين في حجهم ودفع كل أذىً وضرر عليهم ومن ذلك الالتزام بتصاريح الوصول إلى المشاعر وهي من التعاون على البر والتقوى وحذر من التحايل على ذلك أو التهاون في تحقيقه كما دلت عليه مقاصد الشريعة قال تعالى ((فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)) وقال صلى الله عليه وسلم (من حج هذا البيت فلم يرفث و لم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
واختتم بالقول: "الأمة لن تنالو فلاحاً وعزاً ولن يحصل رغد وأمنٌ ما لم تستقم على الله سبحانه ويكون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هدياً لها ونبراسا".
وأشار "آل الشيخ" إلى ما تضمنته خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من مبادئ مستقرة تسير عليه