العدوان الاسرائيلي علي غزة يُربك السياحة بمصر

أخبار مصر


حذر عاملون في قطاع السياحة بمصر من تأثر حركة السائحين الوافدة إلى البلاد بالتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة المتاخم لمنطقة سيناء المصرية.

قال مصطفى خليل، نائب رئيس لجنة السياحة بجمعية شباب الأعمال، إن حركة السياحة ستتأثر بشكل بالغ، خاصة أن تطورات الموقف السياسي المصري تشير إلى دخول مصر كطرف في الأزمة بعد إيفاد الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء إلى غزة والأنباء الواردة عن حالة استنفار بالجيش الثاني الميداني المصري.

وأشار خليل في اتصال هاتفي بوكالة الأناضول للأنباء اليوم الجمعة، إلى أن هذه الأحداث تدفع وكالات السياحة والسفر في العالم إلى اتخاذ احتياطياتها وفقا لتطور الوضع على أرض الواقع.

وأوضح أن وكالات السفر قد تتجه إلى إلغاء الحجوزات الحالية، أو الإحجام عن حجوزات جديدة في حال تطور الأوضاع.

وأضاف أنه رغم أن مصر تعرضت لمثل هذه الأزمات، لاسيما في عهد النظام السابق، إلا أن الأمر مختلف هذه المرة، باعتبار أن النظام الحالي نظام جديد يعاني من مشاكل تتعلق بفرض السيطرة والأمن، بجانب أن بعض وكالات الأنباء العالمية تصنفه على أنه قريب من حماس وبالتالي قد يدخل طرفا في المشكلة، ما يجعل التأثر مختلف هذه المرة.

وقال عادل عبد الرازق، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف السياحية للأناضول، إنه لا يمكن الحكم حاليا على مدى تأثر حركة السياحة لوجود حجوزات فعلية، وإنما الأمر يتطلب بعض الوقت للحكم على التأثيرات من خلال الحجوزات الجديدة.

وحسب مسئول بغرفة المنشأت الفندقية، فإن نسبة الإشغالات في سيناء بشكل عام تتراوح بين 60 % و70%، وأنه من الصعب الحكم على التأثيرات المتوقعة حاليا.

وقال أحمد عطية رئيس قطاع الرقابة بوزارة السياحة ، غن الوضع الأزمة الحالية في قطاع غزة متكرر، وكثيرا ما تعاملت الوزارة مع مثل هذه المواقف دون أن يكون هناك تأثير على حركة السياحة.

وأوضح عطية في اتصال هاتفي مع الأناضول، أن التأثير يكون لحظيا وينتهي بانتهاء الأزمة، فضلا عن أن مصر باتت تتبني نظام جديد في التسويق للسياحة، عبر التسويق لمناطق بعينها غالبا ما تكون بعيدة عن بؤرة الأزمات، مثلما حدث بعد ثورة 25 يناير، حيث كانت بؤرة الأحداث في ميدان التحرير بالقاهرة.

وحسب إحصاءات وزارة السياحة، فإن مصر لديها 52 مركزاً سياحياً على البحر الأحمر وجنوب سيناء، متخصصاً فى السياحة الترفيهية، بطاقة 200 ألف غرفة فندقية، وذلك من إجمالى 250 ألف غرفة فندقية تمتلكها مصر.

لكن رياض قابيل، منسق العلاقات باتحاد الغرف السياحية، قال إن أي اضطرابات سياسية أو أمنية تؤثر سلبا على حركة الجذب السياحي، خاصة أن السائح يضع عامل الأمن في المقدمة بالنسبة لقراره في اختيار المقاصد السياحية.

وتكشف البيانات الرسمية الصادرة عن البنك المركزي المصري مؤخرا، عن تراجع إيرادات السياحية خلال العام المالي 2011/2012 المنتهي في يونيو الماضي بقيمة 1.2 مليار دولار، لتسجل 9.4 مليار دولار، مقابل 10.6 مليار دولار خلال العام المالي السابق 2010/2011.

وساهم ذلك التراجع في استمرار تراجع فائض الميزان الخدمي، ليسجل 5.4 مليار دولار خلال العام المالي الماضي، مقابل 7.9 مليار دولار خلال العام المالي السابق عليه.

ويراهن الكثيرون من المسئولون الحكوميين والعاملين في قطاع السياحة على القطاع في دفع معدلات النمو، وتنشيط العديد من القطاعات الصناعية والخدمية، التي جفت منابع عوائدها على مدار عام ونصف العام، بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التي أعقبت ثورة 25 يناير.

وتشير أحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة السياحة، إلى أن القطاع يسهم في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 11.3%، كما أنه أحد أهم مجالات خلق فرص العمل، حيث يعمل بالسياحة 12.6% من إجمالي القوى العاملة في مصر.

وسبق أن أشار وزير السياحة المصري هشام زعزوع، إلى أنه من المستهدف جذب 30 مليون سائح، وتحقيق إيرادات بنحو 30 مليار دولار عام 2020، لافتا إلى أن القطاع حقق 12.5 مليار دولار عام 2010 وو14.7 مليون سائح في ذلك العام.

وأعرب صلاح النيال، رئيس مجلس إدارة شركة ستايكو للسياحة، عن مخاوفه من ازدياد معاناة القطاع، خاصة أن العديد من المنشات السياحية والفندقية واجهت شبح التعثر بسبب اضطراب البلاد في العامين الأخيرين.

وتقدر الإحصاءات الصارة عن وزارة السياحة حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 300 مليار جنيه مصري ( تعادل 50 مليار دولار ).

وفي ظل تراجع حركة السياحة الأجنبية إلي مصر، فإن القاهرة تعول بشكل كبير، حسبما أكد مسئول بارز في وزارة السياحة على الحركة الوافدة من البلدان العربية والدول القريبة مثل تركيا، لاسيما في ظل وجود مؤشرات تتوقع ارتفاع إنفاق السياح الخليجيين إلى 32 مليار دولار خلال العام الحالي 2012.

وأبرمت مصر مؤخرا اتفاقا مع تركيا على القيام بتسويق مشترك للمزارات السياحية، حيث تم الاتفاق على بدء رحلات طيران مباشرة من اسطنبول الى شرم الشيخ بمعدل 3 رحلات أسبوعيا.

وكان وزير السياحة المصري قد كشف مؤخرا عن اختيار مصر ضمن أفضل 50 مقصداً سياحياً على مستوى العالم، محتلة بذلك المرتبة الـ 18، كما أنها كانت الأولى عربيا وأفريقيا.