بعد الإعلان عن طرحه بسوق الذهب.. هل ينقذ "عيار14" الشباب من العنوسة؟

عقب ارتفاع أسعار الذهب، لجأ مصنعيه إلى تجربة جديدة تتمثل بطرح مشغولات ذهبية عيار (14) في محاولة منهم لإنقاذ سوق الذهب بعد حالة الركود التي أصابته الأشهر الماضية، أملاً أن يتحسن الحال في أسواق الذهب.

وكان العميد محمد حنفي، مدير مصلحة الدمغة والموازين بوزارة التموين والتجارة الداخلية، قد أكد أن ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير خلال هذه الأيام مما أدى إلى حدوث حالة من الركود الكبير في حركة البيع بالأسواق وتراجع معدلات الإنتاج، الأمر الذي يتطلب دعم المنتجين في إنتاج أعيرة جرام 14 الذي يتميز بأشكال متنوعة ومطابق للمواصفات القياسية.

وارتفع سعر الذهب داخل محلات الصاغة بقيمة خمس جنيهات جديدة عند بدء التداول اليوم الإثنين، حيث بلغ سعر بيع عيار 12 قيمة 258 جنيه، بلغ سعر بيع عيار 14 قيمة 301 جنيه، وبلغ سعر بيع عيار 18 قيمة 387 جنيه، فيما بلغ سعر بيع عيار 21 قيمة 452 جنيه، فضلا عن وصول  سعر بيع عيار 22 قيمة 474 جنيه، ووصل سعر بيع عيار 24 قيمة 517 جنيه.

ورصدت "الفجر"، تباين آراء الشباب المقبلين على الزواج حول هذه القضية الشائكة في السطور التالية.

في البداية تقول رباب محمود، مهندسة برمجة بإحدى الشركات الخاصة، إن الشبكة عبارة عن شيء رمزي وهدية من العريس للعروسة، وليس بالضرورة أن تكون عيار 21 لكي يطلق عليها شبكة، لاسيما في ظل سوء الأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار التي تمر بها البلاد، فتوجد أولويات أهم أكثر من الشبكة، مشيرة إلى أن البنات التي تهتم بقيمة عيار الذهب هم المتسببات في ارتفاع أسعار الذهب، والشبكة بالنسبة لهم أداة للتفاخر.

في ذات السياق ترى، ياسمين أحمد، موظفة بإحدى الشركات الخاصة، أن الذهب عيار (14) من الممكن أن يكون حل لبعض العائلات التي ترفض العريس بسبب الشبكة، ناهيك عن الشبكة بشكل عام أصبحت للطبقات الغنية، والطبقات البسيطة تكتفي بـ"دبلة ومحبس"، متابعة: "عيار (14) أفضل من الصيني، لكن لا ننكر أن في جوازات بتتأخر وتنتهي قبل ما تم بسبب الشبكة، لذا فهي حل للبعض".

وأضافت "أحمد"، أنها مخطوبة منذ عام ونصف بـ"دبلة ومحبس"، وزواجها تأجل أكثر من مرة بسبب وضعه شرط شراء شبكة قبل الزفاف، أو يُكتب كجرامات في (قائمة الزواج)، موضحة: "هذه مشكلة قائمة على مدار فترة خطوبتي بين والدي ووالد العريس، فالحل ممكن يكون في تقليل العيارات.. بكدة نرضي أهالينا ونجيب شبكة.. وتتحل العقدة اللي بتتسبب في انتهاء جوازات، ويا ريت لو عيار 8 كمان وأهو اسمه ذهب".

بينما اختلفت حبيبة رزق، في الرأي مع من سبقوها، حيث رأت أن المشكلة ليست في تقليل العيار، بل تكمن في ارتفاع السعر، مشيرة إلى أن عيار (14) وصل سعره إلى 299 ليحل محل عيار 18 سابق، متسائلة: "إذن فين الحل؟"، والحل الوحيد هو انتهاء فكرة الشبكة والاكتفاء بـ(دبلة) لتحل محل الشبكة، وتشكل ثقافة جديدة لدى الأسر بأن هناك الأهم للحفاظ على حقوق المرأة، وأن الشبكة ليست الأمان كما يعتقد البعض.

وبسؤالها عن تقبلها بأن تكون شبكتها ذات العيار (14)، قالت: "أنا مخطوبة بدبلة ومحبس منذ عام، وتجهيز شقتي هو الهدف حاليًا.. الشبكة دي رفاهية للناس اللي عايشة تتمنظر بس، والحمدلله أهلي راضين، وأهو بنحاول أي جنيه نوفره في العفش، أما الذهب قللوا من عياراته أو رفعه في النهاية اسمه ذهب، وطالما ذهب يعني غالي"، مشيرة إلى أن الزواج مسكن ورحمة.

"عيار 14 ايه، و18 ايه.. هي الشباب لاقية تاكل".. بهذه الكلمات عبر أحمد عبد الهادي، مدرس لغة عربية، عن حال الشباب المقبل على الزواج، موضحًا  أن ارتفاع أسعار الذهب بشكل عام تسبب في ترسيخ فكرة عدم الزواج، متابعًا: "الواحد مش عارف يأكل نفسه حاليًا بعد ارتفاع الأسعار بشكل عام، ازاي هيفكر في الزواج وشبكة وشقة وعفش، أنا عمري 35 سنة وكل ما أتقدم لبنت أهلها يرفضوني بسبب عدم مقدرتي على شراء شبكة، وكنت بعرض عليهم دبلة ومحبس وخاتم وعيار 18 وبيرفضوا، طيب لما أقولهم 14، هيعملوا ايه، الناس بتقيم بناتها بعيارات الذهب".

ويوجد عدد من الفروق بين عيارات الذهب، حيث يعد الذهب من "عيار 24" ذهبًا خالصًا لا يحتوي على أي معادن أخرى، لكن من الصعب تشكيله نظراً لصلابته، أما باقي الأعيرة فتحتوي على معادن "النحاس أو الزنك أو النيكل" بنسب مختلفة، فعلى سبيل المثال يحتوى الذهب عيار 22 على 22 جزء من الذهب، وجزئين من معادن أخرى، وهو ما ينطبق على الأعيرة التالية، منها عيار 14 الذى يحتوى على 14 جزء من الذهب و10 من المعادن الأخرى، فنسبة الذهب هي التي تحدد فارق السعر بين كل عيار وآخر، لكن جميع الأعيرة تعد ذات قيمة عالية وتحتفظ بقيمتها عند البيع.