"اﻹيكونوميست": السيسي لديه فرصة لوضع مصر على مسار مختلف فهل يستغلها؟
قالت مجلة "اﻹيكونوميست" البريطانية، إن خطة إنهاء دعم الوقود، التي بدأت عام 2014، توقفت العام الماضي، وبدأ الحديث يعلو عن فرض ضرائب جديدة.
وأضافت المجلة البريطانية - في تقرير لها اليوم - أن اﻹجراءات الاقتصادية "القاسية" قادمة في مصر، كما حذر الرئيس السيسي، وأن قرض صندوق النقد الدولي، فرصة أخرى لحكومة السيسي، لتغيير مسار الاقتصاد المتعثر، والذي تم إنعاشه في السنوات الأخيرة، بأكثر من 25 مليار دولار من أموال الخليج.
وتابعت المجلة، أن مصر دولة قوية، ولديها إمكانات كبيرة، ولكن لديها بعض المشاكل التي تحتاج إلى إصلاح عاجل.
وواصلت: هكذا قال كريس جارفيس - رئيس بعثة صندوق النقد الدولي لمصر - الذي اختتم زيارته للقاهرة مؤخرًا.
ولفتت إلى أنه في 11 أغسطس الجاري، وافق "جارفيس" على أن يمنح صندوق النقد قرضًا لمصر بقيمة 12 مليار دولار، على مدى ثلاث سنوات، وفي انتظار موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد، ومن المرجح أن تحصل مصر بعد الاتفاق مع صندوق النقد على قروض من البنك الدولي، وبنك التنمية الأفريقي، في المقابل، وعدت مصر بإجراء إصلاحات عاجلة لإنعاش الاقتصاد.
وأردفت المجلة، أن الاتفاق مع الصندوق، يعني عدم تعرض القرض لنفس مصير أموال الخليج، وحتى الآن الجميع يرمون إلى ذلك المقصد، وبحسب "جارفيس" فإن حكومة السيسي تدرك ضرورة التنفيذ السريع لإصلاحات اقتصادية".
ونوهت المجلة بأن مسؤولين مصريين يخشون من أن بعض الإصلاحات ستؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، ما يؤدي إلى الاضطرابات، لافتا إلى أن البنك المركزي، على سبيل المثال، لم يتمكن من سد الفجوة بين السوق السوداء وأسعار الصرف الرسمية، ربما لأن قيمة الجنيه المصري، أضعف وهذا قد يفاقم ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وأوردت المجلة البريطانية، أن مصر تستورد العديد من المواد الغذائية الأساسية، مثل القمح، ولكن الألم هو الذي بدأت تحسه، "معظم المستوردين يتعاملون بأسعار السوق السوداء".
ولفتت المجلة، إلى أن اﻹجراءات القاسية لا بد منها، فمعدل البطالة أكثر من 12%، أكثر من 40٪ منهم شباب، نظام التعليم سيء للغاية، وإلى أن معدل البطالة أعلى في الواقع بين خريجي الجامعات من الأميين، كما أنه لا يشجع على التفكير الإبداعي، بجانب أن الحكومة تميل إلى حبس الشباب الذين يعبرون عن أفكارهم، كما أن أولئك الذين يحاولون العمل الحر يتعثرون بسبب عدم وجود رأس المال، بجانب الروتين القاتل، الذي يتم تطبيقه لصالح النخبة، كما أن الفساد ما زال متفشيا.
واختتمت المجلة بأن الرئيس السيسي، جعل اﻷمور سيئة للغاية، بقمع المجتمع المدني، وإهمال الإصلاح، والتركيز فقط على المشاريع الكبرى التي تعزز صورته، ولكنها لا تضيف الكثير للاقتصاد، الآن لديه فرصة لوضع مصر على مسار مختلف، لكن هل يستغلها؟