مركز الدراسات المستقبلية : قرار مرسي بسحب سفير مصر تغيير جوهري في الموقف تجاه إسرائيل

أخبار مصر


أكد اللواء أسامة حسن الجريدلي رئيس المركز الدولي للدراسات المستقبلية أن قرار الرئيس محمد مرسي بسحب السفير المصري من تل أبيب يعني وجود تغيير كبير وجوهري وحقيقي في الموقف تجاه إسرائيل فيما تقوم به من عمليات مضادة لقطاع غزة ، وقد اتضح هذا التغيير من خلال قرارات مصر المتتالية والتي شملت قرار الرئيس مرسي بسحب السفير المصري من تل أبيب واستدعاء السفير الإسرائيلي بالقاهرة وتوجيه رسالة شديدة اللهجة له برفض مصر وإدانتها الكاملة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مما أدى في مجمله إلى مغادرة السفير الإسرائيلي وطاقمه القاهرة .. وأيضا طلب مصر عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن فجر اليوم.

وقال اللواء الجريدلي - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إنه وبشكل مواز طلبت مصر في موقف أخر أيضا عقد جلسة خاصة لوزراء الخارجية العرب بعد غد السبت بالقاهرة لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومطالبة وزير الخارجية محمد كامل عمرو إسرائيل بالوقف الفوري للعدوان وغارتها على قطاع غزة مع التأكيد والتوضيح أن التصعيد الإسرائيلي في غاية الخطورة في مرحلة حرجة تمر بها المنطقة مما يهدد بإشعال الموقف بصورة خطيرة فيها وبما ينعكس سلبا على أمن واستقرار المنطقة .

وأشار اللواء الجريدلي إلى أنه صاحب هذه المواقف الرسمية المصرية موقف شعبي مصري جامع يدين العدوان الإسرائيلي وأنه إزاء هذه المواقف المصرية رسميا وشعبيا ثمن الجانب الفلسطيني وبالتقدير موقف مصر مع الأمل بأن تسفر اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة عن قرارات تعكس الإجماع العربي تجاه مساعدة الشعب الفلسطيني بشكل جدي.

وأوضح اللواء أسامة حسن الجريدلي رئيس المركز الدولي للدراسات المستقبلية أنه انطلاقا من كافة التطورات والمواقف الراهنة وفي ضوء ما تقوم به إسرئيل وما تخطط له من عدوان على الشعب الفلسطيني فإن الأمر أصبح يستدعي بالضرورة التنشيط الفوري للحركة المصرية لتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم التوصل إليه في 4 مايو عام 2011 وضرورة المشاركة الإيجابية في ترتيب البيت الفلسطيني وبالشكل الذي يتيح مرة أخرى توحيد الصف الداخلي والتواصل الجغرافي والديمجرافي ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأكد الجريدلي ضرورة قيام مصر بدور محوري خلال الاجتماع العاجل لوزراء الخارجية العرب بعد غد السبت وخاصة مع تأكيد الرئيس مرسي على دعم مصر التام لما يقرره الفلسطينيون والدعم الكامل للمطلب الفلسطيني بالحصول على صفة الدولة المراقب في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر الحالي .. هذا بالإضافة إلى تقديم المساعدات الطبية لقطاع غزة بالتنسيق مع الدول العربية.

واستعرض الجريدلي - في تصريحاته - الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني .. فأشار إلى أن العملية العسكرية (الرصاص المصبوب) التي قامت بها ضد قطاع غزة عامي 2008 و2009 تتشابه مع العملية الحالية (عمود الغيبة) والتي بدأت باغتيال أحمد الجعبري أبومحمد القائد العام لكتائب القسام.

ولاحظ الجريدلي أن كلا العمليتين تمتا عشية الانتخابات الإسرائيلية وفي فترة الانتخابات الأمريكية واستهدفتا أيضا القضاء على منصات الصواريخ في غزة وتدمير البنية التحتية لحماس على الرغم من أن العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة لم تتطور بعد وإن كان هناك تلميحات إسرائيلية رسمية بتوسيع نطاق عملياتها خصوصا وأن هناك أيضا شواهد على تدريبات واستعدادات من جانب كل من لواء الجولاتى وجعفاتى في اتجاه قطاع غزة وهم من أكبر الأولية العسكرية الإسرائيلية.

وانتقل اللواء أسامة حسن الجريدلي رئيس المركز الدولي للدراسات المستقبلية للحديث مفصلا عن الأهداف الحقيقية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .. فأشار إلى أنه من الواضح يستهدف قصف وتدمير منصات وقواعد الصواريخ والمناطق المحيطة لإبعادها بعيدا تجاه أقصى جنوب قطاع غزة، وذلك حتى لايصل مداها إلى المستوطنات والمدن الإسرائيلية في جنوب إسرائيل .. وفي الوقت نفسه شن حملة لاغتيال القيادات الفلسطينية ومسئولين سياسيين في قطاع غزة وقصف محطات الكهرباء والمنطقة الحدودية من داخل قطاع غزة واستهداف مناطق سكنية ومخيمات لاجئين وسط القطاع.

وأشار الجريدلي إلى أنه يلاحظ أن هناك حالة من إخلاء المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة ونزوح شبه جماعي للمستوطنين في اتجاه الشمال بما يعكس نجاح حركة حماس في تهديد المستوطنات جراء قصفها بالصواريخ.

وفي شرحه لحدود الموقف الإسرائيلي الحالي وحركتها المصاحبة لتنفيذ عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، قال الجريدلي إنه في التقدير أن إسرائيل حصلت على الضوء الأخضر لهذه العمليات من الولايات المتحدة الأمريكية خاصة وإذا ما أضفنا إلى ذلك موقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرافض لطلب فلسطين التقدم للجمعية العامة بطلب الحصول على صفة الدولة المراقب في الأمم المتحدة .

ونبه إلى حقيقة أنه يجب أن ندرك ملامح الموقف الأمريكي السلبي تماما تجاه القضية الفلسطينية خلال فترة الولاية الثانية للرئيس أوباما.

وخلص اللواء الجريدلي إلى القول إن الدماء الفلسطينية الذكية أصبحت ورقة لعب في الانتخابات الإسرائيلية القادمة في 22 يناير المقبل .