نرصد أخطر 5 تهديدات لـ "الإخوان" قبل فض اعتصام رابعة
لم يعد هناك حاجة في التأكيد على خطورة الكلمة التي تخرج من فم الإنسان، لا سيما إذا كانت تخرج من مسئول مكللا ومنوطًا بمسئوليات، أبرزها الحفاظ على الأمن القومي لبلده، وعدم التحريض على ارتكاب العنف والقتل، وإشعال الحرب الأهلية، بعدم التفوه بأي أحاديث خاصة عبر كاميرات الإعلام التي توثق كل شئ، حتى وإن كانت هفوة من الهفوات، لتصبح ملتصقة بجبين الأيام والليالي، شاهدة على أخلاقيات هذا الشخص وأفعاله.
وفي العام الذي تولى فيه الإخوان المسلمون، حكم مصر، كان لهم مذاقا خاصا في خطاباتهم الإعلامية، فالرئيس الأسبق محمد مرسي، كان يظهر دائما في خطاباته وكأنه خطيب مسجد، هذا الأمر الذي أكده المتخصصون حينها، فضلا عن خطاب منصة رابعة العدوية بعد الإطاحة برئيسهم، وهو ما عرف بالخطاب المُحرض على القتل وارتكاب المجازر ضد المصريين، وهو ما كان يعزز لحرب أهلية طاحنة.
وبالتزامن مع الذكرى الثالثة لفض اعتصامي رابعة والنهضة ترصد "الفجر"، أجواء الخطاب الإعلامي المحرض للإخوان المسلمين، والذي تولاه عدد من قيادات الإخوان المسلمين، وغيرهم على النحو التالي:-
تهديد "البلتاجي"
كان هذا من أكثر الفيديوهات انتشارًا آنذاك، حيث ظهر القيادي الإخواني محمد البلتاجي، أمام الكاميرات، معربا عن غضبه، إثر الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، في أثناء مشاركته في اعتصام "رابعة"، يشهر كلماته المحفوظة قائلا "إن العنف الذي اندلع في سيناء، سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها الرئيس محمد مرسي إلى منصبه مرة أخرى تزامنًا مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير".
تحريض على التخريب
هكذا بدأ قيادات الجماعة وأنصارهم، وكل من هبّ ودبّ، تفتح أمامه الكاميرات، ليقول هو الآخر ما يحمله في صدره، ليكمل مسلسل التحريض، فظهر حينها شيخًا، في فيديو أثناء اعتصام "رابعة العدوية "، يتحدث متوعدًا بحدوث عمليات إرهابية وقنابل مفخخة، وتفجيرات، وأحزمة ناسفة سيرتدونها للتفجير، والعمل على استخدام المفخخات، إذا لم يعد الرئيس محمد مرسي إلى الحكم، قائلًا: "أنا بحذرك يا سيسي أنت صنعت طالبان وقاعدة جديدة في مصر"، أعقبه أيضا امرأة، في نفس فديو هذا الشيخ، والتي كانت ترتدي النقاب قائلة" أنا بحذر النصارى، هما جيرانا وهنقتلهم".
"عبدالماجد" يحذر رجال الجيش
ولم ينس أحد كلمات عاصم عبد الماجد، حين وقف على منصة "رابعة"، موجها كلامه و محذرًا رجال الجيش والشرطة: "لن نريد أن ندخل في مواجهات معكم، ولن نسمح بالانجراف إلى المستنقع الذي انجرف فيه عدد من الجيوش حول العالم".
"وجدي غنيم" بطل التحريض من خارج البلاد
ولم يكتف قيادات الإخوان بالتحريض الذي تدفق من خلال خطابهم الإعلامي، من داخل رابعة، بل الأمور تعددت للتحريض الدولي، العابر للقارات، فكان وجدي غنيم، قد استعد هو الآخر ليرسل رسائله التحريضية إلى مؤيديه في مصر، يدعو إلى أعمال عنف وإرهاب، حيث ظهر غنيم في إحدى الندوات وهو يدعو أن تصبح مصر كالعراق، قائلا: "أتمنى أن تتحول مصر إلى العراق قريبا، الوضع في العراق لم يكن أحد ليصدق حدوثه، وإن شاء الله سيصبح الوضع في مصر كما في العراق".
"القرضاوي" يدعو إلى الفوضى
كما ظهر يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من مكان هروبه في دولة قطر، ليأخذ دوره في مسلسل التحريض على العنف حينها، في مصر، حيث طالب في مقطع فيديو، شباب "الإخوان" وأنصارهم، بالنزول في الميادين والشوارع ضد النظام ، وإحداث حالة من الفوضى والعنف وترويع المواطنين.
طارق السويدان ينتقد الخطاب الإعلامي لرابعة
والشيخ طارق السويدان من الدعاة المعروفين، بميلهم للإخوان المسلمين، لكن أثناء تجمع مظاهرات رابعة، أكد حينها أن الخطاب الذي كانت توجهه القيادات الإخوانية من على منصة "رابعة العدوية" كان خطابًا فاشلًا ومدمرًا ولا يحمل رؤية، موضحًا أنه ليس له أي توجيه وأن كل شخص كان يصعد على المنصة يقول ما يريد دون توجيه.
وأضاف خلال لقاء له على قناة "مكملين" الإخوانية، أن الإعلام الإخواني مبتدئ وليس له أي رؤيا وخطة، وليس لديه أدوات الإعلام الأساسية، ولا يجيد وظائف الإعلام ، موضحا أن خطاب "منصة رابعة" مشوه.
خطاب رابعة يؤكد جهل الجماعة
كما أكدت الدكتورة هويدا مصطفى، عميد أكاديمية الشروق للإعلام، أن الخطاب الإعلامي في رابعة كان من أكثر الأمور المؤكدة على أن الإخوان لا يفهمون أي شيء على الإطلاق، حيث يدلل دلالات واضحة أنهم كانوا يجهلون تماما قيمة الكلمة ودلالاتها.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الخطاب الإعلامي لأي مسئول لابدّ أن يكون منضبطا، خاصة أنه يتحدث أمام العامة، والجميع يأخذ منه وبالتالي إذا كانت كلماته معوجة ستكون وبالا عليه بعد ذلك، هذا الأمر الذي يحدث كثيرا في حياتنا، خاصة عند تعامل الإعلام مع المسئول.
وقالت إن قيادات الإخوان لا يفهمون على الإطلاق طرق التعامل مع الإعلام، ولا يفهمون ما يقولون، هذا الأمر الذي لا يزال مستمرا إلى الآن.
خطاب أدى إلى الإرهاب
كما أكد أيضا الدكتور حسن عماد مكاوي، وكيل المجلس الأعلى للصحافة، أن الخطاب الإعلامي لمنصة رابعة العدوية، كان من أكثر الأمور، المؤكدة على جهل قيادات الإخوان المطبق بمدى عدم فهمهم، للتحدث أمام كاميرات الإعلام.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذا الخطاب، سبب لهمم مشكلات حينها لا تعد ولا تحصى، فكان خطابهم تحريضيا، على العنف والقتل والتدمير والتخريب، وبالتالي صدر صورة عنهم أولا لمن يجلسون في البيوت، أنهم إرهابيون، وأصبحت الكثير من الفصائل التي تنتمي إليهم تمارس الإرهاب، والقتل، هذا الأمر الذي أدى بالنهاية إلى تفشي الإرهاب.