سر عمل مستشارى وزير السياحة مجاناً
ليس حباً فى مصر بالتأكيد
لا يمكن تفسير قبول عدد من خبراء السياحة العمل كمستشارين للوزير يحيى راشد، دون أجر، بأنه من تأثير حب الوطن والرغبة فى خدمة البلاد، خاصة أن وجودهم فى قلب عملية صناعة القرار بالقطاع مكسب كبير فى حد ذاته، بشكل يجعل المقابل أكثر فائدة بكثير من أى راتب، مع ملاحظة أن جميع المستشارين من المقربين شخصياً للوزير الجديد.
وينقسم مستشارو الوزارة إلى 3 فئات من جانب التعاملات المالية، الفئة الأولى تتكون من 3 مستشارين فقط، هم من يتقاضون رواتب شهرية من الوزارة، والثانية تتكون من 4 مستشارين لا يتقاضون رواتب على الإطلاق ويعملون بشكل تطوعى، أما الفئة الأخيرة وهم باقى الفريق الاستشارى فيتقاضون رواتب من إحدى الهيئات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، أو الهيئة الألمانية.
وكانت الحكومة فى عهد إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قلصت من أعداد المستشارين، خاصة أن غالبيتهم جاءوا عن طريق المحسوبية، وبالفعل أنهى هشام زعزوع، وزير السياحة السابق، انتداب نحو 8 مستشارين من إجمالى 14 مستشارًا بالوزارة، ممن لا يتقاضون رواتب شهرية وتتحمل منظمة الأمم المتحدة نفقاتهم الشهرية.
نظرة واحدة على السير الشخصية لمستشارى راشد، تكشف بوضوح سر قبولهم العمل دون أجر، أولهم جاسمين طه، التى تعمل مستشاراً إعلامياً للوزير مختصة بالإعلام الخارجى، رغم وجود مستشار إعلامى يتقاضى راتبه من الوزارة.
أما هشام الدميرى، فعينه راشد مساعداً للوزير لشئون التسويق، وقال مبرراً القرار إن الهدف ضخ دماء جديدة بالعمل السياحى فى الوزارة والدفع بالشباب لتولى مواقع المسئولية، رغم أن خبرة الدميرى، تتلخص فى عمله مديراً عاماً لأحد فنادق الهرم، وقبلها كان يعمل بفندق صافوى شرم الشيخ، لمدة ٣ أشهر ثم عمل فى فندق شيراتون شرم الشيخ وتم إنهاء عمله بعد شهرين فقط.
أما خالد المنياوى الذى عينه الوزير، مستشاراً لاتحاد الغرف السياحية، فهو رجل أعمال يملك شركات سياحية، وكان رئيساً لغرفة الشركات السياحية، ويمكن ببساطة فهم تحول الرجل من مستثمر إلى مسئول تنفيذى بحصوله على مكاسب من وجوده فى قلب عملية صناعة القرار فى القطاع والتى تستطيع تعويضه عن ضعف العائد من الوظيفة أو حتى انعدامه.
أما السفير هشام محمد الزميتى، المستشار الدبلوماسى للوزير فى أغسطس الماضى، فبرر الوزير الاستعانة به بأنه حريص على ضخ أفكار جديدة لإثراء العمل السياحى خلال الفترة المقبلة، وتنحصر مهام الزميتى فى إعداد وتأهيل العاملين بالسياحة الدولية، خاصة الكوادر المرشحة لتولى مناصب المديرين والمساعدين بالمكاتب السياحية بالخارج، وفقًا لقواعد السلك الدبلوماسى وذلك لتحسين صورة مصر بالخارج باعتبارهم سفراء للسياحة المصرية.