"حبيبة" تترك مجال المحاسبة.. وتتجه لأعمال اللحام لصناعة المشغولات النحاسية (فيديو)
اتجه عدد كبير من الفتيات إلى ترك المجالات والمهن المتعارف عليها داخل المجتمع، والتي عادة ما تتناسب مع طبيعة المرأة النفسية والجسدية، والدخول في مهن الرجال، تاركين أقاويل الناس ونقدهم وراء ظهورهم، والقيام بالالتحام والعمل داخل مهن صعبة، يدًا بيد بجانب الرجال.
وقد اتجهت "حبيبة" داخل السوق الشهير "زنقة الستات" بالإسكندرية، للعمل في صناعة المشغولات والأشكال النحاسية، التي تحتاج إلى قوة جسدية وعضلية، لإنتاج الأشكال النحاسية، باستخدام اللحام والأدوات الحديدية في الصناعة، متحدية طبيعة السوق الذي يسيطر عليه الجانب الذكوري في صناعة النحاس ولحامها.
وقال "حبيبة" - في حوارها لـ"الفجر" داخل ورشة والدها - إنني تخرجت من كلية التجارة قسم المحاسبة، وعملت فترة في المحاسبة، ولم أجد نفسي أحبها، ثم اتعلمت صناعة المشغولات النحاسية داخل محل والدي في سوق "زنقة الستات" منذ سبعة سنوات، ولم أتوقع العمل في يوم من الأيام أن اشتغل في صناعة النحاس باستخدام اللحام بالنار، فالعمل يحتاج إلى قوة الرجال، لأن العمل صعب يحتاج إلى قوة عضلية.
وأضافت "خبيبة" أنني في بداية عملي واجهت نظرة السوق ليا بأن هناك فتاة تعمل في صناعة مشغولات النحاس مثل الرجال، غير أنه مرة تحدثت معي زبونة بأن أحد المحلات طلب منها عدم الذهاب لي، لأنهم لا يتفهموا أنها ستعمل مع صنايعي بنت، وتترك الراجل، وهذا الموضوع كان صعب، وكنت أقابل معاملة جافة جدًا من المحلات.
وأشارت "حبيبة" إلى أنني تخطيت الفكرة بقوة أبي وأمي، الذين دعموني، فالمفروض البنات الآن يعملون في أي مجال تقدر أنها تتميز فيه، دون التصنيف أن هذا العمل خاص بالرجال أو النساء، ولا يمكن القول بأنه لا ينفع، أنا في الشغل بنسى طبيعتي كبنت في اللحام، بل تفكيري أن أتفوق على المنافسين لي في السوق، وبعمل قبل أن أتزوج في المشغولات النحاسية، وسأترك بنتي تعمل في أي موهبة أو أي مجال تختار فيه.
وأكدت "حبيبة" على أن شغلي في النحاس يعتمد على تصميم أفكار هدايا نحاسية وإكسسوار وتصميم كلمات غنائية، ومعظم شغلي يعتمد على طلبات الزبون، وأنا بدأت أحترف رسم البورتريه على النحاس، فالطبيعي أن يكون هناك صعوبة في رسم بورتريه على ورق، ولكني بدأت في النحاس، فأنا أحضر صورة بورتريه لشخص، ثم أحضر قطعة نحاس خام، وأبدأ في تقطيع تفاصيله بالنحاس، والموضوع لم أجده في أي مكان من قبل، فأنا أعتبر أول فتاة ترسم بورتريه بالنحاس.
وتابعت أنها عملت نحو 12 ساعة متواصلة في رسم البورتريه، فكوني بنت تعمل في ورشة، لم اكتفي بأن أكون مثلي مثل أي حد، بل قررت أن أكون أفضل منهم، وأنا أساسا برسم بالفحم والزيت، مؤكدة على تحويلها النحاس إلى فن، والشغل في النحاس يتطلب مجهود ذهني وعضلي، وأن يكون لدي روح فنان، لإرضاء ذوق الزبون، وأنا نفسي أنشئ مصنع كبير يكون للبنات فقط، لأنهما لديهم جدية في العمل وتريد إثبات لنفسها أنها أساس العمل وليس مجرد مساعد.