مصورٌ هاوٍ يلتقط مشاهد لشهب "البرشاويات" فجر اليوم بالشرقية
تَمَكّن أحد هواة التصوير الفلكي، ويدعى "محمد العتيبي"، من التقاط صور بعدسته، لشُهب "البرشاويات" قبل فجر اليوم الجمعة، بعد متابعة ومراقبة لسماء المنطقة الشرقية.
وقال "العتيبي": "من خلال متابعاتي تَبَيّن لي أن شهب البرشاويات، يطلق عليها بالإنجليزية: Perseids، وهي عبارة عن زخات كثيفة من الشهب، تبلغ ذروتها في 11- 12 أغسطس من كل عام، ويمكن رصدها لمدة ثلاث ليال قبل وبعد ليلة الذروة".
وأضاف: "يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ويعتبر المذنب "سويفت- تتل" (Swift- Tuttle) هو مصدر هذه الشهب".
وأردف: "تم رصد هذه الشهب قبل فجر اليوم الجمعة، في المنطقة الشرقية، كما رصد شهباً مماثلة قبل فجر يوم الأربعاء الماضي في الدهناء".
وكان أحد الفلكيين قد أكد أن كوكب الأرض، كان قد دخل منذ 12 شوال الماضي في نهر من المخلفات والغبار والصخور لمذنب "سويفت تتل"؛ وذلك ضمن حركة الأرض على مدارها حول الشمس؛ حيث يمتد غبار المذنب من 12 شوال حتى 21 ذي القعدة الجاري.
وقال الباحث الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء "ملهم بن محمد هندي" لـ"سبق": "نتيجة دخول الأرض في هذا النهر من بقايا المذنب تصطدم الصخور وذرات الغبار بالغلاف الجوي للأرض بسرعات كبيرة؛ مما يؤدي لاحتراقها في طبقات الجو العليا التي تسمى بالشهب".
وأضاف: "برغم امتداد مخلفات مذنب "سويفت تتل"؛ فإن أغلبها يتمركز على خط تتجمع فيه بشكل مكثف الصخور وغبار المذنب؛ فتزيد من عدد الشهب المتساقطة على الأرض التي صادفت هذا العام مساء الخميس، وفجر الجمعة 9 ذي القعدة، وهي الفترة المسماة بذروة الشهب".
وأردف "هندي": "للشهب مواسم تختلف خلال السنة حسب مرور الأرض بمخلفات المذنبات المختلفة، وكل موسم للشهب تظهر الشهب من نقطة معينة من السماء؛ فتنسب الشهب لمجموعة النجوم التي تظهر الشهب منها، وخلال هذه الفترة يمكن ملاحظة ظهور الشهب من كوكبة نجوم "حامل رأس الغول"؛ لذا يطلق عليها "الغوليات"، أو تنسب للاسم اللاتيني لها "برشاوس" فيطلق عليها "البرشاويات" وهو الاسم الأشهر".
وتابع: "عادة يكون معدل تساقط شهب البرشاويات بين 60- 100 شهاب في الساعة في الذروة؛ إلا أن منظمة الشهب العالمية كانت قد توقعت زيادة في كثافة الشهب هذه السنة بسبب مرور الأرض في عقدة من المخلفات؛ فيزيد المعدل بين 150- 200 شهاب في الساعة خلال الذروة فجر اليوم الجمعة".
واختتم "هندي" بالقول: "الشهب تُرى كخيوط مضيئة تلمع خلال أجزاء من الثانية ثم تختفي، وبعضها تُرى وقتاً أطول وتكون أكثر لمعاناً، وتسمى "الكرات النارية"؛ وهي أكبر حجماً من الشهب؛ فتأخذ وقتاً أطول حتى تحترق وتتبخر".