استمرار أزمة انقطاع المياه بمغاغة بعد انفجار الماسورة الرئيسية
- الأهالي يطالبون المسئولين بتغيير شبكة المواسير
- قيادات محلية تؤكد تهالك المواسير بالمدينة وعدم مُطابقتها للمواصفات
- شركة المياه: "مهمتنا إصلاح
الأعطال فقط.. ولسنا مسؤولين عن الأزمة"
للمرة الثالثة على
التوالي خلال عام، انفجرت ماسورة المياه الرئيسة على عمق 3 أمتار بالخط 800 بشارع
الشواني بمدينة مغاغة بمحافظة المنيا، مما تسبب في انقطاع المياه عن المدينة بأكملها
وعدد من القرى التابعة لها لمدة ثلاثة أيام متتالية، وسط حالة من السخط والغضب
التي انتابت الأهالي.
وأربك الانفجار
المفاجيء لماسورة المياه حسابات الأجهزة المحلية، التي تواجدت بمكان الحادث
لإصلاحه بشكل سريع بعد غلق المحبس الرئيسي عن الجانب الشرقي، إلا أنهم فوجئوا بعد
إتمام عملية الحفر أن الماسورة تآكلت في أكثر من منطقة وتحتاج إلى لحامات متعددة،
وهذه اللحامات تتطلب تجفيف الماسورة بشكل كامل وعدم وجود مياه بداخلها، علمًا بأن
عملية اللحام تستغرق مدة زمنية لا تقل عن 24 ساعة.
واتخذت رئاسة مدينة
مغاغة عددًا من الإجراءات لاحتواء الموقف وتوفير مياه للمناطق المختلفة بالمدينة
لحين الانتهاء من الإصلاحات، إلا أن هذه الإجراءات لم تكن على قدر الأزمة، ولم
تقنع الكثير من المواطنين.
من جانبه، قال المهندس
سيد حلمي، رئيس مجلس مدينة مغاغة، لـ "الفجر"، أنه أمر بتوفير المياه
للمواطنين عبر سيارتين تجوبان شوارع المدينة لملأ أوعية المواطنين وتخزين المياه
الضرورية اللازمة لهم، وتوزيع الكميات المناسبة على المخابز، مؤكدًا أنه حرص على
التواجد بمكان الحادث طوال 48 ساعة مدة الإصلاحات التي أعقبت عملية الحفر لإصلاح
الأعطال.
وأشار حلمي، إلى أنهم
نبهوا على المواطنين بانقطاع المياه بسبب وجود عطل مفاجئ، وأن سيارات المجلس ستمر
على شوارع المدينة لتوزيع المياه عليهم، وذلك من خلال المساجد الرئيسية، إلا
أن عددًا من المساجد الكبرى الرئيسية في المدينة لم يصلها هذا التنبيه، مثل مسجد
أبو العلا بشارع طه حسين، ومسجد قاسم المصري، بشارع عبد العظيم، وغيرهما بمناطق
مختلفة من المدينة.
وأضاف أن تكرار
الأعطال في مواسير المياه بمناطق مختلفة من المدينة ليس بسبب تقصير من القيادات
المحلية، مبررًا ذلك بأن هذه المواسير تم تركيبها في عهد سابق ما بين عامي 2001،
و2002، ولم يكن قد تولى مسؤولية رئاسة المدينة وقتها.
وكشفت قيادات محلية،
عن تهالك شبكة مواسير المياه المتواجدة حاليًا، وعدم مطابقتها للمواصفات القياسية،
مشيرين إلى أنهم يدفعون فاتورة فسادة عهود سابقة، لا سيما وأنهم كتبوا ملاحظاتهم
على هذه المواسير أثناء استلامها من الشركة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، إلا
أن هذه الملاحظات ذهبت أدراج رياح نظام الرئيس الأسبق مبارك، بعد ما تلقوا تعليمات
من الشركة القومية بالقاهرة باستلام المواسير على حالتها من شركة المقاولات.
وأشارت مصارد بالشركة
القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا، عدم صلاحية هذه المواسير للتربة
الطينية بسبب التفاعلات الكيميائية التي تؤدي إلى تآكلها وتهالكها، مؤكدين أنها
صممت خصيصًا للتربة الرملية، وأن مهمة فرع الشركة في مغاغة مقتصر على التشغيل
والصيانة فقط، دون التدخل في مواصفات الخامات التي يتم تركيبها، حيث أنها مسؤولية
الشركة القومية بالقاهرة.
من جانبهم وجه أهالي
مدينة مغاغة استغاثة للرئيس عبد الفتاح السيسي، مناشدين بضرورة التدخل وإصدار قرار
جمهوري بتغيير شبكة مواسير المياه بمدينة مغاغة واستبدالها بأخرى بلاستيكية، وفق
المواصفات الحديثة.