محمد مسعود يكتب: الزمالك بطل كأس مصر «كالعادة»

مقالات الرأي



واقعية «مؤمن» هزمت أحلام «يول» بالـ3

■ إدارة المارد الأبيض تعاملت مع خسارة الدورى بطريقة «انسف حمامك القديم».. والصفقات الجديدة أنقذت الكأس من الضياع

■ المدرب الشاب خدع الثعلب الهولندى العجوز واستنفد الأهلى هجوميا.. وصبرى رحيل «النجم المظلوم»


ليلة بيضاء، عاشها عشاق الزمالك، بعد إطلاق الحكم المجرى ساندرو ندو صافرة النهاية معلنا تتويج الفريق الأبيض بلقب كأس مصر للمرة الخامسة والعشرين فى تاريخه، وللموسم الرابع على التوالى، وانتزاع الفوز من أنياب المارد الأحمر بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد فى المبارة التى جمعتهما باستاد برج العرب.. الملعب المفضل للنادى الأهلى.. نظرا للدواعى الأمنية.

سخونة المباراة، لم تبدأ بإطلاق صافرة البداية بينما بدأت عقب فوز الأهلى على إنبى المنهار، بهدفين سجلهما مؤمن زكريا وسعد سمير فى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة التى حول فيها الأهلى خسارته – كالعادة - إلى مكسب، ليحدد طرفى المباراة النهائية رسميا بين الزمالك الذى قهر أبناء الدراويش برباعية نظيفة سجلها أيمن حفنى وباسم مرسى ومايوكا.


1- لا بديل عن الكأس

تعاملت إدارة الزمالك مع بطولة الكأس على أنها حياة أو موت، لإنقاذ الموسم الكروى وعدم الخروج من مولد البطولات دون بطولة واحدة، خاصة أن الزمالك تذوق فى عهد المجلس الحالى طعم البطولات بجمعه بطولتى الدورى والكأس فى الموسم قبل الماضى بفعل صفقات كانت هى الأقوى فى ذلك الموسم، لذا فإن سقف طموح جماهير الزمالك ارتفع فى ظل بقاء المجلس الحالى الذى دخل فى خصومة مع الحكام فى وقت ما، لشعوره أن الفريق يتعرض لظلم تحكيمى لإهداء الدرع للمنافس، غير أنه فاز بالعديد من الصفقات ودعم الصفوف، وجعل الزمالك ندا قويا للأهلى فى سوق الانتقالات، بعد سنوات احتكر فيها الأهلى جهود لاعبى الصف الأول بدعم من وكالة الأهرام التى كانت ترعى الفريق فى عهد المهندس حسن حمدى.

وكونها إدارة «قلبها ميت»، غامرت برحيل محمد حلمى، والاعتماد على مؤمن سليمان كمدير فنى مؤقت، كونه يملك علما تدريبيا ولا يملك الشهرة، وفازت الإدارة بالرهان وحقق مؤمن الشهرة بالعلم وبالفوز العريض على الغريم التقليدى الذى لم يكن يحلم أكثر المتفائلين من جمهور الزمالك بهزيمته بثلاثية كاملة.


2- الزمالك والأهلى.. الإنتر وبرشلونة

فى عام 2010 التقى برشلونة الإسبانى مع إنتر ميلان الإيطالى فى الدور قبل النهائى لدورى الأبطال، كانت حظوظ برشلونة هى الأعلى، حتى إن الجمهور الإيطالى لم يكن ليتخيل أن فريقه سيعبر الفريق الإسبانى الأقوى فى العالم ويتخطاه إلى الدور النهائى، وكعادة برشلونة يلعب جميع مبارياته مع أجل الفوز، ومع بداية مباراة الذهاب فى إيطاليا فوجئ الطليان بأمواج هجومية لا تتوقف من الفريق الإسبانى، ترك انتر ميلان ثلثى الملعب لبرشلونة، ليصول ويجول ويمرر ويستحوذ، ومن هجمة مرتدة سجل الانتر هدفه الأول، جن جنون لاعبى برشلونة واندفعوا فى الهجوم أكثر، ومن مرتدة أخرى سجل الانتر الثانى، لتنتهى المبارة فى النهاية بفوز الإنتر بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.

سيناريو نصف نهائى دورى أبطال أوروبا الذى رسمه المدير الفنى البرتغالى جوزيه مورينيو، هو نفس السيناريو الذى لعب به الزمالك المباراة، ترك للأهلى المساحات ليلعب بحرية ويمرر الكرة وتصل نسبة استحواذه عليها لـ65%، قبل أن يفاجئهم شيكابالا بتمريرة سحرية أهدت باسم مرسى تمريرة سحرية ليسجل هدفه الأولى فى العشرين دقيقة الأولى من عمر المباراة.

واندفع الأهلى ثانية فى الهجوم ليمرر أيمن حفنى فى هجمة مرتدة الكرة إلى شيكابالا الذى يضع سعد سمير فى ظهره، ولا يجد بدا إلا أن يدفعه، فيحصل المارد الأبيض على ضربة جزاء سجل منها باسم مرسى هدفه الثانى بالتخصص، وكأنه اعتاد أن فى كل مباراة يلتقى الأهلى من خلالها فى نهائى كأس مصر يسجل هدفين، يسجل بعدها عبد الله السعيد هدف الأهلى الأول من ضربة جزاء نتيجة خطأ ساذج من إسلام جمال الذى «شد فانلة» عمرو جمال بلا داع، قبل أن يسجل مصطفى فتحى الهدف الثالث نتيجة هجمة مرتدة لُدغ منها الأهلى ثلاث مرات فى مباراة واحدة.


3- سليمان ويول.. ولعبة الموت

كان نهائى الكأس بمثابة الصراع بين اثنين من المدربين، يحكم فيه المهزوم على نفسه بالرحيل المؤكد، خاصة مؤمن سليمان كونه بلا أى رصيد لدى جماهير الزمالك، والتضحية به فى حال الهزيمة أمر هين، أما مارتن يول فبالهزيمة الأخيرة نفد رصيده عند جماهير الأهلى تماما، خاصة مع عجزه التام عن فك دفاعات الزمالك التى حركها مؤمن سليمان بعناية وأفشل دفاعه جميع هجمات الأهلى وضحك على الثعلب الهولندى العجوز الذى هاجم بلا هدف أو خطة واضحة، سوى الأجناب التى تركها له مؤمن منذ البداية، كون خط دفاع الزمالك يجيد الكرات العرضية التى أرسلها صبرى رحيل وأحمد فتحى.

مباراة نهائى الكأس تعتبر من أفضل المباريات التى لعبها صبرى رحيل منذ انضمامه للأهلى، ولعل مشاركته هى الحسنة الوحيدة لمارتن يول فى تلك المباراة، فاللعب بعلى معلول فى منطقة المدافع الأيسر كان مغامرة كبيرة، كون المحترف التونسى يجيد الأدوار الهجومية بنسبة كبيرة عن الأدوار الدفاعية وإن كان شارك فى المباراة ربما تضاعفت النتيجة لصالح الزمالك.