واشنطن بوست تتسائل كيف ستستجيب مصر للغارات الاسرائيلية على غزة؟

أخبار مصر


نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا اوردت فيه ان مراقبي مصر تساءلوا لعدة أشهر كيف سترد جماعة الاخوان المسلمين التي تحكم البلاد بعد الثورة، و المنتخبة ديمقراطيا, على هجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يقع بين البلدين. قد يعرف العالم ذلك الآن.

وأعربت جماعة الإخوان المسلمين عن تعاطفها مع الشعب الفلسطيني تحت الحصار في غزة والشك تجاه معاهدة مصر مع إسرائيل. بل هي أيضا أكثر حساسية للرأي العام المصري - الذي لا يؤيد إسرائيل اطلاقا – كما كانت حكومة حسني مبارك.

ظلت العلاقة بين مصر وإسرائيل مستقرة بوجه عام منذ الثورة المصرية، ولكن يشعر المحللين بالقلق من أن هجوم اسرائيلي على غزة قد يغير شكل العلاقات في القاهرة. حتى الآن، يقتصر القتال على صواريخ حماس والغارات الجوية الإسرائيلية، لكن أشار الجيش الإسرائيلي الي استعداده لإرسال قوات برية.

واستدعت مصر سفيرها من إسرائيل بشأن هجمات غزة، و هو ما هددت للقيام به في شهر اغسطس بسبب غارة جوية اسرائيلية أسفرت عن مقتل ثلاثة مصريين. على الرغم من الشائعات، قال مسؤولون اسرائيليون لرويترز انهم لم يستدعوا السفير الخاص بهم. ربما سيكون أفضل سيناريو هو أن التوتر الاسرائيلي المصري تصاعد, و ان مصر، ربما مع بعض الضمانات من الولايات المتحدة، تعيد العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل.

والاحتمال الآخر هو شيء أشبه باستجابة تركيا 2008 للغزو الإسرائيلي لغزة، مما أدى إلى انهيار كبير التعاون الدبلوماسي والعسكري في إسرائيل وتركيا – الذي كان قوي نسبيا في المنطقة. وتخضع تركيا، و هي ديمقراطية أيضا على نحو متزايد، لحكم الحزب الإسلامي الذي يميل الي السياسية التي انتقدت السياسات الإسرائيلية جهارا، لا سيما في قطاع غزة.

تسبب أسطول المساعدات المتجه إلى غزة في 2010 في وفاة ثمانية مواطنين أتراك وأمريكي عندما داهمت القوات الاسرائيلية من قبل. و لم يكن تراجع العلاقات الإسرائيلية التركية كارثيا بالنسبة لإسرائيل، لكنه لم يكن نبأ عظيم بالنسبة للبلد، ايضا. يبدي القادة الاتراك اهتماما في السياسة الفلسطينية، و قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انه يعتزم السفر إلى غزة.

على الرغم من ذلك, علاقة إسرائيل مع مصر فريدة من نوعها، ، و تتضمن بعض الأحكام أهمية خاصة. ليس هناك مؤشر على أن مصر تدرس رفع الحظر عن قطاع غزة، لكن فعل ذلك سيوجه على الارجح ضربة هائلة للعلاقات الإسرائيلية المصرية. إذا كان الرئيس المصري محمد مرسي يبحث عن وسيلة لتصعيد انتقاما ضد إسرائيل لضرباتها على غزة، قد يكون هذا طريقا واحدا يمكن أن يختاره للقيام بذلك.

و يكاد يكون أسوأ سيناريو هو حياد مصر عن اتفاقية كامب ديفيد، والتي بموجبها حافظت علي السلام مع إسرائيل على مدى ثلاثة عقود. و لكن هذا يبدو من غير المحتمل خاصة، بالنظر إلى أن الرئيس أوباما قد دعا مرارا وتكرارا بأن ذلك خط أحمر . تعتمد مصر بشكل كبير على المساعدات المالية الامريكية، وخاصة الآن مع تعثر اقتصادها. من الصعب أن نتصور ان تتكبد أي حكومة مصرية تلك التكاليف الباهظة لصالح سكان غزة.