"إسرائيل" تتباهى باستقطاب عقول الشباب العربي.. ومخاوف من هجرة المصريين إليها
على الرغم من العداء الإسرائيلي للعرب الذي لا يوصف، والأحداث التاريخية التي تشهد دائما على الغلّ والحقد الدفين الذي تتزعمه، للعرب وللبشرية جمعاء، إلا أنهم في ذات الوقت يهتمون بالعلم والعلماء، نظرًا لكونهم يريدون الحفاظ على دولتهم حتى وإن كانت غير شرعية، وبالتالي تراهم يعلنون دائما عن دعمهم الكافي للعلماء، حتى وإن كانوا عربا لا يهودا، ليتمكنوا بالنهاية من السيطرة الكاملة على الشباب العربي، خاصة النوابغ منهم.
"أوفير جندلمان" يتباهى بالشباب العربي في إسرائيل
من الممكن أن تكون غريبة نوعا ما، لكن هذا هو الواقع بكل ما تحمله الكلمة من مأساة، يتجسد في كلمات أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، على صفحته الشخصية بالفيسبوك، ففي أحدث كلماته أكد على سعادته الغامرة بازدياد أعداد الشباب والشابات العرب في إسرائيل قائلا: "يسرني أن أخبركم بأن عدد الشباب والشابات العرب، الذين يتطوعون في الخدمة العسكرية سجل رقما قياسيا جديدا، حيث وصل عددهم 4500 متطوعا مما يشكل ربع جميع المتطوعين".
وتابع جندلمان " الخدمة المدنية هي عبارة عن العمل الصالح للمجتمع الذي يعيش فيه المواطن، حيث يعمل المتطوع في العيادات والمستشفيات، والمدارس، ورياض الأطفال، ويكسب بذلك خبرة تساعده لاحقا في سوق العمل".
غضب عربي
هذا وقد استشاط البعض من رواد موقع التواصل الفيسبوك غضبا، ليغرقوا جندلمان بسيل من التعليقات التي أعربوا فيها عن رفضهم لهذا الأمر، متهمين الشباب الذي يذهب إلى هناك بمن يعمل لصالح إسرائيل، ويعد جاسوسا لهم، حيث ردّ عليه البعض بقوله "نزعتم القومية العربية ووعدتكم جولدا مائير، أنكم ستعيشون بسلام 50 عاما، لكن ستنتهون عما قريب".
وفي تعليق آخر قال أمجد الجميل، واصفا الشباب الذي يذهب إسرائيل قائلا: "دول شوية جواسيس ضالة، متوعدا جندلمان بالانتصار على دولته"
تحيرات من ارتفاع هجروة العقول العربية
ففي العام المنصرم 2015، ذكرت بعض الصحف، أن هناك ثلاث قرى في المنيا يفرّ شبابها إلى تل أبيب هربا من ضيق العيش، وكانت الهجرة في 3 قرى هي منهري التابعة لمركز أبو قرقاص، والبرشا ودير أبو حنس التابعتين لمركز ملوي.
كما أثير هذا الأمر أيضا في العام 2011، خاصة بعد تأكيد مركز الإحصاء الإسرائيلي في كتابه السنوي الذي يصدر عن إسرائيل كل عام باسم "الدولة العبرية"، والذي أشار فيه، إلى أن التواجد المصري وصل إلى 35 ألف مصري معظمهم متواجدون في مدن بئر سبع وحيفا ويافا، وقد حصل ما يقرب من 16 ألف مصري منهم على الجنسية.
تساؤلات ومخاوف
هذا ويتساءل الكثيرون عن مدى استقطاب إسرائيل لمزيد من الشباب العربي، لا سيما المصري خاصة في هذه الظروف المعيشية الطاحنة، ويتخوف أيضا البعض الآخر، من خطورة هؤلاء على الأمن القومي المصري.
الخطورة تتعاظم
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع، أن ظاهرة الشباب العربي وبخاصة المصري والذي يذهب إلى إسرائيل ليست بجديدة، وإنما يتم هذا عبر فترات سابقة ليست بالقليلة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن المشكلة تقع في أن هناك ازدياد كبير في الأعداد التي تذهب إلى إسرائيل، وتتضاعف بشدة، نتيجة المشكلات الحياتية التي تواجه الشباب في بلادهم الأم، فضلا عن التضييقات الكثيرة التي يتعرضون لها في بلادهم.
وبيّن أن الشباب يعدون من أهم الثروات التي تمتلكها أي دولة، معربا عن أسفه تجاه الدول التي لا تعرف قيمة الشباب لا سيما إذا كان من أهل العلم، مشددا على استثمار هؤلاء الشباب والحفاظ عليهم، حيث أنهم النور المضيء للبلاد
أساليب التضييق تجعل الشباب يفر إلى إسرائيل
وافقته أيضا الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع، التي أكدت على أن هناك مشكلات يتعرض لها الشباب في أوطانهم، تجعلهم يتركون بلادهم ليذهبون إلى بلاد الأعداء، ومنهم إسرائيل بالطبع.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن إسرائيل التي تعد من ألد أعداء العرب، تحاول الاستحواذ بشتى الطرق على الشباب العربي، بحيث تقوم باغراءه، في محاولة منها لتجعله يتناسى عداوته التاريخية تجاه إسرائيل.
ودعت الشباب العربي أن يفهم هذه الأمور جيدا، قائلة أن العتاب الأساسي يكون على الحكومات والدول العربية التي تفرط في شبابها ليذهب بالنهاية إلى دولة الاحتلال ليكون خادما لأعدائه، وجاسوسا على وطنه.
الحكومات والاهتمام بالشباب
وأوضح الدكتور أحمد عبدالله، الخبير النفسي، أن تزايد أعداد الشباب الذي يتباهى بها أوفير جندلمان على صفحته الشخصية، تعد من الأمور المشينة تماما، التي تعرض الدول العربية للإحراج.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن إسرائيل تعمد على وضع العديد من الإغراءات الكثيرة تجاه الشباب العربي، ففي ظل الحياة الصعبة التي يعيشها الشاب العربي في بلاده، هناك نموذج آخر تقدمه إسرائيل، لتقوم باستقطاب هؤلاء الشباب بما فيهم، موضحا أن هناك علاقة وطيدة بين المشكلات الحياتية وبين هروب هؤلاء الشباب إلى إسرائيل.
وأكد أن الحل تمتلكه حكومات هذه الدول، حيث لابد من الاهتمام أولا بالعلم والعلماء، بحيث لا يذهبون إلى الخارج، وتستحوذ عليهم تلك الدول، ومشاركة الشباب عامة همومهم وإعطائهم حقوقهم.