من هم ورثة الأنبياء؟
بحسب التراث الديني عند كافة الأمم والديانات، يعتبر الأنبياء من أشهر وأبرز الشخصيات التي عاشت على امتداد العصور والأوقات المختلفة، حيث إنّ هذه المعتقدات والديانات جعلت الأنبياء الكرام – عليهم الصلوات والتسليمات المباركات – على رأس الهرم البشري من ناحية الأخلاق ومن النواحي الأخرى وعلى رأسها النواحي التأثيريّة، فهم من أكثر الأشخاص الذين مرّوا على تاريخ البشرية تأثيراً في الناس على الإطلاق، وآثارهم لا زالت باقية إلى يومنا هذا، فربما تجاوز عدد أتباع هذه الديانات الثلاثة أكثر من نصف البشرية على الإطلاق. من هنا يمكن لنا أن نرى وبكل وضوح وتجلّي عظمة أنبياء الله تعالى وما استطاعوا إنجازه خلال فترات حياتهم التي مروا بها من عمر البشرية.
لقد ترك الأنبياء تركة عظيمة وهامة ولكافة أبناء هذه البشرية، ومن أهم ما تركه الأنبياء الكرام أخلاقهم الحسنة التي أهلتهم وجعلتهم قدوة لكافة أفراد البشرية على الإطلاق، ومن هنا فإنّ ورثة الأنبياء عليهم سلام الله هم أفضل الناس أخلاقاً وأفقههم في أمور الدين وبما يتماشى مع مصالح الأمة في الزمن الذي يعيشون فيه. وفي الحديث الشريف الذي ورد عن رسولنا الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم -، أخبر أن العلماء هم ورثة الأنبياء، لأن العالِم يفترض به أن يكون من أكثر الناس أخلاقاً على الإطلاق، بالإضافة إلى أنه من المفترض به أن يكون من أفقه الناس في أمور الدين أيضاً، ومن هنا فالعالم اللاأخلاقي، سيئ اللسان والتصرّفات، الفاحش، الذي ينتهك أعراض الناس وسمعتهم لأجل مصلحته الشخصيّة فهو ليس بوريث للأنبياء، إذ إنّ الأخلاق هي من أهم ما تركوا خلفهم، فالفقه يتماشى مع أحوال الأزمان والعصور، أمّا الأخلاق فهي ثابتة على مر الزمان والعصور، لهذا السبب فإنه من المفترض أن تكون الأخلاق هي العامل الأساسي الذي يتوجّب على الجميع التمسّك به على اختلاف كافة المحدّدات المختلفة بين أبناء البشر على الإطلاق.
أثر الأخلاق بين الناس يظهر وبشكل جلّي وواضح في تعاملاتهم اليومية، كما ويظهر وبشكل أكثر وضوحاَ في البيت، فالإنسان ذو الأخلاق الحسنة في المنزل هو إنسان أخلاقه حسنة أيضاً خارجه كما أخبر رسولنا الكريم – عليه الصلاة والسلام -، لهذا السبب فإنه يتوجّب على الإنسان أن يكون من أكثر الناس أخلاقاً على الإطلاق مع أهله وفي منزله كما كان الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – أكثر الناس أخلاقاً مع أهلهم وفي منازلهم، لهذا السبب فإن النشأ الجديد يجب أن يتربّى وبشكل أساسي على الأخلاق، وأن يتم إفهامه أنّ أكثر الناس تديّناً هو الأكثر أخلاقاً على الإطلاق.