شكاوي بالجملة من الوحدات الصحية ومواطنون: "خارج الخدمة".. وبرلماني:"الوضع سئ" (صور)
"البعيد عن العين..بعيد عن القلب" مثل شعبى نسمعه منذ سنوات، لكنه يتحقق على أرض الواقع، فالوحدات الصحية النائية بمحافظة كفر الشيخ، ينطبق عليها هذا المثل تمامًا فنجد المسؤولين يهتمون بالمستشفيات الواقعة بالمدن والقرى القريبة لكنهم يتركون "النائية"، مما يجعلها لا تقدم أي خدمات للمرضى.
الوحدات الصحية عبارة عن مبانى كبيرة على مساحات شاسعة ٍِوبتكلفة تصل لملايين الجنيها، ولم تكن مليارات لكنها خاوية من القوى البشرية في بعض الأحيان ومن التجهيزات الطبية والأدوية في أحيان أخرى.
- شكاوي المرضى وغياب الأطباء
شكاوي كثيرة من المرضى يشكون من عدم وجود أطباء وأدوية أو أن الوحدات الصحية بلا خدمات علاجية سوى "التطعيمات وتنظيم الأسرة ورعاية الأطفال والحوامل فقط، آلاف المرضى يضطرون للذهاب إلى عيادات الأطباء الخاصة مما يحملهم أعباء مالية كبيرة.
ولعدم تقديمها خدمات للمرضى حولتها وزارة الصحة إلى مراكز طب أسرة أو أدمان أو حميات، بعد اكتشاف عدم جدواها مما زاد من معاناة المواطن البسيط فى القرى والعزب.
وقال الشحات علي - أحد أبناء قرية تيرة محطة 5 بمركز الحامول، إن الوحدة الصحية بالقرية خاوية على عروشها،يديرها الممرضات والكتبة دون وجود الأطباء، مشبرًا إلى أن الطبيب يأتي يومين في الأسبوع فقط ويتناوب مع وحدة صحية أخرى.
- عدم وجود أدوية وتذاكر
وأضاف "علي" أن الوحدة الصحية لا تقدم خدمات للمرضى،حيث تفتح بابها من 9 صباحًا حتى 12 ظهرًا، وعندما نذهب بعد 10 صباحًا يكون الرد: "خلصنا قطع تذاكر"، موضحًا أنهم قدموا شكاوي عديدة لمدير الإدارة الصحية، لكن دون جدوى.
وأوضحت أأمال محمد - إحدى أبناء القرية، "كان زمان عندنا دكتورة محترمة وملتزمة دلوقتى مبنشوفش دكتور فى الوحدة ومبقاش فيها علاج ولا حتى الدكتور موجود، لو طفل تعب بنجري على العيادات الخاصة".
وأشارت إخلاص أحمد - إحدى أبناء قرية غرب تيرة بمركز الحامول، إلى أن الوحدة الصحية لا تقدم أي أدوية ولا يوجد بها أماكن لإجراء عمليات، إضافة إلى عدم وجود أي أدوية بها والطبيب غير متواجد سوى يومين في الأسبوع، علاوة على ضيق المكان، حيث أنها في شقة مؤجرة بعد إصدار قرار منذ أكثر من عام ونصف بإزالة مبنى الوحدة الصحية القديم وإعادة بناءه، قائلة: "الوحدات الصحية ملهاش لازمة لأن مفيش فيها خدمات ولا أدوية والأجهزة مش شغالة ولا فيها أشعة ولا تخصصات".
- تحويل الوحدات الصحية لمراكز إدمان ومستشفيات حميات
وتابع عبد الباسط أيمن - أحد أبناء مركز مطوبس، أن الوحدة الصحية بالفتح، لا يوجد بها أطباء وهم دائما "مزوغين" لعدم وجود رقابة عليهم، مشيرًا لإلى عدم وجود الشاش والقطن والسرنجات، والطبيب ليس من أبناء المركز، ولكنه مغترب ويأتي إلى الوحدة الصحية يوم واحد في الأسبوع، إضافة إلى تواجد الممرضات في الوحدة دائما يقومون بتشخيص المرضى وكتابة الأدوية لهم.
من جانبها قال الدكتورة لميس المعداوى، وكيل وزارة الصحة بكفرالشيخ، إن المحافظة بها 28 وحدة تكامل سيتم تحويلها إلى مراكز للإدمان ومستشفيات للحميات، لعدم وجود التجهيزات اللازمة لإجراء العمليات ولبعدها عن بنوك الدم وتحويلها مراكز طب أسرة وصحية لتقدم الخدمات الولية مثل التطعيمات وتنظيم الأسرة ورعاية أطفال وحوامل وعيادات خارجية، وتم إعداد خطة لتطوير هذه الوحدات وتحويلها لمستشفيات نوعية على 3 مراحل.
وأضافت "المعداوي" أن هناك 5 مستشفيات تم تحويلها في المرحلة الأولى وهي سيدي غازي تم تحويلها إلى مستشفى مركزي بعيادات متخصصة "طوارئ – أقسام داخلية – عمليات جراحية" إضافة إلى تحويل الوحدة الصحية بالحمراء كمركز للرصد البيئي بها مركز للرصد البيئي وتحويل الوحدة الصحية بمحلة دياي بمركز دسوق تم تحويلها لمركز للغسيل الكلوي لوحدة غسيل لمرضى الكلي الصناعي، وتم تحويل الوحدة الصحية بشابة بمرك دسوق تم عمل مركز للعلاج الطبيعي "خدمة العلاج الطبيعي- تنظيم الأسرة – رعاية الأمومة والطفولة – التطعيمات – عيادة ممارس عام"
- إعادة تشغيلها
وقال أحمد الطنطاوي - عضو مجلس النواب عن دائرة "دسوق -قلين" بمحافظة كفر الشيخ، إنه تم الاتفاق ما بين لجنة الصحة بمجلس النواب ووزارة الصحة على إعادة تشغيل مستشفيات التكامل التى تمثل إمكانيات مهدرة منذ تم إلغاءها بطريقة تمثل اهدارا للمال العام،حيث أهدر مليارات الجنيهات على إنشاءها ثم تحويلها لوحدات طب اسرة،مما يمثل تعديا صارخا ومتعمدًا على صحة المرضى، بشكل كان يفترض أن يترتب عليه مساءلة وعقاب لكل من شارك فى هذه الجريمة.
وأشار الطنطاوي، إلى تبنيه هذه القضية منذ الأيام الأولى لعمله بالمجلس من خلال التواصل المباشر، ومخاطبة المسؤولين التنفيذيين على كل المستويات، وكذلك من خلال إثارة تلك القضية والتركيز عليها إعلاميا أو داخل مجلس النواب، قائلًا: "سبق وتم تطبيق هذا النموذج بمركز قلين من خلال افتتاح عيادات خارجية بمستشفى شباس عمير، ثم بدأ التطبيق في مستشفى المرازقة بدائرته".