رابطة خريجي الأزهر: التطرف ظاهرة لا تختص بدين ولا ثقافة
أكد أسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، أن ظاهرة التطرف في التاريخ الإنساني والفكر البشري هو الاستثناء وليس القاعدة ولا تختص بدين ولا ثقافة ولا شعب، وعلى الرغم من ذلك فهى ظاهرة معقدة لا نستطيع أَنْ نردها لسبب واحد بل لعدة أسباب منها النفسية والأخلاقية والتعليمية والفكرية.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "تفعيل الوسطية في مواجهة التطرف" الذي يعقده فرع الرابطة بماليزيا بمقر الجامعة الإنسانية بولاية قدح، بمشاركة الفرع الرئيسي للرابطة بالقاهرة بحضور وفد ضم كلا من أسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وأحمد فوزى مدير إدارة الفروع الخارجية بالرابطة.
وأوضح، أن هذا المؤتمر يأتي في وقت بالغ الأهمية والدقة والخطورة، مما يجعل مسؤليتنا عظيمة وفاء بواجبنا الديني والوطني والإنساني لتصحيح الصورة الذهنية الخاطئة عن ديننا الحنيف، ورد شبهات المشككين فيه، والتي كان بعض المنتسبين له سببا فيها.
وأشار إلى أن الحديث اليوم عن الوسطية في مواجهة التطرف في الوقت الذي تبخل فيه كثير من المؤتمرات الدولية أن تقدم تعريفًا واضحًا جامعا مانعا -كما نعبر في الأزهر الشريف- لمصطلحات مثل التطرف والإرهاب، وقال: "نجد أنفسنا -استلهاما لتجربتنا في الأزهر الشريف- مضطرين لتوضيح حقيقة التطرف، وهل التطرف إلا تلك المحاولات الفكرية والنفسية للتأصيل للعنف البغيض أو لإيجاد مرجعية وهمية لإرغام الناس على اعتناق ما لا يريدون من المذاهب والأفكار والنظم، حتى لو أدى بهم إلى إفسادهم وإهلاكهم.
وأكد ياسين أن التطرف ظاهرة لا تختص بدين ولا ثقافة ولا شعب وأن كثيرا من المتاجرين بالمبادىء يحاولون أن يلبسوه-زورًا- ثوبا دينيا أو فلسفيا أو فكريا أو إصلاحيا.
وأضاف أن كل هذا يتطلب منا – نحن دعاة الاستقرار والسلام السائرين على طريق الأزهر الشريف ورسالته الوسطية- أَنْ نكون جميعا علي مستوي هذا التحدي الكبير، وأَنْ نواجه هذا المرض بطريقة علمية وبعمل متواصل، نهدف فيه إلى تفكيك هذه الأسباب جميعها، ثم إيجاد حلول مناسبة، ومن ثَمَّ فلا يطغى جانب من جوانب الحلِّ على جانب، بل يجب تضافر جهود دعاة الاستقرار والسلام جميعها لتقديم الحلول المتكاملة لهذه الظاهرة.