ما لا تعرفه عن مرض الشيزوفرينيا "الفصام" ومرضاه!
الشيزوفرينيا "الفصام":
هو اضطراب عقلي يصيب حوالي واحد من كل مئة شخص، وأكثر المصابين به تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة، ومع ذلك فهو من الممكن أن يبدأ في أي عمر وهو يصيب الذكور والإناث بنفس النسبة حيث تصل الإصابة به إلى 1 بالمائة من سكان العالم، ويكون أكثر في المدن منه في المناطق الريفية كما يكون أكثر بين الأقليات العرقية.
أسباب الشيزوفرينيا "الفصام":
1- الجينات:
واحد من كل عشرة أشخاص مصابين بالفصام يكون أحد والديه مصاب بالمرض، كما أن دراسات التوائم تشير إلى تأثير الجينات حيث تكون النسبة عالية في إصابة التوأم الثاني عند إصابة الأول بالفصام وذلك في التوائم التي تنشأ من بويضة واحدة، وبالنسبة للتوائم غير المتطابقة والتي تنشأ من بويضتين فتكون نسبة إصابة الثاني أقل وذلك عند المقارنة بنسبة الإصابة في التوائم المتطابقة وتكون النسبة في الإخوة غير التوائم أقل منها في التوائم، و يوضح هذا أن الفرق هو بسبب الجينات أكثر من التربية و التنشئة.
تغيير في التركيب الطبيعي التشريحي للدماغ حيث أظهرت الدراسات على أن المصاب بالمرض له حجم دماغ أقل من الصحيح غير المصاب، ونقص حجم الدماغ يكون بشكل خاص في مراكز الدماغ والذاكرة والإدراك الحسي والتفكير والتركيز إضافة إلى دلائل تشير إلى نقص في كمية النسيج العصبي أو عدم اكتمال نمو النسيج للدماغ.
حسب بعض الدراسات، فإن حوالي ثلث حالات المرض تحدث في العائلة، وبالتالي فدور الوراثة في حدوث المرض موجود كما وإن الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض يمهد لحدوث المرض في حالة توفر عوامل معينة مثل الإصابة بالعدوى من أمراض فيروسية تؤدي لتغيير في كيميائية الدماغ، أو التعرض لحادثة أو صدمة نفسية أو جسدية عنيفة، أو التعرض للإساءة الجسدية والعنف وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة.
حسب بعض نتائج الدراسات، فإن فرصة إصابة الأطفال بالمرض تزيد بنسبة 8-18% إذا كان أحد الوالدين مصابا بالمرض مقارنة بالأطفال العاديين، كما وأن هذه النسبة تزداد إلى 15-50 % إذا كان كلا الوالدين مصابا بالمرض كما وأن تبني هؤلاء الأطفال من قبل أبوين بالمرض لا تحمي الطفل من الإصابة بالمرض مما يدل على دور قوي للوراثة في الإصابة بالمرض، وبدليل الدراسات التي أجريت على الأطفال التوائم حيث أظهرت الأبحاث أن إصابة أحد التوأمين بالمرض يؤدي إلى احتمال إصابة التوأم الآخر بالمرض وبنسبة تتراوح ما بين 50-60%.
2- المخدرات والكحول:
استعمال المخدرات مثل عقار الهلوسة LSD و الامفيتمينات Amphetamine والحشيش وكذلك الكحول أحيانًا تكون مصحوبة بالفصام.
3- الإجهاد:
لوحظ أنه قبل فترة وجيزة من بداية أو زيادة الأعراض سوءا وجود صعوبات و ضغوطات في الحياة مثل حوادث السيارات، أو حالات الوفاة أو مثل صعوبات العمل أو الدراسة أو صعوبات طويلة الأمد مثل التوتر الأسري.
4- الحرمان وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة:
تشير بعض الأدلة إلى أن الحرمان وسوء المعاملة في الطفولة يمكن أن يساعد على الإصابة بالفصام، وبصورة عامة فإن كثير من المصابين بالفصام قادرون على الاستقرار والعمل ولا يذهبون إلى المستشفى و لهم علاقات دائمة. ونسبة من هؤلاء يتحسنون تماما مع الوقت ونسبة أخرى تتحسن مع بقاء بعض الأعراض والبعض يظل يعانى من أعرض مستمرة .
أعراض الشيزوفرينيا "الفصام":
1- الهلوسة:
وتحدث عندما تسمع أو تشم، أو تشعر أو ترى شيئاً ولكن في الحقيقة لا يوجد شيء حقيقي على أرض الواقع، وأكثر أنواع الهلوسة شيوعا هو سماع الأصوات وهذه الأصوات تكون بالنسبة للشخص المصاب بالفصام مثل الحقيقية تماما وهى بالنسبة له تأتى من محيطه الخارجي وهذه الأصوات قد تخاطبه وتتحدث إليه وقد تكون حوار يتحدث عنه أو هو المقصود به وهذه الأصوات قد تكون مسلية أو مزعجة وقد تحمل كلمات أو ألفاظ نابية وقد يستجيب الشخص المصاب بالفصام إلى هذه الأصوات بتنفيذ ما تطلبه منه رغم إدراكه ما في ذلك من خطأ أو إيذاء لنفسه وقد لا يستجيب ولكنه يشعر حين ذلك بالكآبة , وقد فسر العلماء والمتخصصين هذه الأصوات على أن مصدرها هو نشاط لنفس المنطقة بالمخ- والتي تفسر الأصوات القادمة من المحيط الخارجي في الشخص الطبيعي- ولكن في حالة الإصابة بالفصام تكون الإشارات الواردة لهذه المنطقة من داخل مخ الشخص المصاب وليس من المحيط الخارجي وقد اعتمدوا في تفسيرهم على رصد نشاط المخ للأشخاص المصابين . ويوجد أنواع أخري للهلوسة منها الهلوسة البصرية والتي تعنى رؤية أشياء بالعين دون وجودها , والهلاوس التي تتعلق باللمس والتي تعنى شعور الشخص بأن أحدا أو شيئا يلمسه دون وجود ذلك على أرض الواقع, وقد تكون الهلاوس متعلقة بحاسة الشم وذلك عند شم أشياء دون وجود مصدر حقيقي تنبعث منه الروائح التي يشمها المصاب بالفصام .
2- الضلالات:
وهى أن يعتقد المريض بالفصام في شيء مع الاقتناع التام به ، رغم أن هذا الاعتقاد يكون مبني على سوء فهم للأمور والأحداث , ورغم أن الآخرون يرون أن هذا الاعتقاد خاطئا وغريباً أو غير واقعي وهم لا يستطيعون في الواقع أن يناقشوا هذا الاعتقاد مع المريض . وإذا تم الاستفسار عن سبب هذا الاعتقاد تكون الإجابة ليس لها معنى أو لا يتمكن المريض أن يشرح للمستفسر شيئا مقنعا أو معقولا أو مقبولا ومع هذا يظل المريض بالفصام يبدى أن ما يعتقده هو الحقيقة. وقد تبدأ الضلالات فجأة أو قد يشعر المريض بالفصام أن هناك شيء غريب يحدث ، إلا أنه لا يستطيع أن يفهمه أو يفسره. وقد تحدث الضلالات عندما يحاول الشخص الذي يعانى من الفصام فهم أو تفسير الهلاوس التي يعاني منها. فمثلا إذا كان يسمع أصوات تتعلق بما يقوم به ، فيفسر هذا بتوهم أنه مراقب من جهات أمنية مثلاً . ومن الضلالات ضلالات الاضطهاد , والتي تكون مزعجة للمريض و للأشخاص الذين يعتقد بأنهم يضطهدونه فمثلا من تفاصيل و أحداث بسيطة في الحياة اليومية لا علاقة لها بالجنس أو الخيانة قد يعتقد الشخص الذي يعانى من الفصام أنها دلالة على أن شريكه في الحياة غير مخلص، ينما الأشخاص الآخرين يعتبرون هذه التفاصيل والأحداث طبيعية ولا تدعو للشك .وقد يعتقد أن الجيران يستخدمون مؤثرات أو أجهزة للتسلط أو السيطرة عليه .
ومن الضلالات أيضا ضلالات المرجعية والتي عند حدوثها يفسر المريض الأحداث اليومية والطبيعية التي تدور حوله بأنه المعنى بها , أو أنها مرتبطة به. فمثلا يعتقد أن الإذاعة أو التلفزيون تبث برامج عنه. و هذه الضلالات لا يناقشها المريض مع الآخرين لأنه يعتقد أنهم لن يفهموها. وقد تؤثر الضلالات على تصرفات الشخص فإذا كان يظن أن الآخرين يحاولون أن يؤذوه أو يضايقوه ، فسوف يحاول أن يبتعد عنهم ، وأحيانا قد يشعر أنه يرغب في الانتقام منهم .
3- اضطراب الفكر:
يجد المريض صعوبة في التركيز, فلا يستطيع قراءة مقالة في صحيفة أو مشاهدة برنامج تلفزيوني إلى نهايته أو متابعة الدراسة أو التركيز في العمل , وتكون أفكاره مشوشة وينتقل من فكرة إلى فكرة دون وجود أي صلة واضحة بينهما. وقد لا يمكنه أن يتذكر ما يريد التفكير به أصلا و يصف بعض المخالطين لهم أفكارهم بأنها “مبهمة” أو “مشوشة” ويكون من الصعب عليهم أن يفهموه.
يشعر المريض بأنه مُسيطر عليه فيشعر أن أفكاره هي ليست له بل أن شخصا آخر قد وضعها في عقله . ويشعر أن جسمه مُسيطر عليه وكأنه رجل آلي والبعض من المرضى يفسر ذلك بأن جهازا مسلطا عليه وأشخاص آخرين يفسرها بالسحر، والأرواح ، أو الشيطان.
4- الأعراض السلبية:
وتكون أقل وضوحا من الأعراض السابق ذكرها ومنها زوال الاهتمام بالحياة وزوال العواطف و صعوبة التحمس لشيء , وفقدان القدرة على التركيز و عدم الرغبة حتى في الخروج من المنزل وصعوبة العناية بنفسه وبملابسه أو ترتيب غرفته و البيت وعدم الارتياح مع الناس والشعور بعدم وجود شيء يمكن التحدث به أو قوله .
5- فقدان البصيرة:
يشعر المريض أن الجميع على خطأ ، وأنهم لا يمكنهم فهمه كما يشعر بفقد السيطرة على كل حياته.
ومن الجدير بالذكر أنه في مريض الفصام لا تظهر كل الأعراض مجتمعة فقد يعانى من الهلاوس ويكون تفكيره غير مشوش وقد يكون لديه ضلالات ولكن لا تظهر عليه الأعراض السلبية وقد يكون لديه الأعراض السلبية فقط.