حقيقة تهديد مشروع ممر النقل الدولي "الروسي الإيراني" لقناة السويس

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مظلوم: الممر الجنوبي لا يمثل أي خطورة على مصر

الدمرداش: المروع لم يؤثر على الممرات الدولية

خضير: مشروع روسيا وإيران ليس له تداعيات سلبية على قناة السويس


سعت روسيا في السنوات الماضية بأن يكون لها موضع قدم في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما عقب أن فرضت الهيمنة الأمريكية سطوتها على المنطقة، فخطت لاستراتيجية لتطوير تعاونها مع كل من إيران والهند وتوسيع علاقاتها التجارية بالمنطقة، فشاركت البلدين في إنشاء طريق تجارة جديد، بديل عن قناة السويس، ولكن أكد المختصين بهذا الشأن أن لا خطورة على القناة من إنشاء "الممر الجنوبي"، وليس له تداعيات سلبية على الاقتصاد المصري.

 

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا وإيران وأذربيجان يخططون لإنشاء طريق تجارة جديد بديل عن قناة السويس، وهو ما قد يمثّل ثورة لنقل البضائع العالمية.

 

وكشف "بوتين" في مقابلة مع وكالة أذرية "أذر تاك"، يوم الجمعة أن المحادثات الثلاثية، التي ستعقد في "باكو" اليوم "الاثنين" مع نظيريه الإيراني والأذري، ستركّز على بناء المشروع الواعد لممر النقل الدولي "شمال- جنوب" بطول 7200 كيلو متر، مضيفاً أن الطريق يربط بين شمال أوروبا بالهند، ودول الخليج عبر إيران، وروسيا وأذربيجان.

ورصدت "الفجر"، آراء بعض المختصين حول هذه القضية الشائكة في السطور التالية.


لا يمثل خطورة

من جانبه قال اللواء جمال مظلوم، مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، إن التحالف" الروسي الإيراني" المختص بإنشاء طريق تجاري لا يمثل أي خطورة على مصر، لاسيما على قناة السويس نظرًا لأن الجانبي الروسي والإيراني لديهما مشاريع تجارية مشتركة.


وأوضح "مظلوم"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الممر الجنوبي بين الهند وإيران والممتد إلى روسيا عن طريق البر والبحر، يعتبر مسألة اقتصادية للبلدين التي تسمح بتمرير البضائع، والسلع إلى بحر "كاسبايان" ومنه إلى روسيا وأوروبا، وبالطبع هذا طريق مختلف تماما عن قناة السويس، مستبعدًا تأثيره على القناة، مؤكدًا أن الممر ليس بجديد فهو من العام الماضي، ولم نلاحظ أي تأثير سلبي على القناة.


وعن تشكيل قوة تحالف ضد مصر من قبيل الجانبي الروسي والإيراني، لاسيما وأن العلاقات "الإيرانية  المصرية" منقطعة، أكد "مظلوم"، أن هذا الأمر مستعبد، لافتًا إلى أن العلاقات "الروسية_المصرية" قوية جدًا ولا يمثل التحالف خطورة، ومشيرًا أنه كان ممكن عقب اسقاط الطائرة الروسي تتأثر العلاقات وبالرغم من ذلك لن تتأثر.

 

 لا يؤثر على الممرات الدولية

في ذات السياق قال شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خطة روسيا وإيران بإنشاء طريق تجارة جديد لنقل البضائع العالمية ليس جديد على مستوى الدول ولا يؤثر على الممرات الدولية.

 

وأضاف أن الدول المختلفة وليست روسيا وإيران فقط لديها ممرات يمكن تفعيل التجارة من خلالها في حال تطلب الأمر ذلك.

وبسؤاله عن ما إذا كان هذا الطريق سيؤثر على دخل قناة السويس وخاصة مع التشكيك في إن مشروع القناة الجديدة لم يحقق مكاسب بالشكل المطلوب، أوضح "الدمرداش"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"،  أن مشروع محور قناة السويس لن تظهر ثماره الآن، مشيراً إلى أنه مشروع استراتيجي متوسط المدى لن تظهر نتائجه إلا من ثلاث إلى سبع سنوات.

 

وأشار الدمرداش إلى أن حركة التجارة العالمية مؤثرة على العالم أجمع، مضيفاً أن مشكلة الاقتصاد المصري تتركز في الإدارة الفاشلة والعمالة غير الماهرة ووجود الفساد.

 

وأردف قائلاً: "يعني لو عملوا الطريق نعمل إيه، خلينا في المشاكل الاقتصادية الموجودة عندنا ".

 

ليس له تداعيات سلبية على قناة السويس

وعلى جانب آخر قال الدكتور محسن خضير، الخبير المصرفي إنه لابد قبل التحدث عن طريق جديد بين روسيا وإيران يجب دراسته جغرافيا ومعرفة الفروق بين الطرق البرية والبحرية والجوية، مشيراً إلى أن هناك علاقات وارتباطات بين الدول الصديقة.


وأضاف "خضير"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن إيران حدودها كبيرة ومتسعة وترتبط اقتصاديا بالعديد من الدول وليست روسيا فحسب، مشيرًا إلى أنه من الصعب أن يؤثر الطريق الجديد على قناة السويس، مشددًا على ضرورة أنه النظر إلى تجارة الغد .

 

هذا وقد وقعت كلًا من "روسيا، وإيران، والهند" في سانت بطرسبورغ خلال شهر مايو من عام 2015، على اتفاقية ثلاثية تتعلق بالممر الجنوبي، حيث قام وزير النقل الإيراني، أحمد خورام، مع نظرائه الهندي والروسي، بتوقيع الاتفاقية بحضور مسؤولي النقل في كل من دول البحرين وروسيا البيضاء (بيلاروسيا) وكازاخستان وفنلندا، بصفة مراقبين على مراسم التوقيع.


وتعد هذه البلدان، بالإضافة إلى أذربيجان, من أكثر الدول المهتمة بالانضمام إلى اتفاقية الممر التجاري الموقع بين الدول الثلاثة، حيث عبرت الدول التي اجتمعت في سانت بطرسبورغ، عن أملها في أن تزيد هذه الاتفاقية حجم التبادل التجاري فيما بينها.