المشهد الأخير في جنازة "زويل": حشد جماهيري من طلابه ومحبيه (فيديو)
"أحمد زويل" المصري صاحب السبعين عاماً، والذي خاض غمار البحث العلمي مبكراً، مكتشف الفيمتوثانية، ومستحق جائزة نوبل عن جدارة، وأحد من ساهموا في رفع إسم مصر خفاقاً عالياً، هو والأديب العالمي نجيب محفوظ، والرئيس الراحل محمد أنور السادات.
عاد إلي مصر في أوائل الألفية الجديدة، وكله أمل أن يصنع لمصر شيئاً، فوجد معامل الجامعة الرسمية مغلقة في وجهه، لم يعتني أحد بإنجازه، فالبحث العلمي في مصر لا زال يحبو، فرجع من حيث جاء ليستفد من علمه من يستطيع، علي أمل أن يصل إنجازه إلي بلاده في يوم ما.
أما عودته الثانية.. فكانت بحلم وأمل جديدين، وهو بناء مدينة علمية، مدينة تعمل علي تنشئة جيل جديد من الباحثين، جيل يرقي بالابتكار العلمي، ويضع مصر في وضعها الذي تستحق، إلا أن العراقيل كانت تنتظره هو وفريق عمله، وتعثر مشروع "مدينة زويل"، بين البيروقراطية الحكومية من جانب، وبين ضعف التمويل المادي من جانب آخر.
ثم كانت عودته الثالثة.. عودة بلا رجعة أخرى، محمولاً فوق الأعناق، حيث لم تعد الأحلام تسكن جسده المثجى والملفوف بعلم الوطن، ولكنها أصحبت تسكن في عقول وقلوب مريديه، فكان المشهد الأخير من جنازة العالم الجليل هو الحشد الجماهيري من طلابه ومحبيه من أبناء مصر.
رحلة طويلة، ومراحل عدة ونهاية مفاجئة لرجل فوق العادة، ترك وراءه إرثاً علمياً وإنسانياً، يبغي أنه يستكمله الجميع، ليس فقط وفاءً لذكري الرجل، ولكن كي تنهض بلاده كما كان يحب ويحلم.