انفراد.. إسقاط "مبارك" من كتب الثانوية العامة: استعطف الشعب.. وخبراء: التاريخ لا ينسى
حصلت "الفجر" على نسخة من كتب التاريخ الجديدة للعام الدراسى2016 / 2017، حيث قامت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بإضافة بعض التفاصيل فى كتب التاريخ للصف الثالث الثانوي، وإلغاء بعض الشخصيات الهامة من التاريخ وإظهار البعض الآخر، والعمل على محو شخصياتهم وتاريخهم وأعمالهم الوطنية نهائيًا، وكان على رأس هؤلاء الرئيس الأسبق "محمد حسنى مبارك".
"تاريخ مصر والعرب الحديث".. كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوى الجديد، سرد تفاصيل حرب أكتوبر وثورتي 25 يناير و30 يونيو، تحدث عن تفاصيل حرب أكتوبر وإعادة بناء القوات المسلحة وعودة الثقة للجنود، ومرحلة الصمود وحرب الاستنزاف وهو التعبير الذى أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر فى العمليات العسكرية.
شمل الفصل السابع فى كتاب التاريخ جميع الشخصيات المشاركة فى حرب أكتوبر وعلى رأسهم الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، بالإضافة إلى دور المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية وقائد القوات المسلحة إبان حرب أكتوبر 1973، بالإضافة إلى دور الرئيس محمد أنور السادات وسعد الدين الشاذلى الذى تم وصفه فى الكتاب بأنه الرأس المدبر للهجوم المصرى الناجح على خط بارليف.
على الجانب الآخر، أغفل الكتاب سيرة الرئيس محمد حسنى مبارك نهائيا من حيث الفقرات التى تتحدث عن مراحل حرب أكتوبر أو الشخصيات التاريخية الخاصة بها، ولم يذكر الرئيس السابق سواء بحرف أو صورة مثله مثل الرؤساء السابقين فقد تم محوه نهائيا من تفاصيل حرب أكتوبر.
أما فى الفصل الثامن لكتاب التاريخ الجديد، تم سرد تفاصيل ثورة 25 يناير، وكذلك ثورة 30 يونيو، وأكد الكتاب أن محمد حسنى مبارك كان يستعطف الشعب حتى يبقى فى مكانه، حيث جاء بالكتاب نصا فى صفحة 151 كالتالي :"تسارعت الأحداث وأصر مبارك على البقاء وأصدر بيانا صحفيا يحاول من خلاله استدرار العطف عليه ولكن قد تنحى عن الحكم بعد 18يوما من الثورة ".
تحدث الفصل الثامن أيضا خلال ثورة 25 يناير، عن تزوير انتخابات مجلس الشعب التى أدت إلى الثورة والتى أجريت فى 2010 لصالح الحزب الوطني.
وتحدث الكتاب أيضا عن الحكومات الانتقالية التى كانت تأتى لتسيير الأعمال والتى تدل على أن البلاد كانت تمر بحالة من عدم الاستقرار.
أما عن محمد مرسى الرئيس المعزول، ذكر كتاب التاريخ إن فترة حكمه تتلخص فى سوء إدارة شؤون البلاد بصفة عامة والاقتصاد بصفة خاصة، وارتفاع ديوان مصر الخارجية وزيادة معدل التضخم وارتفاع الأسعار .
وفى نهاية كتاب التاريخ، سرد تفاصيل عن صدور دستور جديد فى يناير2014 بعد الاستفتاء عليه، وبناء عليه جرت انتخابات الرئاسة على مدى ثلاث أيام بين مرشحين اثنين فقط وهما المشير عبد الفتاح السيسى بعد تقديم استقالته من وزارة الدفاع وحمدين صباحى، وبعدها تم الإعلان عن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسى بالرئاسة.
واختتم كتاب التاريخ بفقرة: "وبهذا بدأت صفحة جديدة فى تاريخ مصر الحديث بعد ثورتين متتاليتين ووضعت مصر على الطريق الصحيح لتطبيق الديمقراطية وتغليب مصالح الشعب وتحقيق التقدم والنماء والرفاهية".
وقال خبراء بالتربية والتعليم، إن الكتاب عمل على إخفاء مجهودات مبارك من التاريخ وتجنى عليه، وأوضح طارق نور الدين خبير بالتربية والتعليم ومعاون وزير التعليم الأسبق، أن الوزارة تعتبر تنقية وتحديث المناهج عبارة عن حذف وإضافة فقط وهذا غير صحيح فلابد وأن نراعى تطور العصر من حولنا ومناسبة المناهج لعقليات الطلاب خاصة في عصر التكنولوجيا والانترنت مع الوسطية في تنفيذ سياسات الدولة دون محاباة لأحد خاصة في مناهج التاريخ.
وأضاف نور الدين فى تصريح خاص لـ"الفجر"، أنه من الطبيعي أن لا يجوز حذف أعمال مبارك فى الـ30 عاما الماضية، حتى وإن كانت أعمالا سيئة لا تلبى طموحات الشعب، لأن التاريخ لا ينسى الأشخاص حتى إن كانوا سيئين والتاريخ يكتب ما لهم وما عليهم.