3 تبرعات يطلبها "السيسي" من المصريين.. وخبراء: "اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع"
في الوقت الذي تعاني فيه الدولة والحكومة مُر المعاناة في توفير التدابير المالية، للوفاء باحتياجات المواطنين الذين اشتكوا من غلاء الأسعار، طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، خلال حفل الاحتفال بالذكرى الأولي لقناة السويس الجديدة بالتبرع لاستكمال مشروع جامعة زويل، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي طالب فيها السيسي من الشعب بالتبرع من أجل مصر.
وخلال التقرير التالي ترصد "الفجر"، بالتواريخ المرات التي طالب فيها الرئيس من المصريين بالتبرع، حيث أكد خبراء علوم سياسية أن دعوة الرئيس السيسي لن تلقي قبولًا من المصريين بسبب الأزمة المالية الطاحنة التي تعيشها البلاد والتي أدت لارتفاع الاسعار.
صندوق "تحيا مصر"
البداية كانت في يوم 24 يونيو 2014 عندما أعلن الرئيس السيسي عن تنازله عن نصف راتبه البالغ 42 ألف جنيه، وكذلك عن نصف ما يمتلكه من ثروة لصالح مصر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها، مطالباً المصريين ببذل الجهد والتكاتف خلال هذه المرحلة.
وخلال الأول من يوليو 2014 أعلنت رئاسة الجمهورية عن تدشين صندوق "تحيا مصر" تفعيلًا للمبادرة التي سبق وأن أعلنها الرئيس بإنشاء صندوق لدعم الاقتصاد، وأصدرت الرئاسة بيانًا قالت فيه: إن ذلك يأتي تقديرًا للحظات الدقيقة التي يمر بها الوطن، وما يصاحبها من ظروف اقتصادية واجتماعية، حيث تم إنشاء حساب بالبنك المركزي تحت رقم 037037 لتلقي مساهمات المصريين في الداخل والخارج بجميع البنوك المصرية لحساب الصندوق، كما أصبح الصندوق تحت الإشراف المباشر من رئيس الجمهورية.
"صّبح على مصر بجنيه"
وفي يوم الأربعاء, 24 فبراير 2016، طالب السيسي، خلال كلمته في مؤتمر "رؤية مصر 2030"، من المصريين التبرع لصندوق تحيا مصر قائلا: "كل يوم هناك 10 مليون من 90 مليون مواطن معاهم موبايل يصبحوا على مصر بجنيه هانجمع 10 مليون جنيه في اليوم، يعني 300 مليون في الشهر يعني 4 مليار في السنة".
التبرع لجامعة زويل
وخلال الاحتفال بالذكري الأولى لافتتاح قناة السويس الجديدة قام السيسي بالوقوف دقيقة حداد ، على روح الراحل أحمد زويل، مؤكدًا أنه بفقد زويل تفقد مصر عالمًا جليلًا مشيرًا إلى أنه يتابع مشروع جامعة زويل وأنها تتكلف 4 مليون جنيه، ليطالب المصريين بالتبرع لإنشاء مشروع جامعة زويل من خلال صندوق " تحيا مصر" باسم "زويل" كما طالب القوات المسلحة بتولي مشروع الجامعة.
الدعوة لن تلقي قبولًا
في هذا السياق رأى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن دعوة الرئيس السيسي، لن تلقي نفس القبول من المواطنين مثلما لاقت من قبل، بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار، وضيق العيش الذي يشتكي منه جميع أطياف الشعب.
وتابع "نافعة"، بأن الحماس الذي دفع المصريين للتبرع لتلبيه دعوة السيسي عند البدء في قناة السويس الجديدة غير متواجد الآن بعدما عجزت الدولة عن تنفيذ وعودها كما أن قناة السويس لم تأتي بالدخل المتوقع والذي أعلن عنه المسؤولين آنذاك، كما أن أموال الشعب ذهبت في الاستثمارات السابقة لقناة السويس كما أعلنت بعض البنوك عن عدم وجود ودائع للمصرين بها مثل قبل عامين.
الأمر يختلف
الأمر الذي أكده الدكتور عمرو هاشم ربيع، مدير وحدة النظام السياسي بالأهرام، حيث قال إن الأمر يختلف كثيرًا هذه المرة، لأن الظروف الاقتصادية والسياسية التي تضرب مصر الآن لن تسمح للشعب الغاضب من الحكومة بعدما ارتفعت أسعار كل السلع تقريبًا، كما أن المواطنين الذين صرفوا جميع مدخراتهم خلال شهر رمضان وعيد الفطر ويقبلون على عيد الأضحى لن يهتموا بجامعة الراحل "زويل"، سوف يقولون "اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع"، على حد وصفة.
وتابع "ربيع" أنه عندما قام المصريين بتلبيه دعوة الرئيس والتبرع لصندوق "تحيا مصر"، من أجل قناة السويس الجديدة كانت لديهم نظرة بأن القناة ملك لكل الشعب وبهذا هم يدفعون لمشروعهم الخاص، ولكن جامعة زويل والتي لا يعرفها عامة الشعب المصري من سيهتم بالتبرع لها.