مجلة أمريكية: اتفاق بين بوتين وأردوغان لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط

عربي ودولي

بوتين وأردوغان
بوتين وأردوغان

أشارت مجلة "بيزنس انسايدر" الأمريكية، إلى مساعي عقد اتفاق شامل وطويل الأمد بين رئيس تركيا "رجب أردوغان" وصديقه القديم الروسي "فلاديمير بوتين"، وفي ضوء لقاء يجمع بين الزعيمين 9 أغسطس بموسكو.

 

ويأتي ذلك وسط مساعي الأول لتعزيز قبضته على السلطة بعد الانقلاب الفاشل الأخير في 15 يوليو، ورغبة موسكو احتضان أنقرة لاتخاذ موقف مشترك معادي للغرب ووإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية بالمنطقة.

 

ورغم التوترات الأخيرة بين الجانبين على خلفية إسقاط مقاتلة روسية على حدود سوريا من جانب تركيا 24 نوفمبر الماضي، إلاّ أنه سرعان ما تلاشت تلك الخلافات بإعلان المصالحة وفك قيود االسفر والتجارة، كما أبرزت المجلةاالأمريكية الدور البارز لروسيا في الوقوف بجانب تركيا خلال محاولة الانقلاب الأخيرة، بخلاف دول أخرى، حسبما ذكرت الخارجية التركية.

 

كما أشارت "بيزنس انسايدر" إلى أن بوتين يسعى أيضاً لتقليل نفوذ حلف الناتو وأوروبا عبر إغراء حليفتهم تركيا، التي تقتسم مع روسيا وجود رئيس متسلط، وانتهازي ولديه طموحات إقليمية.

 

 

كما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى تراجع التدخل التركي بالحرب الروسية بعد أن كانت تدعم المعارضة السورية بالسلاح، وسط مزاعم حول إعلان مصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقيام أردوغان بتطهير جيشه بعد الانقلاب.

 

وكشف مدير مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن "جونول تول" أن الجنرالات الأتراك الذين قادوا السياسة "التركية السورية" وحول أكراد سوريا، يقبعون بالسجن الأن، مما يشير إلى تغيّر أولويات السياسة الخارجية التركية وبعد وقوع 14 هجموماً إرهابياً بتركيا في أقل من عام.

 

كما لفتت المجلة الأمريكية إلى أن تصريحات رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدريم" قبل الانقلاب الفاشل بيومين حول التقارب مع النظام السوري يعكس التطورات الحالية.

 

وحذّر تقرير لوكالة "رويترز"، مؤخراً من إعلان روسيا وتركيا إحياء خطط مشروع خط الغاز الطبيعي"تورك ستريم"، والذي يربط بين البلدين، ةأثار قلق الغرب، حيث يراه مشروعاً يعزز من قبضة موسكو.

 

ويخشى مسؤولو أوروبا من أن ذلك المشروع قد يمتد عبر طريق أوكرانيا، التي تمدّ الغاز لأوروبا، وبالتالي يزيد من احتكار روسيا لصادرات الغاز من خلال شركة "جازبروم"، وقطع الطريق على الإمدادات البديلة عبر قبرص.

 

وصرّح مسؤول أوروبي بأن  علاقة الصداقة بين روسيا وتركيا مؤخراً قد تصبح أزمة، إذا حاولت موسكو استبدال تركيا بطريق أوكرانيا لإمدادات الغاز، لافتاً إلى أن ذلك المشروع يفيد تركيا بحصولها على الغاز الرخيص من روسيا، لكنه مشكلة كبيرة لأوروبا.

 

 

وحول اهتمام موسكو بتحسين العلاقات مع أنقرة، قال خبراء إنه إذا كانت سوريا مهمة بالنسبة لروسيا، فإن تركيا أكثر أهمية، ولا يمكن التضحية بتركيا من أجل إرضاء الأسد وحزب الله، كما يمثل بالنسبة لأردوغان فرصة وجودية ونفوذ بالمنطقة.