المدير الإقليمي لصحيفة "زمان" التركية في حوار خاص لـ"الفجر": "أردوغان" لن يستمر في الحكم أكثر من عام
تصوير// بلال أحمد - عثمان جمال
تورغوت أوغلو: أردوغان صادر صحيفة الزمان بعد محاربتنا فساده
أوغلو: الإنقلاب "مسرحية".. وأردوغان يدعم "داعش" بالأموال والأسلحة
أوغلو: على مصر ألا تقبل التصالح مع الحكومة التركية
مدير صحيفة "زمان": أردوغان يدعم "الإخوان" لأنه يطمح أن يكون خليفة للمسلمين
تحدث "تورغوت أوغلو" المدير الإقليمي لصحيفة "زمان" التركية في مصر، في حوار خاص إلى صحيفة "الفجر"، عن الوضع الحالي لصحفيي الجريدة وتأثير محاولة الإنقلاب الفاشلة على البلاد وتراجع الديمقراطية وعلاقة أردوغان بتنظيم "داعش" الإرهابي ودعمه لهم.
أكد أوغلو أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أحكم قبضته على الصحافة في تركيا بمصادرة آخر قلعة لحرية الصحافة في البلاد صحيفة "زمان" الأكثر مبيعا في تركيا والتي كان يباع منها مليون نسخة يوميا، مضيفا منذ ذلك الوقت يحاول أردوغان فرض غرامات مالية او منح أموال لإسكات معارضيه وإخضاع وسائل الإعلام الأخرى لتوجيهاته، وهو ما رفضه صحفيي "زمان" معلنين استعدادهم للدفاع حتى آخر نفس عن حرية الصحافة.
نستعرض معكم نص الحوار فيما يلي:
-بصفتكم المدير الإقليمي لصحيفة "زمان" التركية في مصر حدثنا عنها؟ ولماذا
يمارس أردوغان الضغوط عليها وعلى صحفييها؟
صحيفة "زمان" هي صحيفة مستقلة، وﻻ يوجد في تركيا أي صحف تابعة أو مملوكة للدولة، كما هو الحال بمصر، وتعتبر صحيفة "زمان" أول وأكبر مبني "تكنولوجي" في تركيا، وهي الصحيفة اﻷكثر انتشار واﻷكثر مبيعا حول العالم وفي تركيا، حيث كان يباع منها مليون نسخة يوميا قبل مصادرتها، ولكن الآن يباع منها حوالي 3 آلاف نسخة فقط وهي نسبة ضئيلة بالمقارنة، وهي مؤسسة إعلامية كبرى تضم العديد من الصحف والمجلات ويعمل بها أكثر من 1500 شخص، وأظن أن أردوغان حاول السيطرة عليها لأن كل ما يهمه هو المكسب المالي الكبير من ورائها.
وفي بعض الأحيان كانت تصلنا وثائق ومستندات عن قضايا فساد لأفراد في الحكومة لم نقم بنشرها خوفا على المصلحة العامة وعدم إثارة البلبلة أو الشائعات وكنا نتواصل مع الحكومة لإصلاح الأمور وكان أردوغان يعدنا بحل المشكلة ومعاقبة المتهمين ولكن فوجنا به يقوم بترقيتهم وإعطائهم مناصب عليا في الدولة.
-ما الأسباب الحقيقية وراء مصادرة الرئيس التركي للجريدة؟
نحن لم نكن صحيفة معارضة لأردوغان في الأصل، و 80% من الإعلام لم يكن معارضة، ولكن بعد تفشي الفساد والإسلام السياسي والإرهاب و تدخله في سياسات الشعوب الأخرى جعلتنا نعارضه ونكتب ضده، و بعض قضايا الفساد التي كشفتها الصحيفة هي التي أدت لمصادرتها لأنها كانت تكشف الحقائق، كما حدث في قضية تورط بلال ابن أردوغان في بيع أراضي تابعة للدولة في اسطنبول باستغلال نفوذ والده.
وكانت هناك تسريبات اتصاﻻت عديدة بين أردوغان وأبنه بلال بشأن قضايا فساد كثيرة منها على سبيل المثال ارتباط اسم أردوغان بملفات الفساد في تركيا وأشهرها قضايا الفساد التي تورط فيها بلال أردوغان نجل الرئيس التركي، وفي إحد الإتصالات طلب أردوغان من إبنه أن يحصل له على نسبة 10 % من السعر وعندما حادثه بلال بتقليل السعر إظلى 1% فقط، رفض أردوغان وطلب من ابنه عدم القبول إذا لم يدفع رجال الأعمال النسبة كاملة، أردوغان كان يأخذ الأموال لشخصه وليس للدولة وكان يبيع بدون أوراق.
وهناك تسريب آخر عام 2013 حينما قامت الشرطة بالقبض على بعض من أبناء الوزراء المتهمين في قضايا فساد أتصل وقتها بلال بأردوغان ليعبر عن قلقه فيطلب منه أردوغان التصرف في الأموال التي بحوزته والتي تبلغ 30 مليون يورو وتوزيعها على الأقارب والمعارف.
-هل صحيفة "زمان" التركية تابعة لرجل الدين فتح الله جولن وبحركة
"حزمت"؟ ولماذا لم يدخل "جولن" معترك السياسة؟
موضوع أن صحيفة "زمان" التركية تابعة لرجل الدين فتح الله جولن وحركة "حزمت" فهذا غير صحيح، هي تابعه لفكره وليس لشخصه، فهو مفكر عالمي ورجل دين وكان منذ 50 سنة واﻷن عمره 80 عاما، خلال هذه السنوات لم يصرح وﻻ مرة بتدخله في السياسة ﻻ من قريب أو من بعيد، وإذا حدث أنه يريد السلطة التركية أو الحكومة التركية، فكانت له فرصة قوية جدا من 2003 إلى 2013، لكنه فضل البعد عن السياسة ﻷنه زعيم جماعة إسلامية وﻻ يريد أن يخلط الدين بالسياسة، وحركته حركة اجتماعية تشمل 173 دولة، أنشأ بها مدارس تعليمية ومراكز ثقافية تابعة له ويدرس بها طلاب من مختلف اﻷديان وﻻ تقتصر على
المسلمين فقط، ورسالة محمد فتح الله جولن تتمثل في "تقبل اﻷخر وكيف نتعايش مع العالم".
وصحيفة "زمان" تتبنى مبادئ رجل الدين جولن وﻻ تؤيد شخصه، وكانت بداية عمل جولن بمشاريع المدراس عام 1987 تقريبا، وكان رد فعل أردوغان وقتها على ذلك أنه اتهم جولن بالكفر لفتحه مدارس تكنولوجية في الدول الغربية، وأنا شخصيا ﻻ أعرف جولن ولم أقابله وجها لوجه، ونحن لنا زملاء عديدين ينتمون لداعش والحركات المتشددة والمتطرفة، ويتخذون من أي معارض لهم على أنه كافر ومرتد عن اﻹسلام.
وجولن يعتمد على كوادر ناجحة في عمله ومشاريعه الخارجية سواء في اﻹعلام أو المدارس منهم الليبراليون والعلمانيون والشيوعيون، ولكن أردوغان يهاجم صحيفة "زمان" وصحفييها رغم ذلك ولعل أخر عمليات اضطهاده هي اعتقال 47 صحفيا من الصحيفة اﻻربعاء الماضي رغم أن منهم اﻷدباء والشعراء والعلمانيون والليبراليون والشيوعيون وليسوا تابعين لحركة جولن.
-أردوغان يتهم فتح الله جولن بأنه زعيم اﻹنقلاب الفاشل.. لماذا؟ وما
رأيكم في اﻹنقلاب ؟
أوﻻ ماحدث لا يسمى باﻹنقلاب، هو بدأ الساعة العاشرة مساء وهنا أتسائل كيف ينجح أي إنقلاب يحدث في هذه الساعة؟ قرأنا أن اﻹنقلابات ﻻبد أن تكون في ساعة متأخرة من الليل حتى يتم السيطرة بشكل تام على جميع المؤسسات الحكومية، فهذا ليس إنقلاب إنه "مسرحية"، وفي أول يوم بعد الانقلاب، قام أردوغان بعزل 2745 شخص من القضاء، كيف أعد هذه القائمة في ليلة؟، وبعد 4 أيام قام بإقصاء 70 ألف شخص من مختلف الهئيات والمؤسسات، كيف يجهز أسماء 70 ألف شخص كيف يعرفهم، وفي واقعة أخرى أمرت الشرطة بالقبض على رجل معارض بتهمة المشاركة في الإنقلاب وعندما ذهبوا إلى منزله قابلتهم زوجته وأبلغوها بأمر الضبط، إلا أنها أخبرتهم أن زوجها متوفي منذ شهرين مما يؤكد أن هذا الأمر تم الإعداد له منذ فترة كبيرة وما هو إلا إنقلاب مزعوم.
-بعض الصحف العالمية رأت أن الإنقلاب أنه كان مُخطط من قبل أردوغان لإحكام سيطرته على البلاد واستدلت بذلك على إعلان الجيش تحديدهم لطائرة الرئيس لكنهم لم يقوموا بإطلاق للنار، هل تؤيد أن الأمر برمته مسرحية ليس أكثر؟
أوﻻ عدد الجيش التركي 600 ألف، وقد قام باﻹنقلاب 2400 فقط منهم، ومن بينهم 1500 من الجنود العاديين حيث قال الجنود "إن القيادات هي من أصدر اﻷوامر لهم بالنزول إلى الشوارع والميادين كتدريب"، وأن عدد دبابات الجيش التركي 4000 دبابة نزل منهم يوم اﻹنقلاب 9 فقط، وعدد الطائرات الحربية 1000 طائرة نزل منهم 7.
وقد أعلن الجيش التركي أن عدد اﻹنقلابيين من الجيش 8000، بإشتراك 34 طائرة حربية، فهل من المعقول أن هذا العدد يسيطر على البلاد؟، فعندما يحدث أي إنقلاب يبدأ بالسيطر على الرئيس ثم رئيس الوزراء ثم باقي المسؤولين في البلاد، فما حدث عكس ذلك بدأ اﻹنقلابيين في تركيا بمضيق وجسر البسفور باسطنبول وهي ليست العاصمة، وقاموا بسد الجسر ببعض سيارات الجيش من الناحيتين، وتم أختيارجسر البسفور بالتحديد لأنه يقع بالقرب من مكاتب القنوات التلفزيونية العالمية والعربية ووكاﻻت اﻷنباء، وتحت مرأى منهم، و خلال 30 دقيقة فقط قامت الشرطة والشعب بالنزول إلى الشوارع والسيطرة على اﻷوضاع.
-ورد أنباء أن المخابرات التركية هي من أبلغت قيادات الجيش بأنه سيقع إنقلاب في الثالثة والنصف بعد منتصف الليل، ولم يجد الجيش بد من تنفيذ اﻹنقلاب في هذا الوقت، ما تعليقكم؟
أوﻻ قال أردوغان تعقيبا على اﻹنقلاب، في مؤتمر صحفي إنه كان يعلم به منذ الساعة الرابعة عصرا، أي من قبل المحاولة ولكنه لم يتحرك وهذا شيء غريب جدا، لماذا لم يتحرك هذه الساعات؟، وناقد نفسه أكتر عندما قال أيضا في قناة "الجزيرة" إنه كان يعرف قبلها بساعة واحدة من زوج اخته "صهره".
ثانيا أنه لو كان الجيش التركي يريد اﻹنقلاب حقا على أردوغان كان بمقدوره فعلها في نصف ساعة بنجاح خاصة أنه أقوى رابع جيش على العالم، وأن 90% من الجيش ليس مع أردوغان أو مؤيد له.
-لماذا أدخل أردوغان الجيش التركي بالتحديد في هذه المسرحية؟
لأن الجيش يعرف عن تورط أردوغان مع "داعش" والسماح لهم بالدخول والخروج من وإلى تركيا ولكن لايمكنهم الاعتراض لأن تأتيهم أوامر عليا، وأفراد من الجيش التركي يملكون أدلة صوت وصورة تظهر قافلات تحمل مواد غذائية وإعانات تخرج من تركيا لسوريا اكتشفوا تحت تلك الأدوية أسلحة دخلت لداعش، وأردوغان طلب من الجيش في آخر عامين التدخل في منطقة سوريا ولكن الجيش رفض مرارا لذلك انتقم منهم.
-وماذا عن نزول الشعب التركي ومعارضته للانقلاب؟
أردوغان أخضع اﻹعلام بجميع أنواعه لسيطرته بالتوجيه والتمويل وسيطر على 85% منه وفرض غرامات مالية كبيرة وأسس إعلامه الخاص بتوجيهه المباشر،وحتى وقت قضايا الفساد لم تذكر أي منها في الإعلام التركي منذ 2013 إلى اﻷن مما وسع شعبيته وانتشاره بين الشعب حتى أنه أخضع النسخة التركية اليومية من صحيفة "زمان" له اﻷن بعد سيطرته عليها، لذلك فالشعب التركي مغيب ولا يعرف ماذا يحدث على أرض الواقع.
-كيف ترى موقف اﻻتحاد اﻷوربي من قمع حرية الرأي والصحافة في تركيا؟
الاتحاد الأوروبي أًصدر بيان وقت مصادرة صحيفة الزمان أعربوا فيه عن قلقهم على حرية الصحافة في تركيا ودعمهم لنا ونحن ننتظر أن تنتهي المحكمة داخل تركيا من النظر إلى القضية حتى نتجه للمحاكم الدولية لمحاكمة أردوغان على انتهاكاته ضدنا.
-هل ممارسات أردوغان تحد من انضمام تركيا للاتحاد اﻷوروبي؟
بالنسبة ﻹنضمام تركيا للأتحاد اﻷوربي فهناك شروط معينة ومحددة منها ضمان حرية الرأي وحرية الصحافة وحقوق اﻹنسان والديمقراطية، وهذا بالطبع بالنسبة ﻷردوغان صعب فقد صرح بأن الاتحاد اﻷوروبي يسير في طريق غير طريق تركيا، وفي الوقت الحالي صعب على تركيا أن تنضم للاتحاد اﻷوربي ﻷن أردوغان وصل إلى الديكتاتورية، وتبرير أردوغان لهذا أنه يريد أن يحمي المسلمين، وهذا الكلام غير صحيح، فهذا الكلام منذ 50 سنة كان يمكن أن يكون مقبوﻻ، واﻷمم المتحدة في هذا الشأن "ممارسات أردوغان" قامت بتقديم
تقرير للمحكمة الجنائية الدولية.
-أردوغان يعرف عن نفسه بصفته الرئيس الإسلامي، هل هو مهتم بالإسلام فعلا أم يدعي ذلك لكسب تعاطف الشعب؟
أردوغان يستغل الدين ويلاعب الشعب التركي به، ووقت الإنقلاب أصدر قرار لأئمة المساجد بأن ينادوا الناس للخروج للشوارع ويقولون عبارات مثل "الكفار في الشوارع يا شعب تركيا أنزلوا للشوارع".
-قضية اللاجئين قضية شائكة.. هل حقا تسبب أزمة لدول الاتحاد اﻷوربي خاصة مع تهديد أردوغان للاتحاد بإرسال اللاجئين اليه؟
قضية اللاجئين التي يهدد بها أردوغان اﻻتحاد اﻷوربي ما هي إلا ورقة ضغط لدفع المعونة المالية له، فمنذ 2015 واندﻻع قضية اللاجئين السوريين صرح أحمد داوود أوغلو بأن تركيا تفتح أبوابها للاجئين لأنه شئ إنساي، وبعد ذلك يهددهم أردوغان بأن يهجر اللاجئين إليهم إذا لم يدفعوا لنا، فهو ﻻ يسعى إلى المصلحة العامة هو يسعى إلى الخلافة وإلى السلطة والمال.
-ما الفائدة التي تعود على تركيا من انضمامها للاتحاد اﻷوروبي؟
اﻻتحاد اﻷوروبي دائما ما يفكر في مصلحته أولا، فألمانيا مثلا ﻻ تريد أردوغان ولكن هو يحميها من خطر اللاجئين مقابل المعونة المالية، فاأحداث الإرهابية اﻷخيرة التي وقعت في بعض دول اﻻتحاد اﻷوروبي، أشارت صحف عالمية إلى أن وراءها "داعش" و المخابرات اﻷردواغانية ويعتقد الأوروبيون ذلك أيضا، ولكن لم يستطع الاتحاد اﻷوروبي اﻹعلان مباشرة عن ذلك ﻷنه محكوم بمصلحته مع أردوغان بشأن قضية اللاجئين خاصة لقوة علاقة أردوغان بداعش والدليل براءة مسؤول داعش في تركيا "أبو حنظلة" من المحكمة إلى جانب العديد من البراءات اﻷخرى ل22 فردا من داعش، كما أنه سمح بعبور 5000 داعشي من تركيا إلى سوريا ما بين 2012-2016، وهم ليسوا من اﻷتراك ومعظمهم مقاتلين أجانب من الدول الغربية.
-هل صحيح ما يتردد عن دعم الرئيس التركي لتنظيم داعش الإرهابي؟ وهل توجد علاقة بين بلال أردوغان وداعش؟
نعم، من المعروف عن أردوغان دعمه لتنظيم داعش الإرهابي، وجميع الحكومات الغربية تعرف ذلك، وتم إثبات ذلك بالصور والفيديوهات مثل تلك التي نشرتها روسيا، وهناك صور تناقلها جنود في الجيش تظهر إدخال أسلحة للجماعة الإرهابية عن طريق الحدود مع سوريا، أما عن بلال، ففي عام 2013، ظهر اسمه في قضية فساد كبرى تحولت لفضيحة عند إلقاء الشرطة التركية القبض على 47 شخصا من كبار الشخصيات من نخبة المجتمع التركي في ديسمبر 2013.
ومع التحقيقات ورد اسم "بلال أردوغان" باعتباره أحد المتورطين ولكن بصفة غير رسمية مع ظهور تسجيل صوتي لمحادثة بين أردوغان ونجله وهو يسأله إن كان نجح في إخفاء 30 مليون يورو في مكان آمن أم لا؟.
وجاءت الشرطة إلى بيت أردوغان لطلب بلال ابن أرودغان بشخصه بتهمة تورطه في قضية الـ30 مليون يورو، ولكن وقع صدام بين الداخلية وبين الحكومة التركية عندما تدخل النائب العام وعرقل التحقيقات وأفرج عن المعتقلين وكان من بينهم أبناء اثنين من الوزراء، ووصل الأمر لسحب ملفات القضية من رئيس النيابة وذلك لسيطرة أردوغان على القضاء.
وأمر وكيل النيابة بضبط واحضار نجل الرئيس التركي كمشتبه به في التحقيقات على خلفية التسجيل الصوتي، ولكن تحدت الحكومة التركية الأمر بتهريب بلال أردوغان خارج البلاد إلى جورجيا ومنها إلى إيطاليا.
أما في العام 2015، تم فتح تحقيق حول تورط بلال أردوغان في قضايا فساد من بينها التورط في 28 مناقصة بالتلاعب، وقيمتها 100 مليار دولار.
والتهمة الثانية كانت وجود علاقة بين بلال أردوغان وبين تنظيم داعش حيث أن بلال أردوغان سهل تهريب وبيع النفط الذي يستخرجه داعش من الأراضي التي يستولي عليها، ويتولى بلال أردوغان بيعه عن طريق وسطاء مقابل الحصول على حصة من المال، ونقل البترول على سفينة اشتراها خصيصا لهذا، وعلى خلفية التحقيق الايطالي عاد بلال أردوغان لتركيا هربا من الملاحقة.
وكانت روسيا قدمت وثائق صوت و صورة بالدليل للأمم المتحدة تثبت تورط أردوغان مع داعش ﻷنه سمح لـ2000 شاحنة تابعة لداعش بالعبور إلى سوريا يوميا، وتعقب الحكومة التركية على ذلك بأن الحدود بين تركيا وسوريا 1000 كيلومتر وهذه مسافة بعيدة يمكن أن يتم تهريب الشاحنات من خلالها أو عن طريق الجبال وهو أمر غريب لأن 2000 شاحنة يوميا لا يمكنها عبور الجبال، وهناك تهديدات من داعش تصلني شخصيا بسبب معارضتي لأردوغان.
-على الرغم من علاقة أردوغان بداعش، لكن الجماعة الإرهابية قامت بالعديد من العمليات داخل تركيا، هل أنقلب السحر على الساحر؟
علينا دائما أن ننظر من المستفيد وتبدأ التحقيقات من هناك، وحاليا داخل تركيا يوجد 50 ألف إرهابي من جيش داعش، 3000 منهم مقاتلين أجانب و2000 من الأتراك والأكراد، يقومون بمعسكرات تدريب داخل تركيا على مرأى ومسمع من الشرطة، وأظن أن سبب هذه العمليات هي توحيد الشعب حوله خاصة بعد وجود انقسامات عديدة حتى داخل حزبه بسبب تطبيعه الأخير مع إسرائيل وغضب الكثير منه بالإتفاق مع اليهود.
-عكس الإعلام التركي حالة تأييد واسعة من الشعب، ما الحقيقة على أرض الواقع أم هم فقط ميليشيات تابعة لأردوغان؟
في آخر أنتخابات حصل حزب العدالة والتنمية الحاكم 46% والمعارضة 51% مما يعني أن المعارضين لأردوغان أكثر من المؤيدين، لكن المعارضين غير متحدين ومنقسمين إلى أحزاب وهي مشكلة كبيرة في تركيا، كما ان هناك أحزاب سيئة مثل حزب القومية وحزب الشعب الاكراد وحزب الشعب الجمهوري والذي كان ضد الإسلام.
وقت الإنقلاب "المسرحية" وصلتنا صور للجيش فظيعة ومهينة وبها ذلة للجيش والشعب التركي وتركيا بأكملها، ولدينا أمل ربما بعد 6 أشهر من الآن أن تقوم تحركات ضد أردوغان من الجيش والشعب معا، خاصة ان 90% من الجيش الآن ضد أردوغان بسبب غضبهم لما حدث معهم وماتعرضوا له من اهانة، والشعب التركي غاضب من الحكومة لتي أوقفت تركيا سياسيا وإقتصاديا و سياحيا وسيحدث انفجار مجتمعي ، وأردوغان لن يستمر أكثر من سنة، خاصة انه خسر الكثير من حلفائه، وفي الشرق الأوسط ليس له علاقة إلا مع قطر والتي بدأت بالفعل بالابتعاد عنه.
- ماذا عن سياسة أردوغان مع مصر بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي البلاد؟
قبل مسرحية الإنقلاب حاولت الحكومة التركية تحسين علاقتها مع مصر وخرج رئيس الوزراء علي بن يلدريم وأعلن محاولتهم تحسين العلاقات مع البلاد وتمنيت أن يكون ذلك صحيحا ولكنني كنت متخوف من أن يتعامل أردوغان بإزدواجية، وبالفعل بعد الانقلاب هاجم أردوغان الرئيس السيسي ومصر مباشرة، وهذا هو سلوك أردوغان وتفكيره لايملك سلطة داخلية أو خارجية على تصرفاته، ومن الممكن بعد إسبوع أن نري وزير خارجيته يطلب من مصر إعادة العلاقات والتصالح، هو يريد التصالح مع مصر ولكن في نفس الوقت يريد تغيير
مصر من الداخل والتدخل في شؤونها، ومن رأينا ألا تقبل مصر التصالح مع الحكومة التركية، ويمكن أن يكون هناك تبادل تجاريا سياحيا وثقافيا بين البلدين.
-لماذا يصر أردوغان على دعم جماعة الإخوان المسلمين؟
لأن كل ما يهمه أن يصبح خليفة للمسلمين وهو قام بالفعل بتصدير فتنه لدول عديدة مثل العراق ولبنان.
-ماذا عن قضية أرمينيا واعتراف بعض الدول بما حدث كإبادة جماعية؟
في عام 2008 كان الرئيس السابق يقول نحن من نقرروليس الدول الأخرى، ونجلس مع المؤرخون والمثقفون ومع الأرمينيون ونرى الأرشيفات ونقرر سويا ما إذا كانت مذبحة جماعية أم مجرد حرب بين البلدين راح فيها ضحايا من الجهتين، وهناك أمر آخر هم يقولون أن لديهم مليون ونصف قتيل وهو أمر مستحيل لان ععد سكان الدولة العثمانية جميعهم 22 مليون تحتها 60 دولة، وإذا فعلا قتل لهم مليون ونصف شخص فهذا يعني أنه لا يوجد أرميني واحد على قيد الحياة الآن، والحقيقة ماحدث أن الجيش الأرميني أستغل عدم تواجد الجيش التركي داخل البلاد وقام بحرب وقتل الأطفال والنساء الأتراك ، وهو ما أدى لرد الجيش التركي عليهم، الطرفين خطأ، وبالفعل اغضبنا اعتراف بعض الدول بالمذبحة لأنه شئ غير معروف رسميا وكل شخص يقول أمر مختلف وعلى الطرفين الجلوس والمصالحة.
-ما هو موقف أردوغان وحزبه من الملف الكردي، وما الأسباب التي دفعت الجيش التركي
لمحاربة الأكراد؟
أفضل حل هو وجود مصالحة بين الطرفين، ولكن أردوغان لا يريد مصالحة، الشعب الكردي تعب من الحروب ويريد أن يعيش في سلام، وسوف تتم المصالحة بعد
خروج أردوغان من الحكم، وللأسف الشديد الأرهابيون يستفيدون من تلك
المشاكل.