خطيب الأزهر: رسول الله وضع أول وثيقة دستورية للتعايش بين أطياف المجتمع
ألقى خطبة الجمعة، اليوم، بالجامع الأزهر الدكتور ربيع الغفير، منسق فروع بيت العائلة المصرية، حيث دار موضوعها عن "الوحدة الوطنية وحقوق المسيحيين في الإسلام".
أكد الدكتور ربيع الغفير في مستهل خطبته على إنسانية تعاليم الإسلام وأخلاقه السمحة، حيث ضرب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة بأخلاقه التي شهد لها القاصي والداني، مشيرًا إلى أن رحلة الإسراء والمعراج كانت نموذجًا للأدب بين جموع الأنبياء.
وقال خطيب الجمعة إن رسول الله قد وضع أول وثيقة دستورية للتعايش بين أطياف المجتمع، وأقرت حقوق غير المسلمين وأكدت على ضمان أمنهم وحرياتهم، مضيفًا أن هذا التعايش ليس موقوفًا على أهل الكتاب بل مع غيرهم من أتباع الديانات الوضعية مثل البوذية والمجوسية وغيرها.
وحذر الغفير، من فوضى الفتاوى المضللة التي تحاول شق الصف بين أبناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين، مستنكراً بعض الفتاوى التي حرمت تهنئة الإخوة المسيحيين في الأعياد.
وأوضح خطيب الأزهر، أن الإسلام رسم العلاقة بين شركاء الوطن على أساس البر والإحسان والقسط، لقوله تعالى:( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، وقوله – صلى الله عليه وسلم" من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة) وهو حديث يدل على وجوب حفظ حق أهل الذمة.
وشدد الدكتور الغفير، على أن وحدة مصر الوطنية مثلت ضمانة لقوتها وتماسكها، ومنعتها من الانزلاق إلى مستنقع التفتت والتشتت الذي وقعت فيه بعض الدول المحيطة، مضيفًا أن الأزهر على مدار أكثر من ألف عام كان حصن مصر بل حصن الأمة القوي من الوقوع في الفتن، من خلال تعليم الناس صحيح الدين.
وأشاد خطيب الجمعة بدور فضيلة الإمام الأكبر في مد جسور السلام بين أتباع الديانات المختلقة، من خلال جولاته الخارجية التي حملت إلى الإنسانية رسالة السلام والوسطية التي تمثل رسالة الإسلام ، وأوضحت لهم صحيح الدين وبراءته من تهم التطرف والإرهاب، وأنه دين جاء بالسلام للعالم أجمع.
ودعا خطيب الأزهر الشريف علماء الأمة إلى العمل على توضيح صحيح الإسلام، موضحًا أن من أهم أسباب ارتفاع نسبة الكره للإسلام والمسلمين في الغرب، وزيادة معدلات "الإسلاموفوبيا" هو الجهل بصحيح الدين الإسلامي وأنه دين خير وسلام للبشرية.