تركيا تجري مباحثات جديّة مع واشنطن بخصوص تسليم "جولن"
قال رئيس لجنة
العلاقات الخارجية في البرلمان التركي "طه أوزهان"، اليوم الخميس، إنّ الوفد
الذي يزور الولايات المتحدة برئاسته، أجرى مباحثات جديّة مع الجانب الأمريكي فيما يخص
مسألة تسليم واشنطن زعيم "الكيان الموازي" الإرهابي "فتح الله جولن"
إلى تركيا، والأخطار المحتملة في هذا السياق.
وأوضح أوزهان،
النائب عن حزب العدالة والتنمية عن ولاية ملاطية، أنّ الوفد بدأ مباحثاته الاثنين الماضي،
وحظي بفرصة ملموسة لبحث المسألة على مستوى وزارتي الدفاع والأمن الداخلي في الولايات
المتحدة، لافتًا أن المسؤولين الأمريكان يدركون قيمة العلاقات التاريخية والعميقة بين
البلدين.
وأشار أوزهان،
في حديث للأناضول، أن وفده شدّد على خطورة منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية،
خلال مباحثاته مع السلطات الأمريكية، معربًا عن أمله في أن تتحول المباحثات إلى سياسات
فعلية من قبل الجانب الأمريكي بخصوص زعيم المنظمة وبقية أعضائها.
وأكّد المسؤول
التركي أن الإدارة الأمريكية أعربت عن انزعاجها من ذكر اسم الولايات المتحدة إلى جانب
منظمة فتح الله غولن الإرهابية على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، مبينًا
أن وفده أبلغ واشنطن أن السبب الرئيسي في ذلك هو إقامة زعيم المنظمة في الولايات المتحدة
وأن أي خطوة ملموسة تتخذها السلطات الأمريكية من شأنها أن تُزيل التهم الموجهة ضدها.
بدوره، أشار النائب
عن حزب الشعب الجمهوري عن مدينة إسطنبول "أوغوز كان ساليجي"، المشارك في
الوفد التركي، أنه لن يبقى أمام الولايات المتحدة الامريكية أي موضوع تعترض عليه في
حال تقديم الوثائق التي تضمن استمرار العملية القانونية دون أي مشاكل.
أمّا النائب عن
حزب الحركة القومية عن مدينة أرضروم "كامل أيدن"، فأكّد أن واشنطن تدرس المسألة
في أجندتها بجدية تامة بعد أن أبدى الوفد التركي موقفًا واحدًا وثابتًا خلال المباحثات.
وشهدت العاصمة
أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو الماضي)، محاولة
انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن"
(الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي
والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات
الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة
الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود
غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات
الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم
بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن
عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولايات المتحدة
الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما
في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر
الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.