الدكتور محمد حسن عبد الله يكتب: قضايا إشكالية مع إسلام البحيري
قضايا إشكالية
(1) مع إسلام البحيري
شغل الباحث إسلام البحيري قطاعا مهما من الرأي الثقافي العام ، بعرض برنامجه التلفزيوني ( مع إسلام البحيري ) لزمن طويل ، وكان جل اهتمامه موجها إلى نقد بعض الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الموسوعات التراثية ، بخاصة " صحيح البخاري وصحيح مسلم " ، وقد عمد الباحث إلى " اقتناص " عدد من الأحاديث التي يلمس ظاهر مدلولها ما يتعارض مع العقل أو الطبع أو الألفة كما نعرفها في زماننا .
بوجه عام يقلقني - أنا بشخصي - من خلال دراستي الإسلامية في دار العلوم ، وفي الأزهر من قبلها : صياغة بعض الأحاديث المنسوبة ، أو معناها ، أو قبول عقلنا العصري لها ، وعندما طال اصطحابي لهذا الموضوع تمنيت ( في نفسي ) لو أن مؤسسة علمية إسلامية ، موضع إجماع وثقة شكلت لجنة موسعة من علماء الحديث ليعيدوا قراءة التراث المنسوب إلى شخص الرسول عليه السلام ، ونقده من جهتي الرواية والمتن في ضوء المعرفة الوافية بجميع شخصيات الرواة ، وسلاسلهم ، وما نسب إليهم ، وما عرفوا به في أزمانهم ، ثم المتن في بنيته اللغوية ومفرداته التي ترددت في المنطوق المحمدي ، عبر سنوات نبوته بصفة خاصة .
حين تعرض الباحث اسلام البحيري لهذا الموضوع قدرت له شجاعته في طرح القضية ، وظللت أدعو الله أن يعصمه من الزلل ، ولكنه مع الاستمرار في الطرح ، وبوادر الإعجاب من بعض من تلقوا رسالته قد تكشف عن غياب ثلاث نقط أساسية بالنسبة لموضوعه ، ولا يمكن استبعادها أو التقليل من شأنها :
1- أنه لا يحفظ القرآن الكريم ، وكان هذا واضحا تماما فيما يتلو من آيات يختارها .
2- أنه لا يستطيع أن يتجنب اللحن في اللغة العربية ، بعبارة أخرى : لا يملك لسانا عربيا مبينا بالدقة العلمية التي يحتاجها موضوع بهذه الأهمية .
3- أنه تأثر سلبا بالإعجاب الذي لابد أنه بلغه عن بعض مشاهديه ، فتخلى عن رصانة الأداء ليصل إلى مستوى الاستخفاف والهزل والسخرية من بعض أسماء الرواه وتاريخهم ، وهذا مما لا شك فيه يضعف الثقة في أقواله ، وطروحاته .
لقد ايدت محكمة النقض الحكم عليه بالسجن ، وهذا أمر مؤسف كإحدى محطات باحث كان يمكن أن يكون إيجابيا وحاضرا ومفيدا في المستقبل أكثر مما هو حادث الآن !!