خطورة التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا على الأمن القومي بمصر

عقب التدخل العسكري الغربي لاسيما الجانب الأمريكي للقضاء على تنظيم "داعش" الذي تعززت قدراته البشرية وتضاعفت في الأونة الأخيرة في ليبيا، حذرت بعض الخبراء المختصين في الشأن الاستراتيجي، من كافة أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا، ولوحوا بتشديد الخطورة على مصر بعد اتخاذ هذا القرار الذي وصفوه بالغير موفق، مؤكدين أن التدخل الأمريكي حجة لمحاربة العرب. 

وأعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، يوم الإثنين، أن الولايات المتحدة شنت ضربات جوية على مواقع لتنظيم داعش في معقل المتطرفين في سرت بطلب من حكومته.

وقال السراج، خلال كلمة بوسائل الإعلام: "بالاتفاق مع أميركا بدأت اليوم أولى الضربات على مواقع محددة محدثة خسائر كبيرة لداعش" في سرت الواقعة على بعد 450 كلم شرق طرابلس.

وأضاف: "نؤكد أن العمليات في هذه المرحلة تأتي في إطار زمني محدد ولم تتجاوز سرت وضواحيها".

وتابع قائلاً: "نكرر رفضنا التام لتدخل أي دولة كانت، وأي دعم مقدم يجب أن يكون بطلب مباشر من حكومة الوفاق الوطني".

وتأتي هذه الضربات بعد أن استهدفت ضربة أميركية معسكرا تدريبيا تابعا للتنظيم المتطرف في منطقة ريفية قريبة من صبراتة على مشارف ليبيا في فبراير الماضي،  أدت على الأرجح إلى مقتل زعيم تنظيم داعش في ليبيا المدعو نور الدين شوشان وعشرات من المتطرفين.

ورصت "الفجر"، أراء المراقبون حول هذه القضية الشائكة ومخاطرها على الحدود المصرية في السطور التالية.

قال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري، إن تداعيات التدخل الجانب الأمريكي في ليبيا كثيرة، ونخشى تدخلها للثمن الباهظ التي ستدفعه ليبيا ودول الجوار، مؤكدًا أن التواجد الأجنبي داخل أي دولة مجاورة لمصر يشكل تهديد على مصر لاسيما القاعدة الأمريكية بل تعد خطرًا على مصر.

وأوضح "مظلوم"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن المسئولين في ليبيا رحبو واختاروا التدخل الأمركي، نظرا لوجود أجهزة حديثة لديها تساعد على مواجهة الإرهاب المتواجدة في "سرت"، ولكن للأسف مخاطر هذا القرار سيدفعها الكثير من الدول المجاورة وليست ليبيا فقط.

وتابع الخبير العسكري، أن هذه الأجهزة الحديثة قرب الحدود المصرية تعد خطرًا على مصر، مستنكرًا وجود قاعدة أجنية بشكل عام بالقرب من الحدود المصرية لخطورتها، أما على ليبيا متوقعًا عدم استمرارشن ضرب عسكري داخل ليبيا مقابل  تواجد قواتها في البلاد لمدة كبيرة، متمنيًا أن يكون تواجد الجانب الأمريكي بليبيا فترة وتنتهي دون الاستمرار.

واستنكر الدكتورمحمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة، كافة أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا، معتبره حجة لمحاربة العرب، بالرغم من أن حكومة الوفاق الوطني الليبية شددت على أمريكا ألا تتجاوز حدود مدينة "سرت"، إلا أن الجانب الأمريكي متوقع توسيع نطاق عملياته بحجة القضاء على"داعش"،والغرض تشتيت وتقسيم ليبيا إلى عدة دول، مثلما حث في العراق، فضلا عن نهب البترول وخيرات ليبيا.  

وأضاف"حسين"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه لا يرحب بتواجد قوات أجنبية بليبيا، والمفروض موقف مصر والعرب يكون حازم للخوف من مد جذورها إلى مصر،لافتًا إلى أنهم من السهل ممكن يستدفو ضرب اللواء" حفتر"الذي يقود الجيش التابع لحكومة طبرق، ومكانه قريب جدا من المنطقة الشرقية اليبية وتعد منطقة خطرة بنسبة لمصر بحكم قربها جد من الحدود المصرية، وبذلك ضربه هيكون ليس في مصلحة مصر بل ستكون كارثة_ بحسب وصفه.

وأشارأستاذ العلاقات الدولية، إلى أن الخوف من اتخاذ إجراءات عنيفة من قبيل الجانب الأمريكي وضرب الاتفاقية "الليبية- الأمريكية" بعرض الحائط والتوغل بالضرب خارج "سرت"،  تحت أي مسمى بغرض وضع اليدعلى ليبيا ومن ثم التقرب إلى مصر، وتعدي الخطوط الحمراء التي وضعتها حكومة الوفاق الوطني الليبية، مثلما حدث في سوريا من قبيل الجانب الروسي دخلو من أجل ضرب داعش في سوريا والنتيجة كانت عكس ذلك، وهو المتوقع حدوثه في ليبيا مرة أخرى.

وأكد "حسين"، أن من ضمن أهداف تدخل أمريكا في ليبيا "مصر"، والوصول إلى الحدود المصرية تحت أي مسمى ومن ثم جر مصر في التدخل في الشان الليبي وهلكالجيش المصري بحروب، ولكن مصر مستيقظة وتعي تمامًا ما سيدور، والمخابرات المصرية مؤكد أنها جاهزة لأي صدام من الجانب الأمريكي، والقوات المسلحة بمصر كافيلة بهدم أي مخطط عدائي تجاه مصر ولن تسمح بهذه الأفعال ولن تمررها.

في هذا الصدد قال اللواء محمود قطري، الخبير الأمني، إن طالما الجيش الأمريكي دخل ليبيا سيسطر على ليبيا بأكملها، ولاسيما وأن التاريخ يؤكد غدر أمريكا على مدار العصور، مؤكدًا أنه من السهل تدخل أمريكا في مصر لامتلاكها جهاز)CIA)، شديد الإحتراف والذي يمثل خطورة بالغة على مصر.  

وأردف "قطري"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الجماعات الإرهابية سوف تكون عنيدة ومن الممكن السيطرة على أجزاء ليبية وتوافد المتطوعين (الإسلاميون) للإنضمام إليهم، والسيطرة على ليبيا فيما بعد بل توسع عمليات الفوضى داخلها وبالتالي تنشط عمليات تهريب السلاح والمتفجرات، فضلا عن أنه يمثل خطرًا واسعًا على الأمن القومي المصري.   

ويرى الخبير الأمني، أن مصر من الفترض كانت تغزو ليبيا تحت موافقة الجانب الأمريكي وتحالف روسي، وعدم الاكتفاء بعملية عقابية وأسفرت عن مقتل 14 مصري في ليبيا، ولكن الخطوة المهمة حاليًا هي تدعيم حرس الحدود الغربية الليبية وزيادة عدد طلعات الطيران المصري من أجل مراقبة الحدود، فضلا عن تنشيبط الأمن في منطقة مطروح لتوقع تهريب عمليات سلاح وتسلل من الجماعات الإرهابية. 

وقال محمد الغصري، المتحدث باسم العملية في بيان صحفي له اليوم، إن غرفة عمليات البنيان المرصوص بدأت رسمياً منذ صباح الاثنين بالتنسيق المباشر مع القوات الأميركية الجوية لتحديد الأهداف التي تم رصدها لمواقع داعش بالمدينة.

وبين الغصري أن الضربات الأميركية بدأت على تمام الساعة 01:40 دقيقة ظهر الاثنين، بالتوقيت المحلي، واستهدفت بشكل مباشر بعض آليات تنظيم داعش منها دبابة T72.

وأضاف أن قوات الرئاسي تمكنت من صد هجوم مساء أمس الأحد على حي الدولار السكني، بعد السيطرة عليه بساعات في محاولة من داعش استعادة سيطرته عليه، وأن قواته تمكنت من قتل 7 عناصر للتنظيم خلال العملية وإحراز تقدم باتجاه مواقع جديدة في محيط الحي.

وبحسب إحصاء رسمي أعلن عنه المتحدث باسم (البنيان المرصوص)، فإن خسائر قوات الرئاسي بلغت 354 قتيلاً بالإضافة ما يقارب 2000 جريح من انطلاق عملياتها في سرت ومحيطها في مايو الماضي.