في بني سويف.. معالجة المرضى داخل "ورش".. ومواطنون: "الدولة أهدرت كرامتنا" (فيديو وصور)
رصدت "الفجر" معاناة أهالي مركز إهناسيا ببني سويف، عقب نقل العيادات الخارجية التابعة للمستشفي المركزى إلى ورش منطقة الحرفيين، لحين انتهاء أعمال التطوير بالمستشفى، حيث تحولت الورش إلى عيادات، حيث انتقلت عيادة النساء والتوليد إلى ورشة كهربائي سيارات والأنف والأذن يتم علاجهم في ورشة الكاوتش.
- ورش الحرفيين
"ورش الحرفيين" في شارع يزداد طوله عن 100 متر تتراص الورش "العيادات" على جانبيه ومكتوب أعلى كلًا منها عبارة تشير إلى أنها ليست ورشًا، كما يوحى اسم المدينة المعروفة بـ"الحرفيين الصناعية القديمة" ففى مدخل الشارع، وعلى أول دكان تفاجئك عبارة "عيادة الأنف والأذن" يليها عيادة "الجلدية والرمد" ثم "مصل الكلب" بجوارها "الباطنة ورسم القلب" بعدها "تنظيم الأسرة" وأخيرًا "صيدلية نفقة الدولة" لتكتشف من خلال أحد المواطنين، الذين ينتظرون دورهم لدخول أحد هذه الدكاكين أنها العيادات الخارجية التابعة لمستشفى إهناسيا المركزى ببنى سويف.
- 450 مريض يوميا
فى البداية قال المهندس أحمد عبد السلام - على المعاش، إنه لم تجد مديرية الصحة، ولا الوحدة المحلية للمركز، غير ورش مدينة الحرفيين الصناعية القديمة، التي تبعد مسافة 500 متر من المبنى، لتنقل العيادات الخارجية إليها، بعد رفض الحرفيين العمل بها نتيجة انعدام الخدمات فيها، لتكون بديلًا مؤقتًا يستقبل 450 مريضًا يوميًا، لحين الانتهاء من أعمال إحلال وتجديد المستشفى بتكلفة 74 مليون جنيه.
- مواطنون: بنتعالج في دكاكين
وأضافت مريم جادالله - 68 عامًا، أنها تجلس إلى ما يقرب من ساعتين بجوار الورشة علشان عايزة أعمل تحليل، كانوا بيعالجونا في المستشفى وحلوين لحد ما نقلونا للدكاكين دى في عز الشمس والنار، دى مش مستشفى، بيضحكوا علينا، بس بيكشفوا علينا وبناخد العلاج".
- العيادات في الورش
وأضافت مني منصور، ربة منزل: أنها توجهت إلى المستشفى لعلاج نجلي الذي يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وقىء متواصلين، فأبلغوها بأن العيادات نقلت إلى الورش، واعتقدت أنها سمعت وصف المكان خطأ، لكنهم أكدوا لخا صحة ما سمعته، لأنه يجري أعمال إحلال وتجديد.
وأضافت "منصور" أنها فوجئت بأنها فعلًا داخل الورش، وقررت الخروج فورًا من عيادة الأطفال، لولا أن الطبيب أكد لى أن المكان معقم، ولا يختلف عن العيادات الخاصة أو المستشفى"، مؤكدة أنه لا يوجد مكان للانتظار أمام المستشفى غير الجلوس بجوار الورش في الشمس، وسط الأتربة والرمال.
- وصمة عار
وقال جمال فتحي - دبلوم فني، إن "قرار نقل العيادات الخارجية إلى الورش وصمة عار، وإهانة لكل مواطن وطبيب بمركز إهناسيا، فالمشهد مهين، عندما يفتح الأطباء العيادات الخارجية صباحًا، وكأنهم يفتتحون محال تجارية أو ورشة من خلال باب صاج.
- آدمية المواطنين
وأكد النائب على بدر - عضو مجلس النواب عن الدائرة، على نقل العيادات الخارجية إلى ورش الحرفيين كارثة، كون الوحدة المحلية والمسئولين في مديرية الصحة لا يحترمون آدمية المواطنين، خاصة أن الحرفيون رفضوا الانتقال إليها بسبب انعدام الخدمات فيها.
وطالب النائب، بنقل العيادات الخارجية إلى مجمع الخدمات التابع لإحدى الجمعيات الأهلية والذي تشرف عليه مديرية التضامن الاجتماعى، ومجهز لتقديم خدمة طبية للمواطنين خاصة، بعد أن قرر محافظ بنى سويف تشكيل لجنة لدراسة نقل العيادات للمجمع.
وأكد الدكتور حسين صلاح، مدير مستشفى إهناسيا المركزى، على تقديم أطباء العيادات الخارجية بالمستشفى كل ما بوسعهم لخدمة المواطنين في أي مكان وتحت أي ظروف، مشيرًا إلى أن إدارة المستشفى أعادت عيادة العظام إلى المقر، لأن مريض العظام لا يستطيع الانتقال إلى منطقة الحرفيين الصناعية، كما أنه بحاجة إلى إجراء إشاعات.
- تطوير المستشفى
وأوضحت سرور سعد - رئيس مركز إهناسيا، أنه تم نقل العيادات الخارجية مؤقتا لمبني منطقة ورش الحرفيين التي لم يتم استلامها بعد، وذلك لحين الانتهاء من أعمال التطوير بالمستشفي المركزى، الذي يتم تطويره بتكلفة تصل لـ74 مليون جنيه عن طريق الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وأشار رئيس المركز، إلى أن مدة تنفيذ أعمال التطوير تتراوح ما بين 18 شهر إلى 24 شهر، وهى المدة التي نُقلت العيادات الخارجية خلالها مؤقتًا، مؤكدا أنه نظرًا لتقرير وزارة الصحة الذي أشار إلى عدم ملائمة المبني للعيادات الخارجية، فقمنا على الفور باتخاذ الإجراءات لنقل العيادات إلى مبني الخدمات الاجتماعية التابع للتضامن الاجتماعي، وقد تم إنهاء إجراءات النقل الذي سيتم تنفيذه خلال ساعات قليلة.