الأولى على الثانوية ترفض عروضًا قطرية وتركية وتفضل البقاء في مصر
تقدم حارس مرمى نادي الريان القطري السابق حمد مبارك الهاجري، بعرض لمساعدة الطالبة أميرة العراقي - الأولى على الثانوية العامة، نجلة القيادي الإخواني إبراهيم العراقي المحبوس في المنصورة - عبارة عن منحة دراسة لها بإحدى الجامعات القطرية، تشمل كافة المصاريف من تعليم وإقامة وغيرها من الأمور.
وقال "الهاجري" - في تصريحات إلى موقع "هافينجتون بوست عربي" - أن العرض يقدمه لفتاة تستحق الوقوف بجانبها بسبب غياب الأب.
وأضاف أن هذا العرض، هو كرسالة بأنه إن غاب الأب، فنحن جميعًا آباء لها، فهي تستحق ذلك، وقمت بتقديم العرض عن طريق وسطاء، حيث كنت أخشى أن أقوم بالاتصال بها فيتسبب هذا ببعض المشاكل لها ولأسرتها الكريمة خصوصًا أن المكالمة من قطر، التي هي داعمة للإرهاب في نظر حكومة السيسي - على حد قوله -.
وواصل "الهاجري" أن عرضه مازال قائمًا، ويمكن تفعيله في أي وقت ترغب الأسرة به، رغم الرسائل التي وصلتني من الوسطاء، بأن الأسرة اعتذرت عن قبوله وليس لديها أزمة مالية.
ومن ناحيتها قالت الطالبة أميرة - في تصريحات إلى "هافينجتون بوست عربي" - إن هناك بالفعل وسطاء أبلغوا الأسرة بالعروض المختلفة التي تقدّم بها عدد من الشخصيات، ومن ضمنها العرض القطري، إضافة إلى عرض تركي، وتضمنت جميعها تحمل التكاليف المالية بالكامل، لتكملة مسيرة التعليم الجامعي خارج مصر.
وأوضحت "أنا وأسرتي موقفنا واضح، وهو رفض أي عروض للتعليم بالخارج على نفقة آخرين، وذلك مع كامل تقديرنا لمشاعر هؤلاء التي دفعتهم لتقديم تلك العروض.
وأكملت أنها لم تسمع بالعرض الأميركي، الذي تقدم به أحد الأطباء بالولايات المتحدة يدعوها فيه إلى الدراسة في إحدى أكبر الجامعات الأميركية، مضيفة أنها لن تستطيع الحكم عليه إلا بعد معرفة تفاصيله من الناحية "العلمية".
ونوهت بأنها ستسير على خطى الوالد وإخوتها، وستضع كلية الطب على رأس ورقة التنسيق الخاصة بها، وأن الجامعة الأقرب ستكون غالباً جامعة المنصورة، ولكنه ليس القرار النهائي، وبأنها لن تغادر مصر للخارج إلا إذا كانت هناك فرصة للدراسة العلمية في مستوى أعلى، "كمنحة أو جامعة عريقة تقبل أوراقي، على أن تكون تكلفة هذا الأمر على حساب الأسرة بالكامل".
ولفتت الطالبة - التي أثارت ضجة كبيرة برفضها التكريم من السيسي ضمن أوائل الثانوية العامة - خلافي مع السيسي حبًا في مصر.
وعلقت على الهجوم، الذي تعرضت له خلال الفترة الماضية، من بعض وسائل الإعلام المصرية، قائلة: "إنني أحب أن أرسل رسالة إلى الجميع وهي أنني أسير على درب والدي في حب مصر، وأنني عندما أختلف مع شخص السيسي فهذا من أجل مصر، وليس خلافًا مع بلدي، وأنني عندما أحب أو أكره فهذا في حب بلدي".
وأوضحت أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل أي إنسان يمتلك مشاعر بداخله أن يتعرض شخص للظلم، والمعاناة الإنسانية، حديثي عمّا تعرض له والدي ومن معه من معتقلين يمثلون أطياف مصر السياسية، كان حديثاً عن أزمة إنسانية، وهو الدافع لرفضي لقاء شخص أرى أنه من تسبب في معاناة هؤلاء ظلمًا.
وفي السياق ذاته قالت والدة الطالبة، إن تاريخ زوجها في رفض الإغراءات المالية معروف، وجميع زملائه يعلمون كم هي الفرص التي عرضت عليه من دول الخليج للعمل بها، ولكنه رفض وفضل البقاء بمصر، وعندما خرج من السجن أول مرة، كانت أمامه فرصة السفر خارج مصر، إلا أن الدافع الوحيد الذي جعله يرفض ذلك هو حبه لمصر، والذي يفوق أي شيء إنساني بداخله فكان مصيره السجن مرة أخرى".
وأشارت في حوارها إلى "هافينجتون بوست عربي"، إلى أن أميرة لن تسافر للخارج إلا إذا ذهبت إلى جامعة أفضل علمياً، وعلى حسابنا، معربة عن تقديرها لمن يفكر في تقديم المساعدة لها ولأسرتها، ولكن زوجي من محسبه، أكّد علينا ما نعرفه منه قبل محبسه، أننا لن نقبل مساعدة مالية من أحد.