محمد كامل.. «صاحب مائة وجه»

العدد الأسبوعي

 محمد كامل - صورة
محمد كامل - صورة أرشيفية


اليوزباشى رشدى فى «رأفت الهجان».. ولملوم فى «على الزيبق»

اليوزباشى رشدى، فى ملحمة «رأفت الهجان»، ولملوم فى «سيرة على الزيبق»، والضابط محمد أفندى فى رائعة محفوظ عبد الرحمن «بوابة الحلواني»، والمغتصب الجبان فى فيلم «المغتصبون» ويحيى فى «هالة والدراويش»، وفرج أبوسنة فى «أرابيسك» وعدد كبير من الأعمال «حلم الجنوب»، و«امرأة آيلة للسقوط»، و«حب فى الزنزانة» و«أحلام هند وكاميليا»، و«جاءنا البيان التالي» و«قضية معالى الوزيرة»، و«الليل وآخره»، ومسلسل «شارع عبد العزيز»، الذى اختتم به مشواره الطويل عام 2014 بأكثر من مائة شخصية.

ملامحه البسيطة التى تشبه الكثيرين، جعلته ينجح فى تجسيد كافة الأدوار بمهارة فائقة، كان عاشقاً للأدوار الصعبة، ويجيد فن السهل الممتنع.

فمحمد كامل لا يمر بأدواره دون أن يترك بصمه تجعل كل من يشاهده يتذكر كل شخصية بأدائه البسيط الذى يجعله يدخل القلوب، ويعلق بالأذهان دون استئذان.

فمرسى الذى رسم على الوجوه البسمة الصادقة فى لعبة توم وجيرى، التى جسدها الراحل محمد كامل مع القدير يحيى الفخرانى فى مسلسل «عباس الأبيض فى اليوم الأسود»، هو نفسه المغتصب الذى شعر معه الجمهور بفرحة عارمة دون أدنى شفقة لحظة إعدامه بفيلم «المغتصبون»، الذى نال به عن استحقاق جائزة الأداء عن مشهد الإعدام ووصفه حينها بأصعب المشاهد التى قدمها طوال مشواره الفنى فأداؤه الصادق جعل الجمهور يصفق له فور انتهاء كل مشهد ليحصل به كامل على جائزة أفضل أداء بالإجماع.

لم يتح الزمن لمحمد كامل فرصة البطولة المطلقة فملامحه ونبرة صوته الغليظة سرقت منه أدوار البطولة.

لكن لم يقف كامل عند هذا الحد، ولن يلتفت لما قدمه ونظر دائماً للأمام، ولم يبحث عن بطولة بقدر ما كان يبحث عن شخصية يقدمها، ونجح فى حرص المخرجين وصناع الدراما والسينما، للبحث له عن أدوار فى أعمالهم، وطيلة حياته الفنية منذ أن تخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية، ونجح فى صنع كل شخصية قدمها، وصنع منها بطلاً، رفض أن يقع تحت رحمة المنتجين وقوانينهم الظالمة أحيانا، وغرد بمفرده فى منطقة خاصة به، فى مسيرة عطرة فهو الصديق الصدوق والخائن للصداقة، الوطنى بدرجة امتياز، وتاجر المخدرات الفاسد، والضابط الذى يعشق راقصة والمتصابى الذى يبحث عن متعته بزواج الفاتنات كلها أدوار فنية صنعت من اسم محمد كامل بطلاً درامياً حقيقياً صادقاً بعيداً عن البطولات المطلقة التى تصبح فى بعض الأوقات بطولات وهمية.

المرض جعل محمد كامل يبتعد كثيراً عن الساحة الفنية، لكنه لم يعلن ذلك سوى لأقرب أصدقائه وكذلك شعوره المتزايد بالألم، وظل فى صراع طويل مع المرض حتى ظهر فى برنامج «صاحبة السعادة» العام الماضى وشعر بحنين للوقوف أمام الكاميرات وهو ما جعله يوافق على المشاركة فى العمل المؤجل «بشر مثلكم»، لعمرو سعد لكن المرض لم يمهله الفرصة الجديدة ولم يسمح له بمزيد من الوقت لإضافة وجه جديد فى التركة الفنية التى ورثها جمهوره.

ومنذ أيام زار أحد الأطباء ليطمئن على حالته الصحية، لكن موعد الرحيل اقترب فتدهورت حالته الصحية، بعد أن وصل لمرحلة متأخرة، ولم يعش إلا أياما قليلة بعدها ليودع أهله وأصدقاءه حتى رحل عنهم بابتسامة صافية كالتى اعتاد جمهوره أن يراها على وجهه فى أعماله الفنية ليلقى حتفه داخل مستشفى العسكرى بالمعادى تاركاً خلفه مشوارا مليئا بالبصمات الفنية التى تجعله يستحق عن جدارة لقب صاحب المائة وجه.