مقاتلات سورية وطائرات هليكوبتر تقصف بلدة قرب حدود تركيا

عربي ودولي


حلقت طائرات حربية سورية فوق الحدود التركية يوم الاثنين وقصفت بلدة رأس العين التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية على بعد أمتار من الحدود مما دفع عشرات المدنيين الى الفرار لتركيا ايثارا للسلامة.

وقالت لجان التنسيق المحلية وهي جماعة سورية معارضة ان 16 شخصا قتلوا في الغارات الجوية بينما اشارت تقديرات المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض الى ان عدد القتلى يصل الى نحو 12 من بينهم سبعة مقاتلين اسلاميين متشددين.

كما قصفت طائرات هليكوبتر أهدافا قرب البلدة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة يوم الخميس الماضي خلال تقدمهم في شمال شرق سوريا الذي يسكنه خليط من العرب والاكراد.

وتسبب الهجوم في واحدة من أكبر عمليات نزوح اللاجئين منذ بدء الصراع السوري قبل نحو 20 شهرا.

ورغم ان انقرة تحجم عن التورط في صراع اقليمي كانت الغارات الجوية القريبة من حدودها يوم الاثنين اختبارا جديدا لتعهد تركيا بالدفاع عن نفسها في مواجهة اي انتهاك لاراضيها او اي امتداد للعنف الدائر في سوريا.

وقصفت احدى الطائرات النفاثة السورية منطقة على بعد امتار من السياج الحدودي الذي يفصل بين رأس العين وبلدة جيلان بينار التركية وتصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود.

ومن نقطة مراقبة في تركيا على مقربة من الحدود بدت الطائرة في مرحلة ما وكانها دخلت المجال الجوي التركي.

وفي عيادة طبية في جيلان بينار عالج أطباء طفلا صغيرا تغطيه الدماء. واحتشد سكان قلقون من جيلان بينار خارج مقهى لمشاهدة القصف.

وقال تركي رفض الكشف عن اسمه أعتقد ان الحكومة التركية قالت انها لن تسمح لطائرات الهليكوبتر هذه بالاقتراب بهذا الشكل من الحدود. انظر انها تدخل داخل حدودنا.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو ان الطائرات المقاتلة لم تنتهك المجال الجوي التركي لكن أنقرة أبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالغارات الأخيرة.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية عن أوغلو قوله نظام الأسد مسؤول عما جرى. المسؤولية الثانوية تقع على عاتق مجلس الأمن الدولي بسبب تراخيه.

وفر نحو 9000 سوري من القتال في رأس العين الى الاراضي التركية خلال 24 ساعة في يوم ما من الاسبوع الماضي مما رفع عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى تركيا الى 120 ألفا مع قدوم الشتاء. وهناك عشرات الالاف من اللاجئين غير المسجلين يعيشون في بيوت تركية.

وتصاعد قلق تركيا على امن حدودها مع سوريا في منطقة من جنوب شرق البلاد حيث تقاتل انقرة تمردا كرديا ازداد جرأة.

وتقول انقرة انها ترد على اطلاق النيران العشوائي وقذائف المورتر التي تسقط على الاراضي التركية وأعلنت انها تبحث مع حلف شمال الاطلسي امكانية نشر صواريخ باتريوت سطح جو خوفا من امتداد الصراع السوري الى اراضيها.

وتقول تركيا ان هذه الخطوة دفاعية لكن يمكن لهذه الخطوة ايضا ان تكون تمهيدا لفرض حظر جوي على سوريا لتحجيم قدرات السلاح الجوي للاسد وان كانت الدول الغربية قد نأت بنفسها عن هذه الفكرة.

وقال أندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يوم الإثنين إن الحلف سيفعل كل ما يلزم لحماية تركيا عضو الحلف والدفاع عنها.

وأضاف راسموسن في براج لدينا كل الخطط جاهزة للتأكد من امكانية الدفاع عن تركيا ونأمل أن يكون ذلك رادعا أيضا حتى لا تتعرض تركيا لهجمات.

وتقع رأس العين على بعد 600 كيلومتر من دمشق في محافظة الحسكة المنتجة للنفط في شمال شرق سوريا الذي يعيش فيه عدد كبير من أكراد سوريا وهم اقلية يقدر عددهم بمليون نسمة.

وابتعد اكراد سوريا بدرجة كبيرة عن الانتفاضة المناهضة للاسد ويخشون من ان تتجاهل الانتفاضة التي يقودها في الاغلب عرب من السنة طموحاتهم للتمتع بحكم ذاتي في حقبة ما بعد الاسد.