رواية مغايرة لغياب "السيسي" عن القمة العربية.. لم يكن بسبب مخطط الاغتيال
تعددت روايات غياب رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، عن القمة العربية التي عقدت في موريتانيا أمس، بين غياب بسبب الإجراءات الأمنية، واكتشاف مخطط إرهابي لاغتيال الرئيس، وآخر بسبب غياب عدد من الرؤساء العرب الذين وصلوا إلى 11 رئيسًا ومن ثم تفقد القمة أهميتها.
وافتتحت قمة الجامعة العربية
الاثنين في العاصمة الموريتانية نواكشوط في غياب قادة عرب كبار، على خلفية انقسامات
وأزمات مستمرة في المنطقة العربية.
وحضر 6 من القادة العرب، وهم رؤساء السودان واليمن وجيبوتي
وجزر القمر وأميرا الكويت وقطر، واختصرت هذه القمة السنوية في يوم واحد بدلا من يومين
كما كان مقررا.
وغاب كل من العاهل السعودي الملك سلمان، “لأسباب
صحية”، بالإضافة إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بسبب “أجندة داخلية مثقلة بالمواعيد”،
بحسب مصدر في الجامعة العربية وفقا لما ذكرته صحيفة العرب اللندنية.
وصرحت مصادر مطلعة، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، اعتذر عن عدم حضور القمة العربية في موريتانيا، المزمع عقدها، بعد اكتشاف مخطط بمحاولة اغتياله.
وقالت المصادر أن عناصر
تابعة لإحدى الجماعات الإرهابية المتطرفة، والممولة من دولة داعمة للإرهاب، قامت قبل
نحو شهر من الآن، بزيارة مقر الإقامة المنتظر للرئيس السيسي في موريتانيا، ومعاينته.
وأضافت المصادر أن هذه
المعلومات وصلت إلى مؤسسة الرئاسة، والجهات المعنية بتأمين الرئيس، وتم على الفور التحري
عن هذه الجماعة الإرهابية المتطرفة ومن يدعمها.
وأوضحت أن التحريات كشفت
عن أن هذه الجماعة مسلحة بأسلحة متطورة جدا، ولديها قناصة ماهرون، كما أن إحدى الدول
تدعمها ماليا ولوجيستيا، وبناء على هذه المعلومات تم اتخاذ القرار باعتذار الرئيس السيسي
عن عدم حضور القمة العربية.
ونفى
علاء يوسف، المتحدث باسم مؤسسة الرئاسة، عدم حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي للقمة العربية
المنعقدة في موريتانيا، بسبب ما ذكرته صحف مصرية عن وجود خطة لاغتياله في العاصمة نواكشوط.
وقال
مُتحدث الرئاسة، لـ"ديلي نيوز إيجبت"، إن ما نشرته صحف عن اكتشاف مخطط
اغتيال الرئيس "غير صحيح".
وقدم البعض رواية مغايرة
عن غياب الرئيس عن القمة، مشيرًا إلى أن اعتذار عدد من الرؤساء عن الحضور وعلى
رأسهم العاهل السعودي أفقد القمة أهميتها، ومن ثم لن تصدر عن القمة أية قرارات من
شأنها تعزيز العمل العربي المشترك.
وتقول العرب
اللندنية، إنه على الرغم من أن الملفات التي تتصدر جدول أعمال القمة على غاية من الأهمية
فإن قمة نواكشوط لم تكن قمة بالمعنى المتعارف عليه، بسبب غياب عدد كبير من ملوك ورؤساء
ورؤساء حكومات الدول العربية الأعضاء.
وأوضح
السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تلك القمة بلا قيمة وغير مجدية،
ونتائج هذه القرارات ستكون سلبية، نظرًا لغياب قادة عنها، واعتذار المغرب لحضور هذه
القمة، وهذا يؤكد أن القمة العربية لم يعد لها دورا لحل المشكلات التى تمر بها الدول
العربية.
وصرح الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية
بجامعة القاهرة، بأن غياب قادة دول قوية مثل مصر والسعودية عن القمة العربية المنعقدة
فى نواكشوط بموريتانيا، سيفشل القمة العربية، نظرًا لثقل مكانة
رؤساء مصر والسعودية فى المنطقة، مما يسبب فى استمرار الوضع العربى لما هو عليه اليوم،
وأيضا عدم وجود جدول أعمال جيد ورؤية جديدة لدى الدول العربية.
ويقول محللون إن قبول
موريتانيا باستضافة القمة والتوصل إلى عقدها ولو بتمثيل ضعيف يعد انتصارا كبيرا للعرب
في مثل هذه الأجواء التي تميزها الانقسامات والحروب.
ويؤكد محللون على غياب
أي تعويل يذكر على استصدار قرارات حقيقية تصب في صالح العمل العربي المشترك بسبب تباعد
وجهات النظر لدى العواصم العربية بشأن أكثر من قضية.
وغادر أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني، القمة العربية عقب البدء بدقائق قليلة دون
إبداء أسباب مُعلنة للانسحاب المفاجئ، في سابقة هي الأولى من نوعها، ورجح البعض أن
ذلك يعود لعدم استقباله بالمطار بشكل يليق به على حد تعبيرهم.
بينما قالت وسائل إعلام
موريتانية إن أمير قطر انسحب بشكل مفاجئ وتوجه إلى المطار بعد ساعة من حضوره للجلسة،
دون توضيح أسباب الانسحاب، وسط أنباء عن أسباب صحية.
وأكدت مصادر أخرى ارتباط
أمير قطر بموعد سفر إلى أمريكا اللاتينية، وتوقف في نواكشوط لمواكبة انطلاق الدورة
السابعة والعشرين للقمة العربية بنواكشوط فقط دون البقاء في موريتانيا.