"شواطئ العراة" بين الموافقة القانونية والرفض الديني
أصبحت الكوارث الأخلاقية تتلاحق بالمجتمع شيئا فشيئا فبعد حفلات "البول بارتي"، وتأسيس جروبات ينشر فيها صور للبنات والرجال، بهدف الفضيحة والنيل من الأعراض، تأتي كارثة أخرى لا تقل خطورة عن سابقتيها، حيث أعلنت عنها مرة أخرى شركة "نيتشر كامب" الألمانية التي أكدت على افتتاح أول منتجع للعراة في مصر في مرسى مطروح أغسطس المقبل.
وبحسب موقع "كايرو سين" المهتم بالشأن المصري والصادر بالإنجليزية، أنه من المرجح أن يفتح المنتجع أبوابه في بادئ الأمر للأجانب الباحثين عن الحرية في مصر.
هذا وأكد تاج أبريلشرز، مالك "نيتشر كامب" إن الثقافة الألمانية تحتضن الحرية وكثيرون يفضلون الجلوس على الشواطئ وهم لا يرتدون شيئا سوى نظاراتهم الشمسية، مبينا أن "الألمان يحبون قضاء العطلة في مصر، ومرسى مطروح لديها مياه جميلة، ونعتقد أنها المكان المثالي لإطلاق أول منتجع للعراة خارج ألمانيا".
كما ذكر أبريلشرز: "نعلم أن مصر بلد محافظ وقد لا تتقبل أسلوب حياة العراة، وهذا هو السبب في أننا سنستقبل الأجانب في البداية لنرى ما سيحدث". ، موضحا أنه لن يكون من فئة الخمس نجوم، بل منتجع بسيط على الشاطئ مكون من 50 كوخا مكيفة الهواء ويوفر الكثير من الحرية للتجول، فيما سيوفر المنتجع أنشطة مثل ركوب الخيل والتزلج الشراعي وركوب الأمواج والكرة الطائرة وتنس الطاولة.
هذا وسبق هذا الإعلان عن اكتشاف حفلات "للبول بارتي" وذلك لأول مرة، والذي كشفته مواقع التواصل الاجتماعي، اثر تسريب فديو تبين أنه بعد ذلك حفل للعراة أقيم بالتجمع الخامس، لشباب لم تتجاوز أعمارهم 18 عاما في فيلا خاصة، وتناولوا الخمور أيضا.
هذا ويتساءل الكثيرون عن خطورة هذه الأمور على المجتمع بكامله، خاصة أن هناك الكثير من هذه الحفلات تتم وتنظم بتصاريح خاصة من الداخلية، فضلا عن تنامي العديد من الظواهر التي تطيح بقيم المجتمع وتجعله مهددا في كيانه.
القانون يجيز ذلك وفقا لشروط
وفي سياق ما تقدم أكد الدكتور أحمد مهران أستاذ القانون العام ، أن بعض من هذه الشواطئ الخاصة بالعراة، متواجدة فعليا في مصر ببعض المناطق المغلقة بالغردقة وشرم الشيخ، وأن هذا الأمر ليس بسر، قائلا أن هذه الشواطئ خصصت للسياح الأجانب، ولا تتاح إلا لمن يستطيعون نظرا لكونها باهظة الثمن.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، وهو يعرب عن أسفه الشديد تجاه بعض القوانين التي تتيح ارتكاب هذه الأفعال، لافتا إلى أن القانون المصري تحدث عن أسباب الإباحة، حيث جعل بعض هذه التصرفات مباحة في ظل ظروف زمانية ومكانية معينة، وهي التي تخرج عن التجريم والعقاب، مثل لباس البحر الذي يباح ارتداؤه في الشواطئ، في حين يعاقب الشخص إذا ما ارتدى هذا في شوارع عامة.
وبيّن أن ما تم استحداثه من ملاهي ليلية أو شواطئ للعراة، يأتي أيضا انطلاقا من أنها جزء من السياحة المصرية وتأتي نوعا من الترويج للسياحة،وجذب السياح الأجانب وبالتالي تمت أباحتها.
هذه الأخلاقيات تهدد المجتمع بكامله
فيما أكد الدكتور طه أبو الحسن أستاذ علم الاجتماع، أن انتشار مثل هذه الأخلاقيات لا تهدد فقط من يترددون عليها، حتى وإن أجازها القانون في أماكن مغلقة كالعديد من شواطئ العراة المتواجدة في الغردقة وشرم الشيخ، قائلا أن هذا لن يجلب السياحة، بل سيدمر المجتمع على المدى الطويل، كونه لا يرضي الله سبحانه وتعالى.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الخطورة تكمن في انتشار الرذيلة، وتعميمها، كما الحاصل الآن في المجتمع المصري، مما يتسبب أيضا في ازدياد نسبة الجريمة خاصة المرتبطة بالأعراض، مدللا على ذلك بالكثير من الحوادث التي تتعلق بهتك الأعراض والتي ترتكب يوميا .
وشدد على أهمية أن ترجع الأم مرة أخرى إلى بيتها، لتنشأ صغارها على التربية الفاضلة والسليمة، وتفعيل دور المؤسسات الدينية هي الأخرى.
كما أكد الدكتور أحمد كريمة أن المؤسسات الدينية عليها عامل كبير من ناحية تبيين الحكم الشرعي والديني في هذه الأمور بأنها خطأ فادح ولا تجوز على الإطلاق، خاصة إذا تمت بالفعل.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن العديد مؤسسات الدولة الأخرى هي التي تمتلك المنع، هذا الأمر الذي ليس من قبيل عمل المؤسسات الواعظة والدينية التي ينقطع عملها بعد الدعوة بالحكمة وتبيين خطورة هذه الأفعال على المجتمع.