د.دينا أنور تكتب: 23 يوليو
في مواجهة 30 يونيو
في ذكرى ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أقوى الشخصيات العربية تأثيراً في تاريخ مصر الحديث، استرجعت مشاهد المقارنة ومواطن التشابه التي تم خلالها مقارنة الرئيس الراحل وثورته، بالرئيس عبد الفتاح السيسي وثورته في 30 يونيو.
تشابهات إلى حد التطابق مع اختلافات جوهرية جمعت الثورتين تحت سقف واحد وفرقتهما من حيث المطالب والسياسات وتوقيت الحراك العسكري.
صفات مشتركة جمعت الزعيمين من حيث الكاريزما والشعبية والإنحياز للشعب ومواجهة الكيان الأمريكي، وفرقتهما من حيث التعامل الصارم مع القضايا الإقتصادية والحوادث الإرهابية والمشاكل الأمنية ومواجهة الأزمات وتقنين السلطة الدينية التي تقلل من هيبة الدولة.
وفيما يلي استعراضا لـ20 بندا ترصد ذلك التشابه وتلك الاختلافات التي صنعت ثورتين كان لهما تأثير بعيد في صياغة المشهد السياسي لمصر.
1- القائد:
ثورة 23 يوليو
· جمال عبد الناصر
ثورة 30 يونيو:
· عبد الفتاح السيسي
2- التوصيف:
ثورة 23 يوليو
تحرك عسكري ضد الحكم الملكي تحول إلى ثورة شعبية.
ثورة 30 يونيو:
ثورة شعبية ضد الحكم الإخواني دعمها تحرك عسكري.
3- المطالب:
ثورة 23 يوليو
جلاء الإنجليز عن الأراضي المصرية
ثورة 30 يونيو:
إنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر
4- الموقف من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا
ثورة 23 يوليو
المناهضة التامة للوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ومناهضة الاستعمار الغربي لكل الشعوب العربية والإفريقية مما دفعه للاستقواء بالاتحاد السوفيتي
ثورة 30 يونيو:
التحدي المباشر للتحفظ الأمريكي على عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي مما دفع بأمريكا لإلغاء التدريبات العسكرية المشتركة مع مصر، فتحرك المعسكر الروسي لدعم القاهرة
5- الموقف من جماعة الإخوان المسلمين قبل الثورة
ثورة 23 يوليو
أشيع عن الرئيس جمال عبد الناصر أنه كان عضوا بجماعة الإخوان المسلمين في سنوات عمره الأولى
ثورة 30 يونيو:
أشيع عن الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين قبل توليه منصب وزير الدفاع
6- الموقف من جماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة
ثورة 23 يوليو
حملة أمنية موسعة ضد جماعة الإخوان المسلمين بعد محاولة إغتيال فاشلة قام بها الإخوان ضد عبد الناصر
ثورة 30 يونيو:
التدخل بالقوة لفض الإعتصامات بميداني النهضة ورابعة العدوية والقبض على القيادات البارزة بالجماعة
7- الجماهيرية لدى الشعب
ثورة 23 يوليو
حظي الرئيس جمال عبد الناصر بشعبية جارفة لدى الشعب كانت تظهر في خطاباته والهتافات لأجله, وحتى بعد خطاب التنحي ووقت تشييع جثمانه وحتى اليوم يتم تعليق صوره على الجدران والإستعانة بشعاراته وصوره في المظاهرات الشعبية والمطالب العمالية
ثورة 30 يونيو:
حظي الرئيس السيسي بشعبية جارفة أثناء ثورة 30 يونيو وبعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين, وتم تعليق صوره على الجدران والحافلات , وتم صنع قلادات تحمل اسمه وصورته
8- أشهر الأغاني التي دعمت الثورة وقائدها
ثورة 23 يوليو
إحنا الشعب ووطني الأكبر وبالأحضان ويا جمال يا حبيب الملايين وأحلف بسماها وبترابها
ثورة 30 يونيو:
تسلم الأيادي وتسلم إيدينك وبشرة خير
9- الرتبة العسكرية قبل الثورة
ثورة 23 يوليو
رتبة مقدم في الجيش خلال العهد الملكي
ثورة 30 يونيو:
رئيس جهاز المخابرات العسكرية تحت نظام مبارك ووزير الدفاع في عهد الرئيس الإخواني محمد مرسي
10- الرؤية الإقتصادية
ثورة 23 يوليو
التنمية المستقلة وتوزيع الثروات عن طريق الإصلاح الزراعي والتأميم
ثورة 30 يونيو:
تهيئة مصر أمنيا لجذب المزيد من الإستثمارات الخليجية
11- الاتهامات السياسية
ثورة 23 يوليو
اتهام الرئيس جمال عبد الناصر بقيادة إنقلاب عسكري ضد الملك فاروق الأول، واتهامه أنه كان الحاكم الفعلي لمصر في فترة تولي الرئيس محمد نجيب قيادة مجلس الثورة.
ثورة 30 يونيو:
اتهام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتخطيط لإنقلاب عسكري ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي، واتهامه بأنه كان الحاكم الفعلي لمصر في فترة رئاسة المستشار عدلي منصور
12- حرب اليمن
ثورة 23 يوليو
التدخل لمحاربة ما كان يسمى بالمملكة المتوكلة باليمن
ثورة 30 يونيو:
رفض التدخل فيما عرف بعاصفة الحزم وهي حملة عسكرية تقودها السعودية بمشاركة عشر دول عربية لمحاربة الحوثيين باليمن
13- التدرج العسكري للزعيم
ثورة 23 يوليو
قفز الرئيس جمال عبد الناصر من رتبة مقدم في الجيش إلى رئاسة أكبر دولة عربية
ثورة 30 يونيو:
تدرج الرئيس السيسي في المؤسسة العسكرية حتى أصبح وزير الدفاع
14- قناة السويس
ثورة 23 يوليو
تأميم الشركة العالمية لهيئة قناة السويس شركة مساهمة مصرية
ثورة 30 يونيو:
افتتاح المشروع الجديد لمحور قناة السويس
15- الصورة الدارجة للزعيم في الإعلام
ثورة 23 يوليو
رجل أسمر بشارب ووجه عريض وشعر رمادي وابتسامة غامضة
ثورة 30 يونيو:
رجل حليق الذقن واضح الملامح ذو ابتسامة خفيفة في زيه الرسمي
16- الرسالة الرئيسية في الخطابات
ثورة 23 يوليو
الكرامة العربية والقيادة القومية والتأكيد على حقوق الفلاحين والعمال
ثورة 30 يونيو:
الحث على مناخ ديني معتدل و محاربة الإنقسامات السياسية والتركيز على الإيجابيات
17- الإسلام السياسي
ثورة 23 يوليو
كان عبد الناصر مطرقة الإخوان المسلمين وجميع الحركات الجهادية والتنظيمات الإسلامية وشهد عهده إخمادا كبيرا لأنشطتهم وإخراسا لأصواتهم وحملات إعتقالات موسعة في صفوفهم
ثورة 30 يونيو:
رغم القضاء على حكم الإخوان المسلمين, إلا أن الحركة السلفية ظهرت كبديل لجماعة الإخوان في المشهد السياسي, وحظيت بمكانة لا تملك لها ظهيرا حقيقيا في الشارع, وتم الإفراج عن العديد من قياداتهم رغم كشف التحريات الأمنية عن تورطهم السري في أعمال إرهابية والتأمر لقلب نظام الحكم والإشتراك مع الإخوان في إعتصاماتهم
18- العلاقة بمؤسسة الأزهر
ثورة 23 يوليو
تحديد دور العلماء في إرشاد المواطنين إلى أهداف الثورة وتعبئة الرأي العام في مواجهة إسرائيل ونصرة القضايا العربية
ثورة 30 يونيو:
إعلاء دور مؤسسة الأزهر وتكليفها بتجديد الخطاب الديني وإرساء قيم المواطنة والنزول على رغباتها في محاكمة المفكرين والمجددين من غير أبناء الأزهر أمثال إسلام بحيري
19- أشهر الأزمات
ثورة 23 يوليو
العدوان الثلاثي ونكسة 67 وحرب اليمن
ثورة 30 يونيو:
مقتل الباحث الإيطالي باولو ريجيني والحوادث الإرهابية المتكررة والفتنة الطائفية في صعيد مصر وأزمة جزيرتي تيران وصنافير.
20- الريادة الإقليمية
ثورة 23 يوليو
كانت مصر تتصدر المشهد العربي والإفريقي والإقليمي كقلب الوطن العربي وباعتبارها أهم دولة في المنطقة، وكانت لها الريادة الإقليمية والعربية وكانت تسمى بقلب العروبة وأم الدنيا
ثورة 30 يونيو:
تراجع الدور المصري كثيراً، ولم تصبح لمصر الريادة على المنطقة كما كان في الماضي، بل تراجعت إلى الصفوف الخلفية وظهرت في الصدارة العديد من الدول التي لم تكن تجرؤ على حراك عسكري أو إقتصادي أوسياسي بدون الرجوع إلى مصر، وظهر تيار يعزز من تبعية مصر للكيان السعودي على أساس ديني، وهو ما لاقى ظهيراً من الجماعات السلفية التي تدين بالولاء للفكر السعودي وتسعى لتطبيقه في مصر.