أحمــد متولــى يكتب: فنــان بدرجــة "حمــار"
فى تصنيف النجوم هناك "فنان" و"فنان شاب" و"فنان قدير" و"فنان ذكى" و"فنان عالمي" و"فنان كبير" و"فنان موهوب" و"فنان بدرجة حمار"، هكذا أخبرني أحد الأساتذة الكبار فى مجال النقد الفني والذى يتربع حاليًا على عرشها منفردًا بكم مقالاته النقدية التى تملئ الصحف والمواقع الالكترونية وشاشات التلفزيون، وعندما أخبرته من هو "الفنان بدرجة حمار"، رد بكل ثقة قائلًا: "هو الفنان الذى يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة ولم يحترم جمهوره ومشاعرهم وجعلهم يبتعدوا عنه بتصرفاته، حتى ولو كانت هذه التصرفات تلقائية وغير مصطنعه".
النجم محمد
رمضان، أثار حالة من الغضب الشديد لدى جمهوره أمس بعدما نشر عبر صفحته الرسمية على
موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" صورتين له بجوار سيارتين فارهتين من
نوع "لامبورجيني افنتادور، رولز رويس جوست" زعم أنه يمتلكهما، داعيًا
جمهوره مشاركته هذه اللحظة السعيد، إلا أن جمهور "الفيسبوك" أنقلب عليه
وقاموا بتدشين حملات ضده لوقف استفزازه مشاعر البسطاء بسيارتيه الجديدتين والذى
يتخطي سعرهما بناء 10 وحدات سكنية لدعم الفقراء وقاطني عشش عزبة أبو حشيش وإمبابة
والوراق وغيرهم من الأماكن حالكة الفقر المدقع.
البعض خمن بأن
هاتين السيارتين سيظهر بهما "رمضان" فى فيلمه الجديد "جواب
اعتقال" والمقرر عرضه فى موسم عيد الأضحى المقبل، كما ظهر من قبل بجوار خزينة
أموال عبر صفحته على "الفيسبوك" وأتضح فى النهاية أنها مشهد داخل أحداث
مسلسله الأخير "الأسطورة"، وأنا أتوقع ذلك، ولكن ما يتضح من ذلك أن
"رمضان" أراد الترويج لفيلمه الجديد بطريقة غير مباشرة بهذه الصور المستفزة
– من وجهة نظرى، ولكن انقلب السحر على الساحر، وفشلت حيلته فى الترويج لفيلمه مما جعل
جمهوره يسب ويلعن فيه وفى أمواله وفى سيارتيه وفى "السبكى" الذى صنع منه
نجوميته وجعله بطلا للعشوائيات والبلطجية، وبدلا من أن تسير الأمور فى نصابها
الصحيح انقلب جمهور "رمضان" وانقسموا عليه بين مؤيد ومعارض بعدما كان
الجميع يشيد بأدائه فى "الأسطورة" رغم أنه كان يجسد شخصية بطل فاسد يقف
ضد القانون والمجتمع بسبب تجارته فى السلاح.
بالأرقام محمد
رمضان لم يلعبها بالطريقة الصحيحة، فجاء توقيت نشره للصور فى يوم أصبحت فيه سعر
"البيضة" بـ2 جنيه، وعلبة السجائر بـ30 و40 جنيه، ووصل سعر الدولار فى
السوق السوداء لـ15 جنيها، فى ظل أزمة اقتصادية حالكة السواد تعيشها مصر بعدما
قررت بعض المؤسسات الحكومية رفع الدعم عن المواطن البسيط، هذا المواطن الذى كان
سببًا فى زيادة شعبية محمد رمضان نفسه، ووقف فى طوابير شباك التذاكر لكي يدفع 40
جنيه ثمنًا لتذكرة فيلم لـ"عبده موتة" أو "الألماني" أو
"شد أجزاء" او غيرها من الأفلام التى خاض بطولتها محمد رمضان.
نعترف أن
الخطأ الذى وقع فيه بطل "الأسطورة" لم يكن الأول له على الإطلاق لكي
يفقد بعضا من جمهوره، فقد قام من أيام بالتهكم والسخرية على الفنان بيومي فؤاد
بعدما وصفه بـ"الممثل النحيت" -لكونه ظهر فى عدد كبير من المسلسلات خلال
شهر رمضان الماضى كما شارك فى عدد كبير من أفلام العيد وأيضًا ظهر فى أكثر من حملة
إعلانية تلفزيونية فى فترة زمنية قصيرة- وكارثة التهكم على بيومي فؤاد لم تكن هى
الأولى فقد سبقها استفزازه لجمهوره بوضعه تسعيرة 200 و150 جنيه لمن يرغب فى
التصوير معه فى كواليس مسرحيته "أهلًا رمضان" التى تعرض حاليًا على مسرح
"الهرم"، كما أوقع نفسه فى مقارنة خاسرة أمام "الزعيم" عادل
إمام عندما تهكم عليه بطريقة غير مباشرة قائلاً بإن مسرحيته الجديدة تعرض على مسرح
"الزعيم سابقًا" فى إشارة وصفها البعض بأن محمد رمضان هو الفنان الوحيد
الذى استطاع احتلال عرش الكوميديا التى كان يتربع عليها "الزعيم" طيلة
الـ40 عاما الماضية، ولكن شتان الفارق بين الاثنين.
محمد رمضان،
لو تعمد أن يُكره فيه جمهوره بهذه الطريقة لم يكن يستطيع أن ينجح فيما فعله بهذه الاحترافية،
وإذا خمنا بأنه اشترى هاتين السيارتين فى الحقيقة فهذا من حقه لأن لكل مجتهد نصيب ولأنه
من أكثر الفنانين الذين عانوا لكي يصلوا إلى هذه الدرجة من النجاح والشهرة، كما
أنه على الصعيد الفني يعد من أشطر وأذكى الفنانين على الساحة الفنية فى الوطن
العربي ولكنه يستخدم ذكاءه فى أشياء تضره بعض الأحيان، وإذا كان عليه النجاح
وتحقيق الشهرة والنجومية التى وصل إليها أشخاص مثل "الزعيم"
و"الهضبة" و"الكينج" عليه أن يبتعد عما يفعله على صفحات "الفيسبوك"
وينشغل فى أعماله أكثر وأكثر، وعلى المحيطين به وخاصة شقيقه "محمود
رمضان" أن يوجهه للطريق الصحيح حتى لا يطير منه جمهوره الذى يدعمه إلى أخر
الطريق، وعليه أن يُعيد حساباته ويعلن حقيقة امتلاكه هاتين السيارتين على المليء
حتى يهدأ عقل وقلب جمهوره، كما عليه الاستفادة من تجربة النجمة الكبيرة شيرين
عبدالوهاب بعدما نصحها الأقربون بالابتعاد عن الكتابة على صفحتها على
"الفيسبوك" بنفسها حتى لا تسيء لنفسها قبل أن تسيء لجمهورها بعدما نشرت
صورها وهى تبكي بحرقة منذ عدة أشهر.
الكرة الآن أصبحت
فى ملعب محمد رمضان، وعليه أن يثبت هل هو بالفعل نصير الغلابة وفنان الطبقات
الشعبية الذى يخاف على مشاعرهم؟ أم أنه فنان أستطاع تطفيش جمهوره بأسهل الطرق واختصر
على نفسه مشواره الفني القصير لينال لقب "فنان كرّه جمهوره فيه" بصورتين
لسيارتين لا يمتلكهما ولكنه أراد فقط الترويج لفيلمه الجديد بهما لكي تزيد شعبيته
على "الفيسبوك".
للتواصل
مع الكاتب @ramadan_ah