بعد تفشيها في المنيا..عدوى الفتنة الطائفية تصيب بني سويف

تقارير وحوارات

صورة من فيدي الاعتداء
صورة من فيدي الاعتداء على منازل الاقباط ببني سويف



لم تمض ساعات قلائل، على تحذيرات الرئيس السيسي التي حذر فيها المصريين من محاولات الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين في مصر وذلك بعد وقوع عدة حوادث طائفية في محافظة المنيا بصعيد مصر خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا وتقع فتنة جديدة تشهدها مصر في هذا اليوم، الجمعة، في محافظة بني سويف.

بني سويف "الفتنة الجديدة"

حيث قالت تقارير إخبارية إن أجهزة الأمن في بني سويف ألقت القبض على 16 مسلمًا وقبطيًا، بسبب خلاف وقع بعد انتشار شائعة تحويل مسيحيين منزلهم إلى جمعية دينية لإقامة شعائرهم، يأتي هذا فيما أظهر فيديو قصير تم تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي، مهاجمة عشرات الأشخاص لمنزل قبطي في قرية "صفط الخرسا" في مركز الفشن، وقذفه بالحجارة والزجاج، حيث يظهر الفديو عشرات من أعمار مختلفة، احتشدوا بعد صلاة الجمعة، وقاموا بالاعتداء على منازل الأقباط بالحجارة.

ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها الطائفي التي تحدث في محافظة بني سويف، حيث تكرر الحادث قبل ذلك في العام الماضي تحديدا في يوم 3/6/2015 والتي نشر فيها المدعو أيمن يوسف مرقص صور مسيئة للرسول والإسلام والمسلمين عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من مقر إقامته بالأردن، والتي أدت بالنهاية إلى إشعال غضب المسلمين في قريته الواقعة في جنوب محافظة بني سويف.

المنيا "المنبع الأساسي"

كما شهد الإسبوع الماضي أيضا حوادث طائفية في محافظة المنيا، والتي شهدت مقتل  شخص وأصابة 2 آخران فى مشاجرة بين مسلمين ومسيحيين بسبب الأطفال بقرية طهنا الجبل التابعة لمركز المنيا، حيث وقع بها  مشاجرة بين مسلمين ومسيحيين بقرية طهنا الجبل التابعة لدائرة المركز، وتبين أنه أثناء مرور طفل مسلم يقود عربة كارو، وبرفقته 3 أطفال آخرين وقعت بينه وبين أطفال آخرين مسيحيين مشادة كلامية، حيث طلب الأول من طفل صغير عمره نحو 5 سنوات إفساح الطريق للمرور بالعربة، فقام بعض المتواجدين بالشارع، بالاعتداء عليه بالضرب، وعندما شعر الصبى بأن الأهالى تكاثروا عليه، استدعى عددًا من أقاربه، وعقب ذلك حضر عدد من أهله ووقعت مشاجرة أسفرت عن مقتل شخص يدعى "مارى"، 22 سنة وهو أحد أبناء عمومة القس متاوس نجيب، راعى كنيسة مار مينا بقرية طهنا الجبل، فيما أصيب اثنان آخران بينهما سيدة وتم نقلها إلى المستشفى العام.
 
وفي وقت قريب من هذا  شهدت قرية أبو يعقوب التابعة لمركز المنيا أيضا ، اشتباكات طائفية عنيفة بين مسلمين وأقباط، بسبب شائعات تحويل منزل تحت الإنشاء لكنيسة، ما أسفر عن احتراق  3منازل.

الرئيس يتوعد

وكان الرئيس السيسي في خطابه المذاع في يوم الخميس أثناء تخريج دفعات كلية الحربية، قد شدد على أن هناك دولة اسمها دولة القانون، متوعدا من يخطئ بالمحاسبة الشديدة ، قائلا أن الجميع أمام القانون من أول رئيس الجمهورية إلى أي مواطن متساوون، موضحا، أن الجميع  شركاء في هذا الوطن ولا يليق بنا أن نقول هذا مصري مسلم وهذا مصري مسيحي.
 
الجهل وقلة الوعي
 
من ناحيتها أكدت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذة علم الاجتماع،أن هذه الأحدالث تنم على أن هناك مشكلة فعلية، من الممكن أن تكون فاتحة شر بمشكلات أخرى كثيرة، خاصة أنه لم تمض أيام قلائل على حادثة المنيا الأخيرة، ويحدث حادثا اخر في بني سويف اليوم، بما يعني أن هناك خوف شديد بسبب هذه الكثرة في الأحداث.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن محافظة المنيا ملفتة جدا في أحداثها، موضحة أن  المشكلة في محافظة المنيا تتعلق بالناحية الثقافية بسبب قلة الوعي والامية، مشددة على عمل حملات توعوية وثقافية ، وذلك لاعادة المواطنة وافهام النالس التعايش السلمي.

كما شددت على أهمية تفعيل دور الأزهر الدعوي، وتكثيفها في هذه المحافظات التي تحمل فكرا خاطئا، يسبب بين الحين والاخر اندلاعات   طائفية، محذرة من التقاعس ازاء ذلك.

 يجب التوحد في هذه الفترة

كما أكد الدكتور أحمد كريمة، على أن المصريين عليهم أن يعلموا تماما أن البلد تعيش الان حالة، يستوجب فيها تكاتف الجميع تماما، خاصة أن هناك من يقصد تخريبها داخليا وخارجيا.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه يجب الإهتمام بتلك المحافظات التي تحوي أعدادا كبيرة من المسلمين والمسيحيين، خاصة محافظات الصعيد وعلى رأسهم محافظة المنيا التي شهدت حوادث عدة، عن طريق العمل الدعوي بل وتكثيفه كثيرا والتحدث عن التعايش السلمي، بين المسيحيين والمسلمين.

وحذر من تفاقم هذه الأوضاع، داعيا إلى التحرك السريع، للعمل على وئد هذه الفتن التي في غني عنها مصر خاصة في هذا التوقيت، الذي يجب أن يشهد تلاحما ورباطا بين جميع أبناء الوطن.