نجاح أولى مراحل "سفر الدغيلبي" لتطوير شعر المحاورة بالطائف
في كرنفال كبير بالقاعة الذهبية في الطائف، تزامنَ مع زواج "عبدالله" ابن العميد أحمد بن ضاوي أبو كتيفه العصيمي، انتظرت الجماهير الغفيرة التي حضرت باكراً فكرة تطوير المحاورة التي بادر بها الشاعر سفر الدغيلبي؛ منذُ أيام، وتفاعلت معها جماهير المحاورة الشعرية في شتى أرجاء المملكة والخليج، عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وتم تنفيذ المرحلة الأولى من فكرة التطوير بنجاحٍ كبير، أبهر الجماهير ، وأصحاب المناسبات، والمهرجانات القادمة، الذين أصرّوا على أن يتم تنفيذ هذه التغييرات في مناسباتهم المقبلة، وتم التنفيذ بتفاعل وحماس منقطع النظير في موال جماهيري بين "الدغيلبي" صاحب الفكرة، وزميله الشاعر المعروف "عبدالله العلاوه"، وأداء احترافي وشعري جذاب للشعراء والجماهير. وفق صحيفة "سبق"
وصرح "الدغيلبي"؛ لـ"سبق"، بأن هناك مراحل قادمة للتطوير والتجديد في هذا الموروث الشعري الأصيل، في حين كشف عن المرحلة الأولى لتطوير شعر المحاورة، التي تضمنت أن شعر المحاورة يحمل شكلاً ومضموناً يصعب التغيير فيهما بشكلٍ فوري، وجوهر المحاورة بريقه المعنى والصور والألفاظ والتركيبات الخاصّة بهذا الفن، ولا يُمكن المجازفة بالتطوير دفعةً واحدة، وتمت تجزئة فكرة التطوير إلى مراحل عدة مدروسة ومُمنهجة لتيسير التنفيذ من جانب، ولتهيئة تقبُّل الجماهير لها من جانب آخر.
وقال: "ستكون المراحل القادمة - بمشيئة الله - على شكل رؤى مستقبلية مؤرخة مستقبلاً ومُحددة الأهداف والوسائل وفترات التنفيذ بالتعاون مع الشعراء والجماهير؛ حيث إن الهدف الشعري من المرحلة الأولى تمييز نخبة الشعراء عن غيرهم لقدرتهم على التنفيذ الشكلي بجدارة مع المحافظة على جودة المضمون والأساسيات والتنافس في ذلك.
وبيّن: "الهدف الجماهيري من المرحلة الأولى جذب فئة الشباب لهذا الموروث الأصيل، وتفعيل ما يُرضي الذائقة الشابة، واشباع رغباتهم الفنية بما لا يُنافي التعاليم الدينية، وتمّ إنجاز المرحلة الأولى من الفكرة بنجاح أمس الجمعة؛ حيث تمت زيادة قوافي البيت الواحد من قافيتين إلى أربع قوافي؛ بحيث تكون القافيتان المستحدثتان مرادفتين للقافيتين الأساسيتين، وكثير من البحور الشعرية المُضافة تقبل تعدُّد القوافي، وزيادة قوافي الموّال من قافية واحدة إلى قافيتين بأداء صوتي ومقام خاص متناسق مع هذا النوع من التجديد".
وتابع: "كما أن القافية الأخيرة للموال "المستحدثة" يكون الشاعر المُقابل مُلزماً بالرد عليها واستحداث قافية أخرى تلزم الشاعر الأول بالرد عليها كذلك، وإدخال الإيقاع التقني "الدُف فقط ودون مؤثرات صوتية أو آلات موسيقية" على الموال لجذب الجمهور وزيادة تفاعل وحماس صفوف المحاورة، خصوصاً مع اندفاع الجماهير في الفترة الأخيرة لفنون دخيلة تحمل شبهات دينية وعُرفية، لم يتم سوى إدخال "الدفوف التقنية فقط"، تيمناً بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - "أحيوا أفراحكم بالدفوف" متفقٌ عليه، كما يساعد إدخال الدُف التقني على ابتكار واستحداث ألحان ومقامات جديدة وجذابة، والتوسع في هذا المجال لاحقاً، بخلاف الموالات العادية المستهلكة".
وأكّد أن المرحلة التطويرية الأولى لا تتضمن أيَّ أهداف مادية أو شخصية له أو لغيره من الشعراء، مُعتبراً أن التعديل أو الإضافة عليها حق مُشاع للجميع، وبيّن أن المرحلة الأولى التطويرية الأولى وما يليها ليست مُلزمة لجميع الشعراء وأصحاب المناسبات والمهرجانات مع اليقين بنجاحها منذُ انطلاقها، وكثرة الطلبات والإلحاح في تنفيذها بمناسبات عدة قادمة في المملكة والخليج.