"انتحال شخصية الآخرين".. كارثة تتصاعد في أجواء التواصل الاجتماعي
إسراء سعيد: سذاجتي سببت لي هذه المصيبة.. وزينب سمير: قصتي انتهت بصور إباحية
وخبير نفسي: السبب معاناة نفسية وتطفل.. ويجب التوعية للصغار
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي خاصة "فيس بوك" هو من يمسك الآن بكثير من زمام العادات والتقاليد الجديدة، التي تهبط بفضل الحداثة الدائمة في وسائل تلك المواقع، وتحدث آثارًا سيئة للغاية، لا سيما أنها تتيح الكثير من الوسائل التي يستطيع المستخدم من خلالها التخفي، وأن يفعل ما يحلو له بأريحية تامة.
ومن بين هذه العادات السيئة، هو انتحال صفة الأشخاص، حيث يقوم بعض الشباب بانتحال صفات غير صفاتهم الحقيقة، إذ يغير من صفته الذكورية إلى أنثوية، مما يعطي طابعًا آخر عنه، كما يقوم أيضا بعض البنات بانتحال الصفات الذكورية، كما ينال المشاهير أيضا قسطا من هذه الأمور، فكل يوم هناك بيانات تصدر منددة بصفحات انتحلت شخصيتهم وتتحدث بلسانهم مما يسبب مشكلات كبيرة لهم.
ويؤكد بعض الباحثين والمتخصصين أن انتحال الشخصيات في مواقع التواصل هو سلوك مرضي، والهدف من ذلك هو استغلال نفوذ الشخصية المنتحلة أو التحدث بلسانها مستهدفًا ضرره، فيما أن الكثير من المنتحلين ما بين مصابين بأمراض عقلية أو مضطربين وجدانيًا، وان البعض الآخر ينتحل صفات غيره لغرض العبث أو انطلاقا من أفعال المراهقة غير ناضجة فيلجأ للانتحال من أجل التسلية والعبث، كما يقوم بذلك بعض الشباب.
سذاجتي سببت لي هذه المصيبة
"الفجر" تواصلت مع بعض الشخصيات التي وقعت بعضها في تلك الأمور الحرجة، وكانت البداية مع اسراء سعيد التي أكدت أنها ظلت تستخدم مواقع التواصل الإجتماعي فترة كبيرة، وكان من ضمن أصدقائها ولدا، لكن يظهر بصورة بنت ويتحدث بلسان البنات" حيث تقول أنها لم تساورها لحظة شك واحدة بأنه ذكرا ليس بنتا".
وتتابع:- ظللت فترة طويلة جدا اتحدث معه على أنها بنت وبالتالي عرفت كل تفاصيل حياتي خاصة أنه أظهر ودلل في كلامه كأنه بنت بالضبط ،حيث تقول" سذاجتي سببت لي مصيبة في هذا حيث أنه لا ينبغي على الإطلاق أن يحكي الإنسان تفاصيل حياته لأيا كان طالما لم يره وهذا ما لا يتوافر على مواقع التواصل".
وتؤكد منهية حديثها "أنها تعلمت من هذا الدرس كثيرا، خاصة بعد اكتشافها هذا المنتحل، وأنها لا تأمن لاي أحد مهما كان، بالتعامل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، محذرة البنات أن تنتبه لنفسها".
انتهت بصور إباحية فكانت الصدمة
الأمر ذاته حدث مع فتاة تدعى زينب سمير"اسم حركي"، والتي رفضت ذكر اسمها الحقيقي، حيث أكدت أيضا أن ما حدث معها كان يعد صدمة كبيرة للغاية، خاصة أن سنها في هذا التوقيت لم يتجاوز الـ15، حيث تقول أنها لم تكن تمتلك خبرة في التعامل مع وسائل التواصل، فكانت تقبل جميع من يرسل لها طلبات صداقة، قائلة" أن لم تكن تعلم خطورة هذا الأمر مما أوقعها في هذا الفخ"، حيث بعث لها شخص بطلب صداقة منتحلا شخصية بنت، وهو بالأساس ذكر، لكن كان يتواصل معها على اعتباره بنتا.
وتتابع قائلة: "أخطر ما في الأمر أنني كنت أعطيه المعلومات عني بكل سهولة ويسر عندما كان يسألني عن معلومات خاصة، لكن سرعان ما تطور الأمر وبدأ يرسل لي أسئلة تفصح عن وجهه الحقيقي الذكوري، وكانت النهاية مأسوية حيث بعث إلى صور مخلة بالآداب عندما اعترضت عليه، مما شكل صدمة كبيرة وعليه أغلقت صفحتي لمدة طويلة إلى أن فهمت وتعلمت طبيعة مواقع التواصل".
معاناة نفسية وتطفل.. ويجب التوعية للصغار
ويؤكد الدكتور أحمد عبدالله الخبير النفسي، أن مواقع التواصل الاجتماعي تسبب بمشكلات كبيرة من ضمنها هذه المشكلة وهي انتحال صفات وشخصيات الآخرين، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يعد قديما وليس جديدا لكن يزداد، وتزداد خطورته في المشكلات الاجتماعية التي يسببها، كونه يقوم على إخفاء المعلومات الأساسية عن الشخص الحقيقي، وتضليل الآخرين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الخطورة تكمن في الصدمات التي يتعرض لها الأشخاص المستخدمين، وأكثرهن من البنات خاصة صغار السن الذين يستخدمون هذه الشبكات ولا يعلمون عن طبيعتها شيء، وكذلك خطورتها، موضحًا أن بعض هؤلاء الشخصيات هم مرضى يعانون من اضطرابات نفسية، وعدم تربية سليمة، وحب التطفل، مما يجعلهم يرتكبون هذه الأفعال غير سوية.
وشدد الخبير النفسي على أهمية التوعية اللازمة خاصة للصغار، الذين يتم ابتزازهم، محذرا من استخدام هذه المواقع دون دراية وعلم بطبيعتها.