بعد فضائح "l know him".. السجن يلاحق المشاركين.. وخطوتان للنجاة من الفضيحة

حالة من الجدل شهدها موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بسبب سلسلة الفضائح التي تسبب فيها جروبات "حد يعرف" التي انتشرت في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة حتى أصبحت مصدر الشائعات والفضائح بين المصريين.

بدأت القصة بجروب على الفيسبوك خاص بالبنات باسم "l know him" والذي يعمل على مساعدة البنات لبعضهم، ففيه تطرح البنت أي سؤال لها لتقوم العديد من البنات بمساعدتها، وكمثال لذلك سؤال أحد البنات الموجودين بالجروب عن مكان بيع فساتين سوارية رخيصة الثمن، فتنهال عليها التعليقات لتخرج في النهاية بإجابات عديدة لسؤالها.

ويتكون الجروب من السيدات والفتيات فقط ولا وجود للجنس الآخر، لذلك فإنه يجوز فيه طرح أسئلة خاصة للبنات ولا إحراج في ذلك.

وبنفس الفكرة أنشأ أحدهم جروب للأولاد يضمهم ولا وجود للإناث فيه، يقومون بداخله بطرح أسئلة خاصة بهم ويستقبلون المزيد من الردود عليها.

تطورت الفكرة بعد ذلك لتقوم إحدى الفتيات بإنشاء جروب «I know him»، والتي تعمدت أن يكون الهدف منه هو فضح مؤامرات الشباب على البنات، حيث تقوم البنت برفع صورة الولد الذي تريد أن تجمع معلومات عن ماضيه على الجروب وتضع تعليق عليها «حد يعرفه»، لتقوم الفتيات التي تعرفه بفضح كل ما تعرفه عن الولد.

وتسبب ذلك الجروب في الكثير من الفضائح لعدد من الشباب، الذين كان أغلبهم من المنتمين إلى جهاز الشرطة، ومن بين هذه الصور قامت فتاة بنشرها على الجروب لرجل ادعت أنها على علاقة به وتريد أن تعرف هل له ماضي مع أخريات أم لا، لتكون المفاجأة بأن ترد عليها أخرى بأنه والدها!، الأمر الذي قد يهدد مصير أسرة .

وردًا على الفضائح التي قامت بها البنات للأولاد، أنشأ ولد جروب "I know her" بنفس الفكرة بأن يقوم الشباب بنشر صورًا للفتيات بحثًا عن ماضيهن في الجروب لتنهال عليها التعليقات.

وقد تسببت تلك الجروبات في الكثير من الجدل نظرًا للخوض في أعراض الفتيات وفضحهن، حيث قيل أنه وقع الكثير من "الخناقات" على خلفيتها والتي وصلت للقتل على حد زعم ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب صور البنات، فمنهم من وجد صورة شقيقته ومنهم من وجد صورة ابنته وغيرهم من الحكايات والفضائح التي وضعت فيها فتيات قد يكن ابرياء مظلومين.

وبسبب الفضائح التي تسببت فيها تلك الجروبات نادى الكثيرين من نشطاء الفيسبوك الدولة بوضع حد لحرب الشائعات والانتهاكات التي انتشرت على المواقع بدون رابط ولا مراقبة، لوقف المشاكل والعنف الذي تسببت فيه تلك الجروبات وما قد يحدث مستقبلًا من مخاطر قد تهدد المجتمع مستقبلًا.

فيما وضع الكثيرون سلبيات تلك الجروبات حتى يتعظ الجميع وألا ينساقوا إليها، فمنهم من أشار إلى أنه قد يكون نشر الصور غرضه الانتقام، ومنهم من استخدم الدين ليحاول به الحد من تلك الفضائح حتى تنتهي.

ومن جانبها قالت سامية خضر، دكتورة علم الاجتماع، أن السبب وراء تطور العلاقات بطريقة خاطئة هو السوشيال ميديا، موضحة أن الاستخدام الخاطئ لها قد يتسبب في كوارث.

وأشارت خضر في تصريحها لـ"الفجر" أن ظاهرة انتشار تلك الجروبات التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي سببها غياب التوعية والمراقبة، مؤكدة أنه للقضاء على تلك الظاهرة زيادة مراقبة الأهل لأبنائهم وتفعيل دور الجمعيات الأهلية والأحزاب التي وصفتهم بـ"الدور الكارتوني".

وتابعت: "يجب على الأحزاب توعية الشباب لأضرار تلك الجروبات التي قد تسبب العديد من الكوارث، كما يجب على رجال الدين توعية الشباب لمراعاة الله في تعاملاتهم وتنمية الحس الديني لديهم، والرجوع لتطبيق العادات والتقاليد القديمة التي تحافظ عليهم".

ومن الناحية الدينية، أرجع الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، سبب كثرة تلك الجروبات التي تفضح الأفراد بعضهم بين بعض هو سوء التربية، مستشهداً بقول الله عزو جل حين: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة"، موضحًا أن الله يتوعد لمن يفضح غيره بالعذاب في حياته وبعد موته.

وطالب الأطرش، في تصريحه لـ"الفجر" الدولة بأن تقوم بمراقبة تلك الجروبات ومحاولة إرداعها بالقانون لإنهاء تلك المهزلة.

وقانونيًا أكد المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، أن العقوبة التي تنتظر الفتيات والأولاد الذين اشتركوا في جروبات "I know him، I know her" هي الجنحة والتي تنص في قانون العقوبات على الحبس ثلاث سنوات، مؤكدًا أن تلك الجريمة هي جريمة مخالفة للآداب العامة.

فيما قال الخبير التكنولوجي مالك صبري، أن مصير جروبات I know هو الغلق، مشيرًا إلى أن الخطوات التي تتبع إذا وجد شخص صورة له منشورة بدون علمه هي التوجه لقسم المعلومات والتوثيق ويقدم شكوى بالأمر وأن يكون لديه ما يثبت ذلك "سكرين شوت بالصورة والصفحة المنشورة عليها"، مؤكدًا انه بعد ذلك إذا ثبت أنه صاحب الصورة يتم غلق الصحفة والقبض على مؤسسها أو ناشرها، وتوقع عليه عقوبة حسب الضرر الذي وقع على صاحب الصورة المنشورة.